النباتات الصائدة للحشرات

تملك النباتات اللاحمة Carnivorous plants أحد أكثر أنواع التكيفات غرابة مع البيئة منخفضة المغذيات التي تعيش فيها؛ إذ تحصل هذه النباتات على المغذيات اللازمة لنموها عن طريق صيد اللافقاريات المختلفة وهضمها غالبًا مثل الحشرات والعناكب، وحتى بعض الضفادع والسحالي والثدييات الصغيرة أحيانًا (1,2). ونظرًا إلى أنّ الحشرات هي الوجبة الرئيسة لمعظم أنواع النباتات اللاحمة؛ فإنها كثيرًا ما تسمى بالنباتات الصائدة للحشرات Insectivorous plants، وتنتشر هذه النباتات في المستنقعات والأراضي الرطبة؛ إذ تكون تراكيز المغذيات المعدنية المتاحة للنباتات منخفضة عمومًا وأشعة الشمس والمياه وفيرة موسميًّا، وفي حين أنّ معظم أنواع النباتات المعروفة تمتص النتروجين (أحد أهم العناصر المغذية للنباتات) من التربة عن طريق جذورها، تمتصه النباتات الصائدة للحشرات من فرائسها عن طريق أوراقها المعدلة على هيئة مصائد (أفخاخ) (1).

ويوجد قرابة 550-600 نوع من النباتات اللاحمة من أصل 250000 نوع نباتي، ولا يمكن تمييز النباتات الصائدة فقط من خلال أوراقها التي تحوَّرت على شكل مصائد؛ إذ يوجد عديد من أنواع النباتات التي تحبس الحشرات بداخلها دون أن تُعَدُّ لاحمة. بل إنّ ما يميز هذه النباتات -إضافة إلى قدرتها على إمساك الفرائس- هو القدرة على  هضم الفريسة وامتصاص العناصر الغذائية الموجودة فيها (2).

ومن أشهر أنواع النباتات الصائدة نذكر صائد الذباب Venus flytrap واسمه العلمي Dionaea muscipula، الذي يوّفر مثالًا رائعًا للتطور التكيفي لهذه النباتات. ويملك نبات صائد الذباب أوراقًا مُعدَّلة على هيئة مصيدة ذات قدرة فريدة على الانغلاق ومحاصرة أي ذبابة أو كائن صغير قد يلامس مصادفةً أشعارَها الحسية المنبهة  الموجودة على السطح الداخلي للورقة، ويُبطن هذا السطح بخلايا غدية مفرزة تحفّز إنتاج الأنزيمات الحالة واللازمة لاستكمال عملية هضم الفريسة بعد إغلاق المصيدة عليها. إن طريقة الإغلاق الفوري والسريع لهذا النبات تجعل منه مثالًا فريدًا لنظام حسي-حركي خالٍ من أي أعصاب أو عضلات (3).

المصادر: