الطب > مقالات طبية
اختبار PSA PSA Test
يعدّ سرطان البروستات من أكثر السرطانات شيوعاً، ويحتل المرتبة الثامنة من بين أكثر الأمراض إرهاقاً التي تصيب الرجال، والتي تؤدي إلى عبء كبير من ناحية حدوث المرض والوفيات (1)، وبالرغم من التنوع في موثوقية فحص عينة الدم التي تحمل الـ (PSA) فهو يعدّ طريقة فعالة على نطاق واسع لكشف السرطان في مرحلة مبكرة قابلة للشفاء (2).
ما اختبار (PSA) أو (prostate-specific antigen)؟
هو اختبار دم، اكتشفه ريتشارد ابلين في السبعينات(1)، يستخدم بالمقام الأول للكشف عن سرطان البروستات؛ إذ يقيس الاختبار كمية المستضد النوعي البروستاتي في الدم، وهو بروتين تنتجه الأنسجة السرطانية وغير السرطانية في غدة البروستات، وهي غدة صغيرة تقع أسفل المثانة عند الرجال(3)، ويعمل هذا البروتين على تسييل المني، تعزيز حركة الحيوانات المنوية، وإذابة مخاط عنق الرحم(1).
لإجراء هذا الاختبار ترسل عينة دم إلى المختبر لتحليلها، وعادة ما تبلغ النتائج على شكل نانوغرام من الـ (PSA) لكل مل ليتر من الدم (نانوغرام/مل) (4).
قد يساعد قياس مستوى الـ (PSA) في الدم في اكتشاف سرطان البروستات في مرحلة مبكرة، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) على الاختبار في الأصل، في عام 1986 لمراقبة تطور سرطان البروستات لدى الرجال الذين شُخِّصت إصابتهم بالفعل بالمرض ففي حال بدأت مستويات الـ (PSA) بالارتفاع بعد علاج السرطان، فعندها قد تكون هذه أولى العلامات على عودة المرض؛ إذ يظهر هذا النكس عادة قبل أشهر أو سنوات من ظهور العلامات أو الأعراض السريرية الأخرى لنكس سرطان البروستات (4).
وفي عام 1994 وافقت الـ (FDA) على استخدامه بالتزامن مع المس الشرجي (DRE) لكشف سرطان البروستات لدى الرجال الذين لا تظهر الأعراض عليهم (4).
وفي عام 2008 قد شجعت المنظمات إجراء اختبار (PSA) سنوياً للرجال بدءاً من سن الخمسين، وأوصت الرجال المعرضين لخطر أعلى للإصابة بالسرطان بما في ذلك العرق الأسود والرجال الذين لديهن أقرباء درجة أولى مصابين بسرطان البروستات بالبدء بالفحص من سن الـ40 أو الـ45(4).
لا يوجد مستوى معين طبيعي أو غير طبيعي من (PSA) في الدم(3)، وقد يختلف بمرور الوقت لدى نفس الرجل؛ إذ عدّ معظم الأطباء في الماضي أن مستويات (PSA) الطبيعية تبلغ 4 نانو غرام/مل أو أقل، وفي حال كان لدى الرجل مستوى (PSA) أعلى من ذلك فغالباً ما يوصي الأطباء بأخذ خزعة من البروستات لكشف وجود سرطان البروستات(4).
ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات الحديثة أن بعض المصابين بسرطان البروستات قد كان لديهم مستوى (PSA) من دون 4 نانو غرام/مل، وأنّ عديداً من الرجال الذين لديهم مستويات أعلى لا يعانون سرطان البروستات، وقد أظهرت دراسات أخرى أن الـ (PSA) يزداد مع تقدم العمر وبالتالي تتطلب قيمة الـ (PSA) التفسير مع فهم الحالة السريرية بالتزامن مع الجمع بين قياس تركيز الـ (PSA) في الدم وفحص المستقيم، مع التصوير بالموجات فوق الصوتية الذي أُجرِيَ على المرضى الذين يعانون نتائج غير طبيعية، لكن على نحو عام كلما ارتفع مستوى (PSA) لدى الرجل، زاد احتمال إصابته بسرطان البروستات، ومن الممكن أن يكون الارتفاع المستمر في مستوى (PSA) لدى الرجل بمرور الوقت علامة على إصابته بسرطان البروستات(5,4).
هناك عدد من العوامل التي تحد من فائدة اختبار (PSA):
- عوامل ترفع مستوى (PSA) إلى جانب السرطان؛ إذ تشمل الحالات الأخرى التي يمكن أن ترفع مستويات (PSA) ضخامة البروستات الحميدة، التهاب البروستات، بشكل تالٍ للتدليك أو الخزعة، ومع تقدم العمر(3).
- عوامل تخفض من مستويات الـ (PSA): مثل السمنة، وبعض الأدوية المستخدمة في علاج ضخامة البروستات الحميدة أو الأمراض البولية، والجرعات العالية من بعض أدوية العلاج الكيماوي(3).
- نتائج مضللة: لا يقدم الاختبار دوماً نتائج دقيقة؛ إذ لا يعني ارتفاع (PSA) بالضرورة أن المريض مصاب بالسرطان، وكذلك فإن كثير من الرجال المصابين بالسرطان لديهم مستوى طبيعي من (PSA).
- الإفراط في التشخيص: أظهرت الدراسات أنه من بين 23-42 % من حالات سرطان البروستات المكتشفة عبر اختبار (PSA) لم تؤدِّ إلى ظهور أعراض لدى المرضى(3)؛ إذ تنمو هذه الأورام ببطء شديد لدرجة أنه من غير المحتمل أن تهدد حياة الرجل، ويطلق على علاج هكذا حالات بالعلاج المفرط؛ إذ يتعرض الرجل من دون داعٍ إلى مضاعفات وآثار جانبية لعلاجات السرطان بما في ذلك الجراحة والعلاج الإشعاعي(4).
وترتبط المخاطر المحتملة لاختبار الـ (PSA) على نحو أساس بالخيارات التي اتخذت بناءً على نتائج الاختبار مثل قرار الخضوع لمزيد من الاختبارات والعلاج لسرطان البروستات، وتشمل المخاطر:
- مخاطر متعلقة بالخزعة: وتتضمن الألم، والنزف، والعدوى.
- الآثار النفسية: الإيجابية الكاذبة للاختبار- في حال كانت مستويات الـ (PSA) مرتفعة لكن من دون وجود دليل على السرطان في الخزعة - تسبب القلق والضيق(4).
- سرعة ارتفاع الـ (PSA): وهي التغيير في مستويات الـ (PSA) مع مرور الوقت، فقد يشير الارتفاع السريع بمستوياته إلى وجود السرطان أو شكل عدواني من السرطان، ومع ذلك فقد شككت العديد من الدراسات الحديثة بقدرة سرعة ارتفاع الـ (PSA) في التنبؤ بسرطان البروستات مقارنة بالخزعة (3).
- (PSA) الحر: يدور الـ (PSA) في الدم عبر شكلين إما مرتبط مع بروتينات معينة وإما غير مرتبط (حر)، وفي حال اكتشف لدى المريض مستويات مرتفعة من (PSA) ولكن نسبة منخفضة من الـ (PSA) الحر، فمن المحتمل أن يكون المريض مصاباً بسرطان البروستات(3).
- كثافة الـ (PSA): يمكن أن تنتج سرطانات البروستات كميات أكبر من الـ (PSA) مقارنة بضخامة البروستات الحميدة تبعاً لحجم البروستات؛ لذلك يستخدم اختبار كثافة الـ (PSA) لمقارنة قيم الـ (PSA) بحجم البروستات، ولكن ذلك يتطلب التصوير عبر المرنان أو الموجات فوق الصوتية عبر المستقيم(3).
الـمصادر:
2-Arneth BM. Clinical Significance of Measuring Prostate-Specific Antigen. Laboratory Medicine. 2009 Aug 1;40(8):487–91.Available from: هنا
3-PSA test - Mayo Clinic [Internet]. Mayoclinic.org. 2019 [cited 2020 Dec 29]. Available from: هنا
4-Prostate-Specific Antigen (PSA) Test - National Cancer Institute [Internet]. 2021 [cited 2020 Dec 29]. Available from: هنا
5-Catalona WJ, Smith DS, Ratliff TL, Dodds KM, Coplen DE, Yuan JJ, et al. Measurement of prostate-specific antigen in serum as a screening test for prostate cancer. N Engl J Med. 1991 Apr 25;324(17):1156–61.Available from:هنا