علم النفس > الصحة النفسية
مساعدة أبناء مدمني الكحول
يعاني كثير من الناس في أنحاء العالم من إدمان الكحول؛ إذ تشير التقديرات إلى أنَّ ما بين 10إلى 15% من الأمريكيين مدمني كحول، وأنَّ أكثر من 28 مليون شخص في الولايات المتحدة وحدها من أبنائهم (Children of Alcoholics - COA)
(1).
ومما لا شك فيه أن النشوء في أسرة أحد الوالدين فيها مدمن كحولي أمر غير صحي يخل بتطور الأطفال النفسي الطبيعي، ففي دراسات حديثة أجريت على أطفالِ مدمنين وُجد ارتفاع في معدلات القلق والاكتئاب لديهم وتقدير ذاتي منخفض حتى إنّهم أكثرُ عرضة لإدمان الكحول أنفسهم (2).
لكن من المهم جدًّا الإشارة إلى أنَّ أبناء مدمني الكحول هم مجموعة غير متجانسة، فهناك فروقات فردية؛ لذا لا نستطيع بناءَ استنتاجات حاسمة عن أوضاعهم بناء على التاريخ العائلي فحسْب (1،2).
تنكر أسر الكحوليين غالبًا أنّ هناك مشكلةً لديهم وتضغط على الطفل لإبقاء سر العائلة، مما يؤدي إلى عدم تلقي عديد من COA الدعمَ النفسي المناسب وقلة الأطفال الذين يطلبون المساعدة طوعيةً.
لذلك يبقى التعرف إلى (COA) مرهونًا بالمصادفة بعد دخول الوالد المُدمن برنامجًا علاجيًّا مختصًّا، ومع أنه للأسف أيضًا هذه ليست القاعدة العامة فغالبية مدمني الكحول لا يتلقَّون العلاج أبدًا مما يجعل مساعدة أبناء الكحوليين COA أمرًا صعبًا (3).
فيفرض إيجاد سبل جديدة لكشف أبناء الكحوليين وتمكينهم من الدعم اللازم؛ إذ إن تعرض الأطفال للمشكلات السلوكية يزيد القلقَ والتوتر ويقل بالدعم الاجتماعي وتعلم المهارات الاجتماعية وتقدير الذات، فخطة الوقاية الأولية لأبناء مدمني الكحول يجب أن تضمن تقليل التوتر وتطوير تقدير الذات والمهارات الاجتماعية مع نظام دعم اجتماعي قوي.
إن أغلب البرامج المخصصة لدعم COA تكون على شكل جماعي للتقليل من شعور العزلة والوصمة الاجتماعية والذنب مع الاستفادة من أهمية تأثير الأقران والدعم المتبادل للمراهقين.
ففي العلاج الجماعي غالبًا ما يرى الأطفال لأول مرة أنَّ الأطفال الآخرين يعانون من مشكلات مماثلة لمشكلاتهم ويستفيد عديد منهم من مشاركة تجاربهم ومشاعرهم في بيئة آمنة مع أطفال آخرين كذلك فهم يتعلمون مهارات عديدة من تجارب أقرانهم ويبنون شبكة دعم اجتماعية (3).
وبما أنَّ الأطفال يقضون وقتًا طويلًا في المدارس ولسهولة الوصول إلى المعلومات وسرعة التعرف إلى المشكلات السلوكية التي قد تشير إلى أنّ هناك والد مدمن فإنّه من المنطقي أن تكون المدرسة مكان دعم COA.
إضافة إلى أنَّ الأطفال والمراهقين قد يجدون من المحرج المشاركة في برامج بمكان خارجي أو مركز علاج، لا سيما في الأماكن التي قد يكون لها وصمة عار سلبية في المجتمع كمراكز الصحة العقلية (3).
ومن المعلومات والمهارات المهمة التي يجب أن يكون COA على دراية بها:
- خطر تعرضهم للمشكلات النفسية والاجتماعية خاصة إدمان الكحول، فقد أظهرت الأبحاث أنَّ COA الذين يدركون أنّهم عرضة للإدمان يشربون أقل بكثير من COA الذين ليسوا على دراية بحالة الخطر لديهم.
- تعلم مهارات التأقلم التي تساعد الأطفال على التغلب على التوتر، ومن ثم تقليل خطر إدمان الكحول والمشكلات النفسية الأُخرى، مثلًا التركيز على مشكلات السكن في منزل فيه مدمن كحول، وحلها بحلول منطقية وعملية: كمناقشة أسلوب مناسب في تفسير سلوك الوالد المدمن غير المعتاد للأصدقاء.
- تنمية الكفاءات الشخصية الاجتماعية؛ كالحفاظ على العلاقات الحميمية والتعبير عن المشاعر وحل المشكلات.
- تحسين أداء COA في مواجهة المشكلات الحياتية، على الرغم من تعرضهم الدائم للتوتر عن طريق دعم الذات وتقويتها تقديرها وإثبات قدراتهم على إتمام المهام المطلوبة (3).
لبرامج الدعم أثر إيجابي كبير، ففي دراسة على أطفالِ كحوليين وُضعوا في برنامج دعم الطلاب وجد أنَّ المشاركين نجحوا في إقامة علاقات اجتماعية أقوى، وطوروا إحساسَهم بالسيطرة على أنفسهم، وتحسن مفهوم الذات لديهم، وأكد المشاركون أيضًا انخفاضَ شعورهم بالوحدة والاكتئاب وزيادة عدد الأصدقاء والدعم الاجتماعي (3).
المصادر:
2- Sher KJ. Psychological Characteristics of Children of Alcoholics [Internet]. Alcohol Health Res World. 1997;21(3):247-54. PMID: 15706777; PMCID: PMC6826809. Available from: هنا
3- Price AW، Emshoff JG. Breaking the cycle of addiction: prevention and intervention with children of alcoholics. Alcohol Health Res World. 1997;21(3):241-6. PMID: 15706776; PMCID: PMC6826802. Available from: هنا