حقوق النشر (Copyright)

تضمَنُ حقوق النشر (Copyright) للمؤلِّفين ودُور النشر عادةً الحقَّ في نسخ العمل ونشره، فيملك الشخص الذي يُنشئ العمل أو صاحبه حقوق طباعته ونشره وفقاً لقانونٍ يحفظُها. في البحث العلمي؛ يُمكن للباحثين عادةً استخدامَ البحث المحميّ بحقوق الطباعة والنشر شرط الاستشهاد بمؤلف البحث أو المصدر (1).

وتتطلب معظم المجلات العلمية القائمة على الاشتراك وغير مفتوحة الوصول من المؤلِّفين نقلَ حقوق الطباعة والنشر لمقالاتهم إلى الناشر، إذ يوقِّع الباحث -عند حصوله على موافقة نشر ورقته البحثية- على اتفاقية نقل حقوق الطباعة والنشر مع الناشر، فيُطلب بموجبها إذن الناشر لإعادة استخدام الورقة البحثية. وقد يلجأ بعض الباحثين -بهدف الاحتفاظ بحقوقٍ محددةٍ لأعمالهم- إلى إجراء تغييراتٍ على اتفاقيات نقل حقوق النشر القياسية للناشرين، فتُضاف ملحقاً للاتفاقيات، وتُذكَر في الملحق الحقوق التي يُراد الاحتفاظُ بها (1). 

في ضوء ذلك؛ تخضع مشاركةُ الباحثين العلنيّة للأوراق البحثية غير مفتوحة الوصول، إلى حقوق النشر أيضاً، ويمكن معرفة ما إذا كان مسموحاً للباحثين بمشاركة أعمالهم المنشورة علناً وما إذا كانت تحت الحظر من خلال الاستعانة بقاعدة البيانات التي طوَّرها اتحاد المؤسسات الأكاديمية في المملكة المتحدة (Sherpa/ROMEO). فيتّبع الناشرون أحياناً سياساتٍ مختلفة وعمليات حظر وفقاً لإصداراتٍ مختلفة من الورقة البحثية (2). أهمّها:

• النسخة التمهيدية من الورقة البحثية (Pre-print): قد تسمح بعض المجلات بالمشاركة العلنية للنسخة الأولى من الورقة البحثية المُقدَّمة للنشر قبل مراجعة الأقران (Peer review) ودون مراجعات (1-3)، والتي قد يلجأ إليها بعض الباحثين لإجراء نقاشٍ أوسع والاستفادة من الملاحظات في تحسين البحث قبل النشر النهائي (4).
• نسخة ما بعد الطباعة (Post-print): وهي النسخة النهائية من الورقة البحثية المُقدَّمة بعد مراجعة الأقران، والتي تتضمَّن آخر المراجعات الخاصة بالبحث، ولكن لم يُنضدها الناشر بعد (1-3). فيرى فيها بعض الباحثين  تأميناً لوصول النتائج على نحوٍ أسرع للقرّاء (4). ويمكن عادةً مشاركتها علناً بعد انتهاء مدة الحظر المحدّد (1). 
• إصدار الناشر: هو الورقة البحثية النهائية (1) التي أنتجها الناشر (2)، ونسَّقها ونضدّها (1). وهي إما نسخة ورقية مطبوعة أو متاحة عبر الموقع الإلكتروني الخاص بالناشر أو قواعد بيانات الأوراق البحثية (2)، وعادةً لا يمكن مشاركتها علناً (1).
• الأوراق البحثية ذات الوصول المفتوح (Open access): يحتفظُ المؤلفون فيها بحقوق النشر في كثيرٍ من الأوقات، وبذلك يمكنهم مشاركة أوراقهم المنشورة ذات الوصول المفتوح ونشرها علناً (1).

تجدر الإشارة إلى استخدام معظم المؤسسات الأكاديمية لقواعد بياناتٍ رقميةٍ مؤرشَفةٍ تُنظِّم وتجمع وتوفر الوصول إلى المخرجات البحثية -بجميع نُسخها- للمجتمع الأكاديمي على نحوٍ أوسع. مما قد يضمن الحفظ الرقمي لكافة أعمال الباحث والوصول إليها في مكانٍ واحد، وقد يزيد من إمكانية قراءتها وتأثيرها (5).

المصادر: