اليوم العالمي لإنهاء ناسور الولادة

تحتفل الأمم المتحدة باليوم العالمي لإنهاء ناسور الولادة في الثالث والعشرين من أيار منذ عام 2013، وذلك بهدف زيادة الوعي في هذه القضية وحشد الدعم في جميع أنحاء العالم (1).

يُعد ناسور الولادة من أخطر الإصابات التي يمكن أن تحدث في أثناء الولادة. وهو عبارةٌ عن فجوةٍ بين قناة الولادة والمثانة أو المستقيم، ناتجةٌ عن مخاضٍ مطوّلٍ عسيرٍ دون علاج، وعادةً ما تَترك هذه الحالة النساء مصاباتٍ بسلسٍ بولي. ونتيجةً لذلك فإنهن غالبًا ما يُتجنبن من مجتمعاتهن. كذلك تعاني المصابات في كثيرٍ من الأحيان الاكتئاب والعزلة الاجتماعية.

تحدث معظم حالات النواسير بين النساء اللائي يعشن بفقر، ضمن ثقافاتٍ تربط مكانة المرأة واحترامها لذاتها على نحوٍ شبه كاملٍ بزواجها وقدرتها على الإنجاب (2,3). مما يعكس أوجه عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية والمفارقات الصحية بين الجنسين (4). ومن هنا انطلق شعار احتفال عام 2020، إذ كانت رسالته واضحة: "ضعوا حداً لعدم المساواة بين الجنسين! أوقفوا التفاوتات الصحية! أوقفوا الناسور الآن!"

فبينما تكافح النظم الصحية في جميع أنحاء العالم للاستجابة لجائحة COVID-19، تتعرض خدمات الصحة الجنسية والإنجابية لخطر التهميش. كذلك فإن الحرمان أو عدم الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية وخاصةً في البلدان النامية -البلدان التي فشلت فيها أنظمة الرعاية الصحية، حتى قبل تفشي فيروس كورونا، في توفير رعايةٍ صحيةٍ جيدةٍ للأمهات- أمر مدمر وخاصةً للنساء والفتيات اللائي يتعاملن بالفعل مع الحواجز الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللوجستية.

إضافةً إلى أنه قد تتخلى العديد من النساء والفتيات عن الفحوصات الطبية المهمة خوفًا من الإصابة بالفيروس. فمع انتشار الفيروس في هذه البلدان، أصبحت الخدمات الصحية مثقلة ومحدودة وهذا ما يرجح زيادة كبيرة في الإصابات بناسور الولادة (4).

لكن يمكن الوقاية من ناسور الولادة وتجنبه، من خلال تأخير سن الحمل الأول، والتوقف عن الممارسات التقليدية الضارة، والحصول في الوقت المناسب على الرعاية الصحية الشاملة وتوفير عاملين صحيين مؤهلين (4).

وأخيراً، يجب عدم التركيز على الإصابة الجسدية التي تتعرض لها النساء والفتيات فقط، بل وعلى الآثار النفسية والندبات الناتجة عن الوصم والتمييز أيضاً.

المصادر: