الموسيقا > موسيقيون وفنانون سوريون وعرب
بلال النمر، حُلمٌ أصبح حقيقة
بلال النمر
موسيقيٌّ وعازف كَمان سوريّ، وُلد في دمشق عام 1996، ذو أصول من البثينة في السويداء. ترك أسرته وهو طفلٌ صغير سعيًا لتحقيق حلم موسيقي كبير.
لماذا اختَرت آلة الكمان؟
كان أبي الحافز الأول لِتعلُّمي للموسيقا؛ فقد كان حُلمه دومًا أن يتعلم العزف على الكمان ولكن لظروفٍ ما لم يستطِع تحقيق حلمه.
وكانت أمي هي من شدَّ على يدي، فكان أبي من زرع البذرة وأمي من سقاها.
المسيرة الدراسية:
أين دَرست الموسيقا في سوريا؟
بدأتُ مع مجموعة من الأساتذة؛ بدايةً مع نديم حسني حيث كنتُ في السابعة من عمري، وهو من دفع بمسيرتي التعليمية ونصحني بأن أبحثَ عن مكانٍ أكثر احترافية لتعلُّم الكمان، ثم شاركتُ بمسابقة قيثارة الروح للموسيقا الكلاسيكية وربحت المركز الأول في 2007. وبعدها انتسبتُ إلى معهد صلحي الوادي.
أول أستاذ لي في هذا المعهد كان شادي العلي، وفي هذه الفترة بدأتُ بالتحضير لمسابقة صلحي الوادي للكمان.
أثناء فترة تحضيري للمسابقة تابعتُ دروسي مع شادي العلي ودرست بتلك الفترة أيضًا مع علي مختار.
في 2008؛ حصلتُ على المرتبة الثانية في مسابقة صلحي الوادي للكمان بعد أن حُجِبَت المرتبة الأولى، مما أتاح لي فرصة العزف في اليونان عن طريق التبادل الثقافي في البحر المتوسط (ECUME) ومتابعة دراسة الكمان في المعهد العالي للموسيقا مع الأستاذ علي مختار.
وحضوري للدروس في المعهد العالي قدَّم لي فرصة للتعلم من خبراء فرنسيين؛ صوفي باديول (Sophie Baduel) وميشيل ديوران مابير (Michel Durand-Mabire)، ولاحقًا حصولي على منحة للدراسة في فرنسا.
ويجدُر بي أن أذكر مجموعة من الأشخاص الذين كان لهم التأثير الأكبر في مسيرتي التعليمية، كأندريه معلولي، عبير الجابي، جوان قره جولي، عدنان فتح الله وميساك بغبدوريان.
كيف كانت مسيرتك الدراسية في فرنسا؟
في عام 2010؛ انضممت لمعهد (Aix-en-Provence) بصفِّ صوفي بادويل (Sophie Baduel)، وفي 2012 وبطلبٍ من سوزان غسنير (Suzanne Gessner)؛ تابعت دراستي في المعهد الموسيقي الإقليمي في باريس (Conservatoire à Rayonnement Regional).
في 2013؛ حصلتُ على شهادة البكالوريا العلمي، وفي 2014؛ قُبِلتُ بالمعهد العالي للموسيقا في باريس (CNSMD).
في 2020؛ حصلت على شهادة الماجستير في الموسيقا.
وحاليًا أتابع دراستي للحصول على درجة دبلوم الفن للتفسير المعاصر (Diplome d’Artist Interprète - Contemporain) من نفس المعهد.
درَّس لي مجموعة من الأساتذة في فرنسا منهم:
سوزان غسنير(Suzanne Gessner)، كريستوف بواجيه (Christophe Poiget)، رولان دوغاري (Roland Daugareil)، أوليفيه شارليه (Olivier Charlier).
أثناء فترة دراستي في فرنسا حصلت على ثلاث منح:
منحة (SYLFF FOUNDATION)، منحة (FONDATION DE FRANCE)، منحة (FONDATION GOÉLAND).
وبعد مسيرةٍ طويلة في فرنسا انتقلت إلى ألمانيا.
أين تابعت دراستك في ألمانيا؟
في 2018؛ حصلت على منحة أكاديمية بارنبويم - سعيد (Barenboim-Said Academy)
وأُتابع دراستي حاليًا مع ميشيل بارنبويم (Michael Barenboim).
ما هي الحفلات الموسيقية والأوركسترات التي شاركتَ فيها؟
في سوريا: أول صولو لي كان مع أوركسترا معهد صلحي الوادي للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله.
كما شاركتُ بالعديد من الحفلات مع أوركسترا وزارة التربية.
وعند عودتي من فرنسا الى سوريا في صيف عام 2010؛ قدَّمت حفل صولو في مكتبة الأسد.
في أوروبا شاركت بالعديد من الحفلات ومع مجموعة من الأوركسترات:
4 مرات مع أوركسترا شباب البحر المتوسط (MYO)؛ حيث دعاني المايسترو فرانسوا إكزافيه رُوت (Francois Xavier-Roth).
في 2013؛ شاركتُ أيضًا مع (MYO) بقيادة
آلان ألتينوغلو (Alain Altinoglu) حيث كنت (Concertmaster).
وفي نفس السنة؛ دُعِيتُ لمهرجان (Festival de Pâques) في دورته الأولى ومُنِحتُ كمان من صنع بيير بارتيل (Pierre Barthel) كهدية وعزفتُ مع رونو كابيسون (Renaud Capuçon) وأيلين غريمو (Hélène Grimaud)
عزفتُ في أوركسترا باريس (Orchestre de Paris) بقيادة بافو يارفي (Pavo Jarvi) وأوركسترا حجرة باريس (Orchestre de Chambre de Paris).
في عام 2019؛ عُيِّنتُ عضوًا في أوركسترا ديفان
(West-Eastern Divan Orchestra) بقيادة دانيل بارنبويم (Daniel Barenboim).
في شباط (فبراير)عام 2020؛ قدَّمت حفل صولو، كونشيرتو تشايكوفسكي (P.I.Tchaikovsky) مع أوركسترا (Aix-en-Provence) بقيادة جان فيليب دامبروڤيل (Jean Philippe Damberville).
وفي آب (أغسطس)؛ عزفتُ مؤلَّفة لبير بوليز (Pierre Boulez) في قاعة أوبرا برلين برعاية (Young Euro Festival).
أفضلُ حفلٍ كنت فخورًا بمشاركتي فيه؛ كان في فترة تفشِّي جائحة كورونا وبالرغم من العقبات، كُنت إلى جانب (Renaud Capuçon) وإسماعيل مارغان (Ismael Maragain) في أوبرا غارنييه حيث نَقَلت (Medici.TV) هذا الحفل و برعاية روليكس
(Rolex).
وفي 11 نيسان (أبريل) 2021؛عزفتُ كونشيرتو باخ لآلتي الكمان (Bach Double Violin Concerto) مع رونو كابوسون (Renaud Capuçon) في (Festival de Pâques) ومع أوركسترا موتزارت باريس.
ما هي الكمنجات التي عزفت عليها؟
كَمان من صنع صانع كمنجات عراقي يُدعى نبيل هاني.
الكَمان التي مُنحت لي في (Festival de Pâques) من صُنع (Pierre Barthel)،
كمان غودانيني (Guadagnini 1750)، وكمان حديث الصنع نيكولا بونيه (Nicolas Bonnet 2020).
أتمنى أن أعزف يومًا ما على كمان ستراديفاريوس (Stradivarius) وتحديدًا (Lady Jeanne 1739).
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
بدأتُ بتشكيل منظمة لتقديم العون للطلاب السوريين الموهوبين، منظمة أوغاريت (Ugarit Fondation).
وأخيرًا، ما هو حلم بلال ذي 24 عامًا؟
أودُّ أن أكون ناقلًا لِعبق ثقافتنا!
الموسيقا بوصفها لغةً عالمية هي ذاتها في كل مكان. لا حدود لها ولا جنسية، ولكن يختلف أسلوب التعبير عنها.
وعلى الرغم من ذلك، للأسف، الكثيرُ من موسيقا المؤلفين السوريين غير معروفة عند الغرب لذا الإيمان بالمؤلفين المعاصرين العرب وتجسيد مؤلفات هؤلاء الأشخاص في الغرب -مثل موسيقا صلحي الوادي، مياس اليماني، وسيم ابراهيم، ونديم حسني وغيرهم الكثير- هو ما أعملُ عليه لتقريب وجهات النظر الثقافية.