البراكين النشطة والخامدة

إن خشية الإنسان من الكوارث الطبيعية جعلته على الدوام يبحث عن تفسيرات لها، فبرزت على مدى التاريخ البشري عديد من النشاطات والمحاولات لتفسير تلك الظواهر ومنها البراكين، بوصفه حدثًا لطالما شكل هاجسًا أمام سكان الكوكب الأزرق. 

تَخلُص الدراسات عمومًا إلى أن أكثر من 80 بالمئة من سطح الأرض فوق مستوى سطح البحر وتحته من أصل بركاني؛ إذ شكلت الانفجارات البركانية العَصيَّة على العد على مر العصور الجيولوجية الأرض التي نعيش عليها، بجبالها وسهولها وهضابها (1).

أمّا البركان فهو فتحة في الأرض على شكل مدخنة تنقل الصخور المنصهرة من باطن الأرض، التي تُعرف بالصهارة البركانية (الماغما) إلى سطحها عن طريق الانفجارات البركانية المتتابعة. وإن تراكم الحمم البركانية التي ينفثها البركان من فوهته (اللافا) هو ما يعطيه الشكل المخروطي المعروف عنه (2). 

يكون البركان نشطًا في الحالة التي تندفع فيها الحمم البركانية من فوهته، أو عندما يطلق أبخرة غازية إلى الجو نتيجة الانفجارات بداخله أو عند حدوث نشاط زلزالي في منطقته. ويُوصف البركان بأنه خامد في حال عدم ثورانه لفترة طويلة تمتد لمئات أو آلاف السنين، بحيث يصعب للناظر تمييزه بسبب الغطاء النباتي الكثيف الذي يكون قد غطاه في خلال هذه الفترة الزمنية الطويلة. ويرى الوسط العلمي البركانَ خامدًا إذا مضى على ثورانه عشرة آلاف سنة فأكثر، ولا يعني ذلك بالتأكيد استحالة عودته لحالة النشاط مجددًا (2).

ولا يمكن الإجابة بدقة على السؤال المتعلق بعدد البراكين النشطة في العالم؛ إذ تعتمد الإجابة عن هذا السؤال على النطاق الزمني المتعلق بنشاط بركان ما من خلال المفهوم الواسع لكلمة "نشط"، على احتساب البراكين الثائرة المؤكدة فقط أو جميع البراكين النشطة المؤكدة وغير المؤكدة، إضافة إلى آراء علماء جيولوجيا البراكين، وبالنظر إلى أن استخدام تعبير "بركان نشط" يعطي معنىً فضفاضًا؛ فإن خبراء البراكين يفضلون استخدام تعبير "البركان النشط تاريخيًّا" بدلًا من "النشط" وذلك نظرًا إلى أنّ فترة الخمول بين ثوران وآخر قد تمتد لمئات أو آلاف السنين، بحيث لا يعود مصطلح "نشط" قادرًا على وصف حالة بركان ما بدقة. 

فيما يأتي إحصائيات ثوران البراكين في العالم "آخر تحديث لقواعد بيانات البراكين في 6 آيّار (مايو) 2021":

البراكين الثائرة في عام 2021: 52 بركان

البراكين الثائرة في عام 2020: 68 بركان

البراكين مؤكدة الثوران في السجلات التاريخية: 560 بركان

براكين الهولوسين* مؤكدة الثوران: 866 بركان

براكين الهولوسين المحتمل ثورانها: 1406 بركان (3)

* الهولوسين: هو العصر الأحدث على سلم الزمن الجيولوجي، الذي يمثل العصر الحاضر. ويوصف الهولوسين بأنه الحقبة التي تلت العصر الجليدي، التي تحدد سجلًّا بيوستراتيغرافيًّا كبيرًا ضمن سجلات الصخور الرسوبية، ويوصف بعصر الإنسان أيضًا، ويمثل الهولوسين آخر 11700 سنة تقريبًا من عمر الأرض (4).

المصادر: