الصداقة؛ منفعة أم متعة أم فضيلة؟!

تحتلّ الصداقة مكانة مهمّة في العلاقات الإنسانيّة، وتسهم في الاستقرار النّفسيّ للأفراد، وفي الفلسفة اليونانيّة يبحث أرسطو في هذا السياق ليعطي تصنيفات للطريقة التي تُبنى عليها الصداقات.

لكن؛ برأيكم هل تختلف أنواع الصداقات بناءً على تنوّع الدوافع أو أنّ هناك نوع واحد حقيقيّ فحسب؟! وما الصداقة المثاليّة برأيكم؟

الصداقة والحياة المزدهرة!

تعدُّ نظرية أرسطو في الصداقة عنصرًا أساسيًّا في نظريته الأخلاقية ككل؛ لأنه يعبّر فيها مباشرةً عن طبيعة الحياة البشرية المزدهرة وأهميتها المتمثلة في الاهتمام بالأشخاص الآخرين بحد ذاتهم (1).

أرسطو ومعنى الصداقة

يعني أرسطو بالصداقة (Philia) العلاقة المعترف بها من قبل الطرفين، التي تتضمن تبادل النية الحسنة والمودة وتشارك الاهتمام بعضهم ببعض على أساس الفضيلة أو المتعة أو المنفعة رئيسيًّا (2).

الصداقات الثلاث

ويخبرنا أرسطو في كتابه الأخلاق إلى نيقوماخوس بأن هناك ثلاثة أنواع أساسية من الصداقة تقوم على ما يجذب الشخص إلى الآخر وما يجعله ملزمًا تجاهه (1).

صداقة المنفعة 

هنا يجد كل طرف في الآخر شيئًا يحتاجه، فيعطي ويأخذ، وبذلك فهي توجد بين المتناقضين أو الحلفاء، إلا أنهم معرّضين لخيبات الأمل أكثر من غيرهم، لأن الأفراد هنا يبحثون عن بعضهم لمنافع محددة ولا يستمتعون بصحبة بعضهم (3).

صداقة المتعة 

يرى أرسطو أن تقاسم المتعة مع الآخرين يؤدي إلى زيادتها ويمنح الحياة حلاوة يصعب تحقيقها في طرائق أخرى، لذلك قد تكون من أفضل أنواع الصداقة على الرغم من أنه يجدها عابرة مثل الرغبات التي شكّلتها (3).

صداقة الفضيلة 

يعتقد أرسطو أنها الحالة المحورية بالمقارنة مع النوعين السابقين، وهي الصداقة القائمة على الاعتراف بالخير الأخلاقي لكل من الطرفين، فهي تتضمن كليًّا جميع الخصائص التي يتوقع المرء عقلانيًّا أن تتمتع بها الصداقة (1).

ولكن هل فعلًا تختلف صداقة الفضيلة عن النوعين السابقين؟!

فهي تقدم أعلى فائدة في الأخلاق والتعلم للطرفين وبذلك فهي قائمة في الأساس على صداقة المنفعة مع وجود خير أسمى في النهاية (3).

المصادر: