تغذية مرضى هاشيموتو (التهاب الغدة الدرقية)

مرض هاشيموتو Hashimoto أحد أكثر أسباب قصور الغدة الدرقية Hypothyroidism شيوعًا، يطلق عليه أيضا اسم التهاب الغدة الدرقية أو التهاب الغدة الدرقية اللمفاوي المزمن أو التهاب الغدة الدرقية المناعي الذاتي؛ وهو اضطراب في المناعة الذاتية يمكن أن يسبب قصور الغدة الدرقية أو خمولها.

في هذا المرض، يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية مما يؤدي إلى تلفها ومن ثم فقد قدرتها على إنتاج ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية (1)، فالغدة الدرقية  thyroid gland غدة صماء تأخذ شكل الفراشة وتوجد في الجزء الأمامي السفلي من الرقبة، وتنتج هرمونات تفرزها في الدم ثم تنتقل عبره إلى كل نسج الجسم، فتساعده على استخدام الطاقة والبقاء دافئًا والحفاظ على عمل الدماغ والقلب والعضلات والأعضاء الأخرى (2).

ويعتمد العلاج الغذائي لهاشيموتو على التغذية السليمة للجسم وتنظيم الجهاز المناعي باتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات، وسنتناول في هذا في المقال كيف تؤثر تعديلات النظام الغذائي ونمط الحياة في صحة المصابين بهذا المرض من خلال استعراض بعض الأنظمة الغذائية والدراسات التي أجريت في هذا السياق.

الغذاء وتساقط الشعر الناتج من التهاب الغدة الدرقية

في دراسة أجريت عام 2019 نُشرت في مجلة علم الغدد الصماء والتمثيل الغذائي the Journal of  Endocrinology & Metabolism، وُجد أن معظم مرضى التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو لديهم أجسام مضادة قابلة للقياس في دمائهم. وتشير هذه الأجسام المضادة إلى أن جسمك يحارب نفسه بنشاط، مما يؤدي إلى حدوث الالتهاب. ويستمر الالتهاب في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك بصيلات الشعر، وعندما تلتهب بصيلات الشعر يصبح الشعر ضعيفًا ويتكسر بسهولة ويتساقط على نحو مفرط. وينصح هنا بتناول كثيرٍ من الأطعمة التي تحتوي على مركبات الفلافونويد الحيوية مثل التوت والفواكه والخضروات ذات الألوان الداكنة، كذلك ينصح بنظام غذائي خالٍ من الحبوب وخالٍ من الألبان والسكر لما لهذا النظام من أثر إيجابي في الأعراض والاستجابة المناعية لدى مرضى المناعة الذاتية (3).

التهاب الغدة الدرقية والبروتين

بينت إحدى الدراسات أن تقليل تناول الأطعمة الحيوانية له تأثير وقائي محتمل في المناعة الذاتية للغدة الدرقية، إذ يساعد ذلك على توازن الأكسدة والاختزال وما يترتب على ذلك من الإجهاد التأكسدي. 

وقد يمثل تقليل تناول البروتينات والدهون الحيوانية وزيادة تناول الأطعمة النباتية استراتيجيةً مفيدةً لخفض مخاطر الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية المناعية الذاتية (4).

التهاب الغدة الدرقية والغلوتين 

يشير عديدٌ من الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مرض هاشيموتو هم أكثر عرضة للإصابة بالداء الزلاقي Celiac disease. وفيه يحفز تناول الغلوتين؛ وهو مركبٌ بروتينيٌّ موجود في القمح والحبوب ذات الصلة مثل الشعير والجاودار، أعراض الداء الزلاقي الذي غالبًا ما يترافق بالإسهال ومتلازمة سوء الامتصاص وفقدان الوزن، وترتبط الإصابة به بعددٍ من الأمراض بما في ذلك اضطرابات المناعة الذاتية (5). 

وفي دراسةٍ أجريت للتحقق مما إذا كان النظام الغذائي الخالي من الغلوتين gluten-free diet يؤثر في المناعة الذاتية للغدة الدرقية، ونشاط محور الغدة النخامية - الغدة الدرقية، واختبارات وظائف الغدة الدرقية لدى النساء المصابات بالتهاب الغدة الدرقية هاشيموتو، تبين أن اتباع نظام غذائي خالٍ من الغلوتين يخفض مستويات الأجسام المضادة للغدة الدرقية، بالإضافة إلى تحسين وظائف الغدة الدرقية وزيادة طفيفة في مستويات 25 هيدروكسي فيتامين D في الجسم (6).

التهاب الغدة الدرقية واللاكتوز

يعد عدم تحمل اللاكتوز Lactose Intolerance أمرًا شائعًا جدًا بين الأشخاص المصابين بمرض هاشيموتو، وفي هذه الحال فإن الاستغناء عن منتجات الألبان قد يساعد على تقليل مشكلات الجهاز الهضمي، بالإضافة إلى تحسين وظيفة الغدة الدرقية وامتصاص الأدوية (7).

ومما سبق، نستطيع تلخيص بعض التوصيات عن الأطعمة التي ينصح بتناولها وتلك التي يجب الامتناع عنها، إذ يُنصح بـ (8-10): 

• الأطعمة الغنية بفيتامين D (زيت كبد السمك، سمك السلمون، التونة، عصير البرتقال المدعم، الحليب المدعم، السردين، الفطر).
• السيلينيوم Selenium ( تُخزَّن أكبر كمية من السيلينيوم في الجسم في الغدة الدرقية، ويوجد في لحم البقر والديك الرومي والدجاج والأسماك والمحار والتونة والسردين وبذور زهرة عباد الشمس والبيض).
• البيوتين Biotin أو فيتامين B7 (يوجد في اللحوم والبطاطا الحلوة، ويفيد لحالات تساقط الشعر).
• الحديد (في المحار ولحم البقر).
• الزنك (في سرطان البحر والفطر واللفت).
• اتباع نظام غذائي غني بالمغذيات ويحوي مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الملونة والدهون الصحية والبروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات الليفية. ومن أهم مكونات هذا النظام:
• الخضروات (اللفت والسبانخ)، الأسماك (السلمون )، الخضروات الملونة (كالقرنبيط، والجزر، والفلفل الأحمر والأصفر والبرتقالي)، الفواكه ( التوت والتفاح والموز)، الدهون الصحية (الأفوكادو والجوز)، البروتينات الخالية من الدهون (التوفو والبيض والمكسرات والفول والأسماك)، الأطعمة الليفية ( الفاصولياء والبقوليات).

أما الأطعمة التي ينصح بتجنبها، فهي:

• الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين.
• الأطعمة التي تحتوي على السكر المكرر أو السكريات المضافة.
• الأطعمة المصنّعة Processed Foods.

يجب أن يكون الأشخاص الذين يعانون من هاشيموتو منفتحين لتجربة أنماط مختلفة من الأكل كي ينجحوا بإيجاد الأسلوب الذي يجعلهم يشعرون بأنهم أفضل، كذلك يجب عليهم التحدث إلى طبيب أو اختصاصي تغذية عن كيفية التأكد من حصولهم على جميع العناصر الغذائية الأساسية.

المصادر: