الكيمياء والصيدلة > لقاحات
هل يمكننا أخذ جرعتين مختلفتين من لقاح COVID-19؟
اضطرت بعضُ الدول إلى اتباع نهج غير مثبت في إعطاء اللقاحات وذلك بسبب العقبات التي واجهتها من نقص في تأمين جرعات اللقاح والأعراض الجانبية غير المتوقعة، ولأن معظم اللقاحات تتطلب جرعتين متتاليتين يفصل بينهما فترة زمنية معينة؛ اضطرت هذه الدول إلى تبديل نوع اللقاح بعد الجرعة الأولى، ولكن وبناء على نتائج الدراسات الحديثة؛ فإنّ هذا النهج الاضطراري الجديد قد يكون مفيداً!
وأشارت ثلاث دراسات أجريت مؤخراً إلّا أنّ جرعةً من لقاح أسترازينيكا تليها جرعة من لقاح فايزر/ بيونتيك يُنتج رد فعل مناعي أقوى بناء على الفحوص الدموية، ورجّحت اثنتان من هذه الدراسات أنّ مزج اللقاحين يعطي فعالية تساوي تلك الناتجة عن جرعتين من لقاح فايزر بيونتيك الذي يُعدُّ واحداً من لقاحات (COVID-19) الأكثر فعاليّة (1).
أجريت دراسة في إسبانيا على 663 فرداً ممّن تلقوا الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا، وأُعطي ثلثي الأفراد لقاح فايزر بيونتيك بوصفه جرعة ثانية بعد ثمانية أسابيع على الأقل من الجرعة الأولى، وقد لوحظ بعد الجرعة الثانية ارتفاع إنتاج الأضداد لديهم عن السابق، بالمقارنة مع الأفراد الذين لم يتلقوا الجرعة الثانية، وكانت هذه الأضداد قادرة على التعرف على فيروسات (SARS-CoV-2) في المخبر وإبطال فعاليتها. يقول أحد الباحثين إنّ رد الفعل المناعي الّذي ظهر بعد الجرعة الثانية المغايرة في الدراسة هو أشد من رد الفعل المناعي الناتج عن جرعتين من لقاح أسترازينيكا (2).
وكذلك وجدت إحدى الدراسات أن العمال في القطاع الصحي ممن تلقوا جرعتين من لقاحين مختلفين بفارق 10 إلى 12 أسبوع بين الجرعتين كانت مستويات الأضداد لديهم قريبة أو مساوية لمستويات الأضداد الناتجة عند أفراد تلقوا جرعتي لقاح فايزر/ بيونتيك بفارق 3 أسابيع بين الجرعتين (1).
إن مزج الأنواع المختلفة من اللقاحات ليس بالأمر الجديد واستخدم سابقاً في لقاحات الإيبولا، وتسمى هذه الطريقة بالاستراتيجية البادئة والمعزّزة المتغايرة (heterologous prime and boost). ويعتقد أحد الباحثين- من المساهمين في تطوير لقاح شركة جونسون وجونسون- أن إعطاء لقاحَين مُختلفَين هو أفضل من إعطاء جرعتين من نفس اللقاح؛ وذلك بسبب اختلاف آليات إيصال هذه اللقاحات؛ إذ يعتمد لقاح جونسون وجونسون ولقاح أسترازينيكا على الفيروسات الغدية (adenovirus) بوصفها ناقل لإيصال الـ (DNA) للتعبير عن البروتين الفيروسي في الخلايا المضيفة، بينما يعتمد كل من لقاح فايزر/ بيونتيك ولقاح موديرنا على الرنا المرسال (mRNA)، وبالتالي فإن دمج أنواع مختلفة من اللقاحات يمنح جهاز المناعة أفضلية التعرف على العامل الممرض بطرق مختلفة. فقد وُجد أنّ اللقاحات الّتي تستخدم (mRNA) تعمل على تحريض استجابة ضدية جيدة بينما لقاحات الفيروسات الغدية تحرّض الخلايا التائية على نحو أفضل (2,1).
وقد أشارت دراسة بريطانية إلى أن الأفراد الذين تلقوا لقاح فايزر/ بيونتيك بعد جرعة أسترازينيكا بفاصل 4 أسابيع فقط كانت لديهم أعراض جانبية أشد بالمقارنة مع من تلقوا نفس اللقاح في الجرعتين وبنفس الفاصل الزمني، ولكن هذه الأعراض كانت قصيرة وغير خطيرة (3,2).
وبالرغم من أن نتائج هذه الدراسات لا تعدُّ الأمثل لتقييم الحماية ضد كوفيد-19 إلّا أنّ العديد من الدول كإسبانيا وكندا وألمانيا وفرنسا قد نصحت باتباع هذه الطريقة (2,1)، وستستمر الدراسات أملاً بالحصول على نتائج أدق وأكثر موثوقية. ومؤخراً، تم إدخال لقاحات أخرى مثل موديرنا ونوفافاكس ضمن هذه الدراسات (3).
المصادر:
2- Callaway E. Mix-and-match COVID vaccines trigger potent immune response. Nature [Internet]. 2021 [cited 1 July 2021];593(7860):491-491. Available from: هنا
3- Shaw RH, Stuart A, Greenland M, Liu X, Nguyen Van-Tam JS, Snape MD. Heterologous prime-boost COVID-19 vaccination: initial reactogenicity data. The Lancet [Internet]. 2021 [cited 1 July 2021];397(10289):2043-2046. Available from: هنا