P53: حارس الخلايا

يؤدّي العامل المثبط للورم (p53) دورًا مهمًا في الوقاية من السرطان. ففي ظل الظروف الطبيعية تكون مستوياته منخفضة، ولكن واستجابةً للشدة الخلوية أو الضرر على مستوى (DNA)، يُحَفز (p53) ممّا يؤدي إلى البدء بإصلاح (DNA) الخلية، وإيقاف الدورة الخلوية، وقد يؤدي إلى شيخوخة الخلية وموتها المبرمج (2,1).

يُعدّ (p53) واحداً من مثبطات الورم المدروسة جيداً؛ إذ لوحظ أنه طافر أو محذوف في نصف الخلايا السرطانية على مختلف أنواعها -الجين الطافر الأكثر شيوعاً في السرطان-، أما في النصف الآخر، فيكون مسار إشارة هذا العامل مُعطّلاً بسبب الشذوذات في المكونات الأخرى للمسار؛ ونظراً للدور الأساسي الذي يؤديه (p53) في كبح الورم وتثبيطه، فقد جذب اهتماماً كبيراً بوصفه هدفاً علاجياً لتطوير الأدوية؛ إذ إن استهداف مسار (p53) قد يساهم في إنقاذ ملايين المرضى. ولكن وعلى مدى أكثر من 40 عاماً من البحث شكّل تطوير العلاجات التي تستهدف هذا المسار تحدّياً كبيراً (3,2).

أجريت العديد من الدراسات على الاستهداف الدوائي للشكل الطافر من (p53) بهدف استعادة وظيفته الطبيعية (كبح الورم)، وأظهرت النماذج الحيوانية أن تفعيل استجابة (p53) قد تكون ذات فعالية شافية حتى في الحالات المتقدمة من الورم، وكذلك فإنّ العلاج الجيني الذي يستهدف هذا العامل حاصل على الموافقة للاستخدام في كل من الصين والولايات المتحدة وأظهر فعالية في عدد من الدراسات السريرية.

وتتيح المزيد من المعرفة والفهم لاستجابة العامل (p53) تطوير مشاركات دوائية فعالة يمكن أن تزيد من انتقائية العلاج الكيميائي للسرطان وأمانه من خلال الحماية الاصطفائية للخلايا والأنسجة الطبيعية (4,2).

المصادر: