السَّاعات الذكيَّة (Smart Watches) وCOVID-19

في ظلِّ تفشي جائحة كورونا، وصعوبة معرفة انتقال العدوى بين الآخرين بسبب فترة الحضانة الطَّويلة للفيروس دون علم المريض، ورغم معاناة بعض المرضى من أعراض خفيفة في وقت مبكرٍ من العدوى، فإنَّ العديد منهم تطوّرت حالته إلى مرضٍ شديد يؤدي إلى دخول المشفى، لذا كان أمرًا ضروريًا التدخل المبكر الّذي يمكن القيام به خلال العدوى لمنع تطوّر المرض والمضاعفات طويلة الأمد؛ لذلك فإنَّ الحصول على البيانات الفيزيولوجيَّة من الأجهزة الشّائعة الّتي تُلبس على المعصم، وسيلة مريحة لتحسين الكشف عن COVID-19

(1,2) .

أسهمت السَّاعات الذكيَّة (Smartwatches) في الكشف عن مرض (COVID-19)، قبل ظهور الأعراض على الأشخاص المصابين، وذلك عن طريق دمج بيانات المستخدم من Smartwatches مع الأعراض الّتي يُبلغ عنها ذاتيًّا (3).

تستغرق اختبارات الكشف عن COVID-19 وقتًا طويلًا، إضافةً إلى تكلفتها العالية؛ لذا يُعدُّ تحسين الاختبار أمرًا مُلّحًا، خصوصًا مع ازدياد نسبة المرضى (40-45%)؛ إذ يمكن استخدام الأعراض المُبلّغ عنها ذاتيًّا لإنشاء نماذج بسيطة نسبيًّا لاكتشاف COVID-19، كما يمكن الحصول على بيانات المستخدم من الأجهزة القابلة للارتداء الـ (smart watches) مثلًا؛ للكشف عن أمراض الجهاز التَّنفسي الفيروسيَّة بصورةٍ موسعةٍ (3).

أفاد الباحث جورجيو كوير Giorgio Quer وزملاؤه في تقريره ضمن مجلة Nature Medicine، كيف يمكن استعمال بيانات المستخدم للساعة الذكيَّة مع بيانات الأعراض المُبلّغ عنها ذاتيًّا؛ لتحديد فيما إذا كان الشخص مصابًا بـ COVID-19 بعد ظهور الأعراض أم لا، وشارك الأشخاص بيانات من ساعاتهم الذكيَّة وأجهزة تتبع النشاط، وحلل المؤلفون هذه البيانات إضافةً إلى البيانات التي أُدخلت ذاتيًّا (4).

وعند مقارنة النتائج، كان النموذج المعتمد على بيانات الـ smart watches والأعراض المبلّغ عنها ذاتيًّا (على اليمين) أدق من النموذج المعتمد على الأعراض المبلّغ عنها ذاتيًّا فقط (على اليسار).

تواجه هذه الدِّراسة وغيرها تحدٍّ يتمثّل بصعوبة جمع البيانات الكافيَّة؛ إذ كان 1.1 % فقط من المشاركين جميعهم لديهم بيانات تكفي للتحليل، بينما أبلغ 0.2 % منهم عن نتيجة اختبار COVID-19 أنَّها إيجابيَّة (3).

وفي تقريرٍ آخر في مجلة Nature Biomedical Engineering، أفاد مايكل سنايدر Michael Snyder وزملاؤه كيف يمكن استخدام البيانات المتشابهة -أيضًا من مستخدم السَّاعة الذكيَّة- لتحديد عدوى Covid-19، والتنبؤ بها قبل ظهور الأعراض (3).

ويحدث ذلك عن طريق جمع  بيانات من المشاركين تتعلق بأمراض الجهاز التنفسي، والأعراض، وتواريخ التَّشخيص عبر ارتداء ساعات ذكيَّة وأجهزة تتبع النشاط، وكانت النتائج مُميّزة؛ إذ وجدوا أنَّ عددًا كبيرًا من المشاركين قد تلقوا تنبيهات قبل ظهور الأعراض أو مع ظهورها في اليوم نفسه، واعتمدت نتيجة الدِّراسة على بيانات 2.2٪ من المشاركين جميعهم؛ لصعوبة جمع بيانات كافيَّة، كما كانت نتيجة اختبار 0.6% من جميع المشاركين إيجابيَّة، وضُمّنت بياناتهم في التَّحليل (3).

كما لاحظنا هنالك صعوبة في الحصول على بيانات كافيَّة؛ لكن عندما يكون توافر البيانات الكافيَّة أمرًا ليس صعبًا، هل يمكن زيادة دقة التنبؤ بالمرض عزيزي القارئ؟ 

نعم بالتأكيد؛ إذ توفر التّقنيات المثبتة على الجلد إمكانات قياس فائقة إلى حدٍّ كبيرٍ؛ نظرًا لملامستها المستمرة للجسم، كما يمكن أن يدعم وضع التَّشغيل هذا مجموعة من التَّقييمات التَّشخيصيَّة القياسيَّة سريريًّا (5).

المصادر: