الفطريات في ظل كورونا؛ ما الذي تغير؟

يسبب فيروس SARS-COV2 دخول آلاف الأشخاص إلى المستشفيات كل يوم، لكن إصاباتهم بفيروس كورونا ليست دائمًا السبب المباشر في وفاتهم؛ إذ لوحظ ازدياد انتشار العدوى بالانتانات الثانوية مثل الإصابة بالعوامل المُمرِضة الانتهازية ولا سيما في وحدات العناية المركزة، ويدق الأطباء ناقوس الخطر بسبب ازدياد خطورة الإصابة بأنواع من الفطريات الشائعة هي الرشاشيات Aspergillus والمبيضات Candida لدى مرضى COVID-19، إضافة إلى نوع نادر من الفطريات يدعى بالفُطار العفني Mucormycosis، فلوحظ زيادة وتيرة الإصابة بهذه الفطريات وزيادة نسبة الوفيات الناجمة عنها (1-3). 

يقول "جورج طومسون George Thompson" (طبيب الأمراض المعدية في جامعة كاليفورنيا): "إن فطور الرشاشيات موجودة في كل مكان ولا يمكنك تجنبها، وهي تنتج أبواغًا تتطاير في الهواء فنتنفس المئات وربما الآلاف أو أكثر منهم يوميًا" (1).

هذه الأبواغ عادة لا تكون مؤذية إلا عند مضعفي المناعة (مثل الذين يتلقون علاج السرطان)، إضافة إلى المصابين بأمراض فيروسية ومنها كوفيد-19 (1,2). 

ومن الفطريات المنتشرة مؤخرًا الفطريات العفنية السابقة الذكر أو ما يدعى بالفطر الأسود black fungus، التي تُحدِث رد فعل التهابي خطير.

تنتشر أبواغ هذه الفطريات في البيئة وخاصة في التربة، والمواد العضوية المتعفنة، وعند استنشاقها تتحول إلى الشكل الإعاشي محدثةً التهابات في كل من الرئتين والجيوب، ومن الممكن أن تنمو وتتكاثر على الجلد إثر جرح أو حرق جلدي (4).

وقد تبين مؤخرًا وجود علاقة بين هذه الفطريات و COVID-19؛ إذ أحدثت عند مجموعة من المرضى التهابًا بالجيوب الأنفية، ولوحظ وصولها إلى داخل القحف في حالات نادرة، هذا ما يستوجب كشف الإصابة بها بأسرع ما يمكن وتقديم التدبير المناسب خاصة عند مرضى السكري غير المضبوط (5). وبيّنت إحدى الدراسات أن التظاهر الأشيع عند هؤلاء المرضى هو ضعف الرؤية وشلل العين، إضافة إلى التهاب الجيوب الأنفية، وسجّل عدد من الوفيات أيضًا (6).

الأسباب:

• يجعل COVID-19 أجزاء من الجهاز المناعي في حالة من الإنهاك، فهو يستنفذ بعض الخلايا المناعية، مما يجعل المريض أقل قدرة على محاربة الالتهابات الأخرى ومن بينها الفطرية (1,3).
• الطريقة التي يعالج بها الأطباء COVID-19 باستعمال الستيروئيدات (ديكساميثازون). على الرغم من أن هذه الأدوية تزيد معدلات البقاء على قيد الحياة إلا أنها من جهة أخرى قد تزيد احتمال الإصابة بالفطريات.
• صعوبة تشخيص الإصابة بالفطريات بسبب: 

  عدم وجود أعراض نوعية للإصابات الفطرية.

  عدم إمكانية أخذ مسحات من الجهاز التنفسي السفلي للمريض خوف انتشار فيروس كورونا في أثناء العملية (1,2). 

إن علاج حالات الإنتان الثانوي بالفطريات يكون عن طريق:

• استعمال المضادات الفطرية (voriconazole, posaconazole, isavuconazole) التي تعد خط العلاج الأول.
• من الممكن اللجوء أيضًا إلى أدوية أخرى مضادة للفطريات (  Amphotericin B أو Echinocandins مع Azole ).
• أخذ عينات من هواء غرف العناية المشددة ومن أجهزة الأكسجة (المنافس) في إطار السعي للكشف المبكر عن الفطريات.
• من الممكن استعمال الأدوية المضادة للفطريات أيضًا وقاية قبل حدوث الإصابة (1,3).