ORCID مُعرِّف الباحثين

يُعدّ (ORCID) (Open Researcher and Contributor ID) معرِّفاً رقميًّا متاحًا للباحثين، ويعود إنشاؤه إلى منظَّمةٍ عالميةٍ غير ربحيّة تسعى إلى ربط الباحثين والمساهمين في الأبحاث أو المِنَح أو الابتكارات بأعمالهم وبإسهاماتهم على اختلاف تخصُّصاتهم وبمكان إسهامهم ووقته، وتهدف إلى إيجاد ارتباطاتٍ موثوقةٍ شفّافة بين الباحثين وأعمالهم وانتماءاتهم التعريفية (Affiliations)، وذلك عن طريق ربط سجِّلاتِ الباحثين ومجموعة واجهاتٍ برمجيّة بمُعرِّف رقميّ مميَّز ومجانيّ ومستمرّ يُوفَّر لكل باحث، ويمكن له استعماله في أثناء مشاركته في الأبحاث والمنح الدراسية وغيرها من الأنشِطة (1,2).

ويستطيع الباحثون إنشاء معرِّف (ORCID) مجّانًا وبسرعةٍ وبساطةٍ، إذ يستغرق التسجيل في الموقع 30 ثانية، ولا يتطلّب ذلك سوى إدخال اسم الباحث وعنوان بريده الإلكتروني وإنشاء كلمة مرور للبدء، مع إمكانيّة التحكُّم بإعدادات الخصوصيّة الخاصة بالحساب (2).

وبمجرد إنشاء سجِلٍّ للباحث والحصول على المعرِّف الخاص به؛ يمكنه استعمال هذا المعرِّف عند النشر الأكاديمي، إضافةً إلى ربط سجِلّ (ORCID) الخاص به بمعرِّفاته البحثية الأخرى مثل (Scopus AuthorID) أو (ResearcherID) لنشر معلوماته المهنية، أو يمكن إضافةُ المعلومات الخاصة بالتعليم والعمل والتمويل والأعمال المنشورة يدويًّا. وإضافة إلى ذلك؛ يمكن عن طريقه منحُ الإذن لدُور النشر والمموِّلين والجامعات لتحديث حساب الباحث تلقائيًّا عند نشر إحدى أوراقه البحثية، مما يسهّل تحديث سجل نشاطه المهني والأكاديميّ باستمرار (2).

يوفّر معرِّف (ORCID) الميِّزات الآتية للباحثين:

• تمييز الباحث من أيِّ باحثٍ آخر، حتى لو كان للباحثَين الاسم نفسه.
• نسبة المُخرَجات البحثية والأنشطة الخاصة بالباحث على نحوٍ صحيح.
• ربط إسهامات الباحث بالجهة التي ينتمي إليها بسهولة وموثوقية.
• توفير الوقت المستهلَك عند ملء النماذج والاستمارات.
• زيادة قابلية الاكتشاف من قِبَل الآخرين.
• ربط سجِلّ الأعمال بعددٍ متزايد من المؤسسات ودُور النشر والمموِّلين.
• يؤمِّن سجِلًّا مجانيًّا خاصًّا بالباحث تستمر ملكيتُه له (1).

يساعد نظام التعريف هذا على إزالة الغموض الذي قد يحيط بمؤلِّفي الأوراق البحثية وعلى تبسيط سير العمل البحثيّ بتعيين معرِّف مميّز مُكوَّن من 16 رقمًا لكلّ باحث، مما يتيح الربط التلقائي بين الباحثين ونشاطهم الأكاديمي (3). 

وبهذا؛ يُقدِّم استعمال المعرِّف حلولًا عالية الموثوقية لالتباسات الأسماء التي قد  تحدث في المجتمع البحثي، ويخفِّف ذلك من عبءِ التبليغات والتقارير، ويحسّن طرائق الإسناد المرجعي (4).

ولكن يُؤخَذ على هذا المُعرِّف أنَّ الحسابات الشخصية المُنشأة عن طريقه لا تخضع للإشراف أو الضبط، إذ يمكن للباحثين إنشاء أكثر من حسابٍ شخصيّ، ممَّا قد يُسبِّبُ التكرار. وإضافة إلى ذلك؛ أشار بعض الباحثين إلى إمكانية تعرُّض نظام (ORCID) للاحتيال والقرصنة. لكن على الرغم من ذلك، تُشجِّعُ معظم دور النشر والمجلات الباحثين على استعماله، إذ يُطلَب عند إرسال أوراق بحثية إلى معظم المنصّات (مثل: Scholar One التي ترتبط بحوالي 5000 مجلة في العالم)، وتطلب بعض الوكالات الوطنية أو الدولية هذا المعرِّف أيضًا لدعم طلبات التمويل المطلوبة للمنح (5).

أخيرًا؛ يُمكن القول إنَّ معرِّف (ORCID) قد يمثّل الحلّ المُمكِن لمشكلة التباس الأسماء في المجتمع البحثيّ ويميّز الباحثين بعضهم من بعض، ويضمَن وصولًا سريعًا وسهلًا لمعرفة الباحث الذي يجب أن يُنسَب إليه الفضل في العمل البحثيّ (6).

المصادر: