علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب الشخصية المرتابة paranoid personality disorder
ضطراب الشخصية المرتابة (paranoid personality disorder PPD) هو واحد من مجموعة حالات تدعى "المجموعة A" لاضطرابات الشخصية والتي تتضمن طرق غريبة أو شاذة في التفكير. والمصابون بهذا الاضطراب يعانون من التوهم، وانعدام ثقة شديد، والتشكيك بالآخرين، حتى عندما لا يكون هناك سبب لهذا الشك.
ويبدأ عادةً هذا الاضطراب بمراحل البلوغ المبكرة، ويبدو أنه شائع بين الرجال أكثر من النساء (1).
أعراض اضطراب الشخصية المرتابة:
دائمًا ما يشعر الأشخاص المصابون باضطراب الشخصية المرتابة بأنهم عرضة للخطر، معتقدين بأن الآخرين يحاولون دومًا أن ينتقصوهم، أويهددوهم، أو يؤذوهم. وهذه الاعتقادات غير الموثوقة عامةً، بالإضافة إلى عادات اللوم والشك، وقد تؤثر في قدرتهم على تشكيل علاقات مقرّبة (1).
ومن أهم الأعراض لدى المصابين:
- الشك بالتزام الآخرين، وفائهم وموثوقيّتهم، معتقدين بأن الآخرين دائمًا ما يحاولون استغلالهم وخداعهم.
- التردد بمنح الثقة للآخرين أو كشف معلومات شخصية بسبب الخوف من أن هذه المعلومات ستستخدم ضدهم.
- عدم المسامحة وحمل الضغائن.
- الحساسية الزائدة وعدم القدرة على تقبل النقد.
- قراءة معاني مخبّأة خلف الإشارات البريئة أو النظرات الاعتيادية للآخرين.
- الشعور بالهجوم على شخصيتهم وهو غير واضح بالنسبة للآخرين، وعادةً تكون ردود فعلهم غاضبة وسريعة الانفعال.
- لديهم شكوك متكررة -بدون سبب- بأن الشريك أو الحبيب يخونهم.
- عادة باردون وبعيدون في علاقاتهم مع الآخرين، وقد يصبحون متحكمين وغيورين.
- غير قادرين على رؤية دورهم في مشكلة أو نزاع معيّن، ويعتقدون أنهم دائمًا على حق.
- يواجهون صعوبة في الاسترخاء.
- عدائيّون، عنيدون ومولعون بالجدل (1).
السبب الرئيسي لاضطراب الشخصية المرتابة غير معروف بعد، ولكنه عادة يتضمن مزيج من الأسباب البيولوجية والنفسية، وهناك حقيقة تشير إلى أن هذا الاضطراب شائع أكثر عند الناس الذين لديهم أقارب مصابون بالفُصام، مما يقترح علاقة وراثية بين هذين المرضين.
وأيضًا هناك شك بأن تجارب الطفولة المبكرة -بما فيها التعرض لصدمة جسدية أو عاطفية- قد تمثل دورًا في تطور اضطراب الشخصية المرتابة (1).
العلاج:
قد يعاني المصابون بهذا الاضطراب من توهم وشك مزمن إن تُرِكوا من غير علاج، وقد يواجهون صعوبات في العمل والمنزل.
توجد علاجات فعالة لاضطراب الشخصية المرتابة، ولكن المصاب قد تراوده شكوك حول أخصائي الصحة النفسية، مما قد يضرّ بالسيطرة على الاضطراب.
ويمكن أن يتضمن العلاج الشامل أساليب رسمية وأخرى غير رسمية، وتتضمن الأساليب غير الرسمية المساعدة الذاتية من خلال دعم العائلة (2).
وفي حال كانت الوظائف اليومية للمريض معطّلة بسبب الاضطراب حينها يمكن وصف أدوية مضادة للقلق مثل الديازيبام، ويمكن أيضًا استخدام مضادات الذهان مثل الثيوريدازين أو هالوبيريدول. ويجب وصف هذه الأدوية لمدة زمنية قصيرة قدر الإمكان وذلك تحت إشراف الطبيب المختص.
والعلاج المُفضّل لاضطراب الشخصية المرتابة هو المعالجة النفسية هنا وغالبًا يعاني المصابون بهذا المرض من صعوبات متأصلة تعيق علاقاتهم الشخصية وبالتالي فإن علاقة صحية بين المعالج والمريض ستأتي بمنفعة كبيرة للمصاب. لا يطلب المريض المساعدة بالعادة، وفي كثير من الأحيان يتوقف عن متابعة العلاج، وقد يعاني المصابون بهذا الاضطراب طوال حياتهم منه ويحتاجون إلى معالجة منتظمة (2).
كيف يمكن مساعدة المصاب باضطراب الشخصية المرتابة؟
- ساعد المريض على تجنب الأشياء التي يخافها وحاول إبعاده عن مسببات الخوف أو الضجة والنشاطات إذا أمكن، واسأل المريض عن ما يثير خوفه لتستطيع مساعدته أكثر.
- اقترح على المريض التحدث عن مخاوفه عندما يكون في حالة طبيعية، وخذ بعين الاعتبار وضع خطة معه حول كيفية تعامله مع مخاوفه وقلقه.
- لا تجادل المريض فيما يتعلق بمخاوفه، وإذا استطعت جعله يستمع إليك يمكنك سؤاله عن مخاوفه وشكوكه لكي تستطيع فهم ما يمر به على نحوٍ أفضل، وابنِ ثقة مع المريض لأنها الشيء الذي يفتقده في علاقاته الاجتماعية.
- ذكّره بأن طلب المساعدة من طبيب أو أخصائي نفسي يمكن أن يحقق له فرقًا كبيرًا ويجلب له الراحة، لا الخجل (3).
المصادر:
2- Paranoid Personality Disorder [Internet]. Psychology Today. [cited 2 April 2021]. Available from: هنا
3- Paranoid Personality Disorder: What You Need to Know | Psychreg [Internet]. Psychreg. 2020 [cited 2 April 2021]. Available from: هنا