التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
ماذا لو مارست العادة السرية بعمرٍ مُبكر؟!
هل يُمارس الأطفال الاستمناء أو ما يعرف "بالعادة السريّة؟ إذا كانت الإجابة نعم، فمتى تبدأ هذه الحالة؟ وما هي السلوكيات التي قد يفعلها الطفل؟ وهل تتعلق بتعرّض الطفل إلى التحرش أو الاعتداء الجنسي؟ ومتى يجب عليك طلب المساعدة من المختصين؟
قد يتظاهر سلوك الاستمناء لدى الطفل بواحدةٍ أو أكثر من السلوكيات أو الأعراض الآتية (1):
1- شدُّ الفخذين إلى بعضهما، وبالتالي الضغط على الأعضاء الجنسية. ويكون هذا الوضع مُشاهداً بالغالب عند الأطفال الرّضع.
2- هز منطقة الحوض.
3- الضغط على منطقة العانة.
4- إصدار بعض الأصوات مثل الشخير.
5- احمرار الوجه.
6- التنفس غير المنتظم.
7- التعرّق.
مع الإشارة إلى أنه قد يُساء تشخيص هذه الأعراض على أنها ألمٌ بطني، وأعراض إنتانٍ بولي، أو بداية نوبات صرع، وهو أمرٌ شائعٌ ومتكررٌ جداً ضمن عيادات الأطفال. وهنا يأتي دور التثقيف الصحي والتوعية للأطباء لتفادي مثل هذه الأخطاء (1,2).
يولد الطفل ولديه فضولٌ كبيرٌ عن العالم والبيئة المحيطة به، وحين يبدأ باكتشاف جسده يبدأ بطرح التساؤلات عن جسمه وأجسام الآخرين، وتظهر لديه الرغبة بمعرفة المهمة التي يؤديها كل عضو من أعضاء جسمه (3).
إلى هذا الحد تبدو الأمور طبيعيةً وغير مقلقةٍ بل تحظى باستلطاف الأهل والمحيطين بالطفل، حتى يبدأ باستكشاف أعضائه الجنسية!
غالباً ما يسود اعتقادٌ لدى الأهل بأن هناك مشكلةٌ ما، وأن الطفل يُمارس سلوكاً جنسياً. ولكن علينا أن نعي تماماً بأن ما يعتقده البالغون بأنه سلوك جنسي، ما هو بالنسبة للطفل إلا عملية استكشاف وإشباع فضول.
سنتكلم بالتفصيل عن السلوكيات الجنسية التي تُعدُّ طبيعيةً لدى الأطفال تبعاً للفئات العمرية، مع الإشارة إلى أنه قد تظهر واحدةٌ فقط أو أكثر من هذه السلوكيات لدى الطفل وليس من الضروري ظهورها جميعها (3).
الأطفال من عمر 0 إلى 4 سنوات:
• الشعور بالراحة في حال عدم ارتداء أي ملابس.
• الاستمتاع بلمس أعضائهم الجنسية.
• الرغبة بلمس الأعضاء الجنسية للأطفال أو البالغين ضمن محيطهم.
• الاهتمام بالأعضاء الجنسية عند الأب.
• الرغبة بلمس اثداء النساء.
• الاهتمام بمشاهدة البالغين في أثناء تبديل ملابسهم.
الأطفال من عمر 5 إلى 9 سنوات:
• يبدأ الأطفال بطلب الخصوصية عند دخول الحمام أو الاستحمام.
• يمارسون الاستمناء على نحوٍ منعزلٍ عن الآخرين.
• يُظهرون فضولاً تجاه المواضيع الجنسية ويطرحون أسئلةً مثل: (كيف يأتي الأطفال؟، وأسئلة أخرى عن العلاقات العاطفية).
الأطفال من عمر 10 إلى 13 سنة:
• يبدأون باستخدام مصطلحاتٍ جنسية.
• يُظهرون اهتماماً واضحاً بالعلاقات العاطفية.
• يُمارسون الاستمناء.
اليافعون من عمر 14إلى17 سنة:
• يُشاهدون مواد إباحية للحصول على الاستثارة الجنسية.
• يخوضون بنقاشاتٍ مع أقرانهم عن العملية الجنسية.
• يمارسون سلوكياتٍ جنسيةٍ مع شركاء من الفئة العمرية نفسها.
وبذلك نستنتج أن الأطفال يُمارسون الاستمناء بطرائق مختلفة تبعًا لسنهم. وإذا شاهدنا هذه السلوكيات عند الأطفال فهي طبيعية وليسَ لها أيَّ دلالاتٍ خطرة.
لكن، بما أن ممارسة الاستمناء تعطي شعورًا بالراحة، فيجب الانتباه إلى الطفل الذي يُمارس هذه السلوكيات على نحوٍ متكررٍ (وخاصة لمن هم تحت الخمس سنوات) فقد يكون يعاني مشكلاتٍ نفسية أو ضغطاً نفسياً حاداً ناتجاً عن المشاجرات المستمرة بين الوالدين أو الانفصال، والتنقل بين منزل كلا الوالدين وفقدانه الشعور بالاستقرار والأمان.
وبالتالي وقبل تأنيب الطفل ولومه، على الأهل الانتباه إلى الظروف المحيطة بالطفل وشدة تأثره فيها، وضرورة طلب المساعدة وتقديم الدعم النفسي والعاطفي له (3).
وما يثير قلق الأهل والمربين عادةً، هو الخوف من تعرّض الطفل لاعتداءٍ أو تحرّشٍ جنسي وما نتائجه على سلوك الطفل. فمثلما صنفنا السلوكيات الطبيعية لكل فئةٍ عمريةٍ من الأطفال على حدى، فإن تصنيف السلوكيات غير الطبيعية حسب الفئات العمرية يساعد على إدراك الوضع لدى الطفل على نحوٍ أفضل (3).
الأطفال من عمر 0 إلى 4 سنوات:
• لمس الأعضاء التناسلية على نحوٍ مبالغٍ به، إلى الحد الذي يصل إلى إيذاء النفس.
• إجبار الأطفال الآخرين على الانخراط في نشاطٍ جنسي.
• التظاهر بممارسة سلوكٍ جنسي.
• محاولة لمس الأعضاء الجنسية لدى الآخرين.
الأطفال من عمر 5 إلى 9 سنوات:
• الميل للانخراط ضمن سلوكياتٍ جنسية، خاصة مع أطفالٍ أصغر سناً منهم.
• إظهار سلوكياتٍ جنسية تجاه الحيوانات.
• الدخول إلى غرف نوم الأطفال ضمن محيطهم ولمسهم في أثناء نومهم.
الأطفال من عمر 10 إلى 13 سنة:
• الاستمناء على نحوٍ متكررٍ فوق الحدّ الطبيعي.
• إجبار أطفال آخرين على مشاركتهم سلوكياتٍ جنسية.
• مبادلة ممتلكاتهم، أو دفع النقود للانخراط في نشاطٍ جنسي.
• مشاهدة صور جنسية و إرسالها للآخرين.
اليافعون من عمر 14 إلى 17 سنة:
• مشاهدة المواد الإباحية بكثرة، خصوصًا تلك الحاوية على مشاهد عنف.
• ممارسة النشاط الجنسي مع أطفال أصغر سناً منهم.
• إجبار أشخاص آخرين على ممارسة الجنس أو نشاطٍ جنسي معين -وهنا قد يرتكب اليافع فعلاً مخالفاً للقانون-.
فظهور واحدةٍ أو أكثر من هذه السلوكيات لدى الطفل على حسب الفئة العمرية التي ينتمي إليها من شأنه أن يستدعي انتباهنا، ومحاولة التصرف سريعاً من خلال التحدث إلى الطفل واستشارة المختص النفسي، مع المحافظة على تقديم الدعم للطفل بجميع الأحوال (3).
المصادر:
2. Ajlouni H, Daoud A, Ajlouni S, Ajlouni K. Infantile and early childhood masturbation: Sex hormones and clinical profile. Annals of Saudi Medicine [Internet]. 2010 [cited 16 June 2021];30(6):471-474. Available from: هنا
3. Sexual Behaviour In Children & Young People [Internet]. KidsHealth NZ. 2020 [cited 23 February 2021]. Available from: هنا