حقن الفيلر لتجميل الفك

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي مؤخراً بصور مشاهير قد خضعوا لإجراءات تجميلية مركزة على القسم السفلي من الوجه، محدثةً أثراً وفرقاً واضحاً على مظهرهم، وقد تنوعت الآراء بين مؤيد لهذه الإجراءات ورافض لها.

لنتابع معاً هذا الموضوع من الناحية الطبية..

إن لشكل الفك السفلي وامتداده بدءاً من الزاوية الخلفية ووصولاً إلى منطقة الذقن في الأمام تأثيراً عميقاً في مظهر الفرد؛ إذ يعدُّ مكوناً مهماً لإدراك جاذبية الوجه عند كلا الجنسَين؛ مما يجعله محط اهتمام العديد من الباحثين في مجال الإجراءات التجميلية (1,2). 

ومع التقدم  بالعمر تحدث تغيرات تشريحية وخلوية في الوجه (شيخوخة الوجه)، ينتج عنها فقدان قسم من الأنسجة الرخوة، ولكن مع ظهور التقنيات الجديدة أصبح بالإمكان معالجة هذه التغييرات باستخدام طرائق غير جراحية مثل حقن المواد المالئة (الفيلر)، التي تعد خياراً مفضلاً عند المرضى الذين لديهم رغبة في عكس آثار الشيخوخة على منطقة الوجه من دون الخضوع لإجراءات جراحية؛ إذ تعمل هذه المواد المالئة على تحديد خط الفك السفلي ونحته، بالإضافة إلى رفع الأنسجة المرتخية نتيجة التقدم بالعمر، وأيضاً جعل منطقة الذقن أكثر بروزاً (1,3). 

وتتضمن المواد المالئة المستخدمة في هذه الإجراءات حمض الهيالورونيك وهو الأكثر شيوعاً (مادة طبيعية موجودة في الجلد، تؤدي دوراً أساساً في المحافظة على رطوبته ونموه)، هيدروكسي أباتيت الكالسيوم (مركب شبيه بالمعادن يوجد على نحو طبيعي في العظام)، بولي حمض اللاكتيك (مركب صناعي يساعد على تحفيز إنتاج الكولاجين)، ودهون مأخوذة من المريض ذاته (2,4). 

خطوات إجراء الحقن:

1- فحص الوجه وتحديد أماكن الحقن. 

2- تطهير مواقع الحقن بمادة مضادة للجراثيم، وتخديرها باستخدام مادة شديدة البرودة أو كريم مخدر أو حقن مخدر موضعي. 

3-إجراء الحقن في الأماكن المحددة مع التدليك (5). 

المضاعفات:

تتضمن المضاعفات الأكثر شيوعاً: حدوث احمرار، وكدمة وتورم مكان الحقن، وهناك مضاعفات أخرى محتملة أيضاً لكن على نحو نادر مثل حدوث إنتان وتكوين أورام حبيبية.

ونظراً لمرور كل من الشريان، الوريد الوجهي وعصب الفك السفلي في منطقة الحقن (الحدود السفلية للفك السفلي) يجب توخي الحذر عند الحقن كي لا يحقن الفيلر داخل هذه الأوعية الدموية مما يؤدي إلى حدوث انسداد وعائي ينتج عنه ألم وشحوب على طول منطقة انتشار الشريان، والذي بدوره يؤدي إلى نقص تروية الأنسجة وتنخر، بالإضافة إلى حدوث السكتة الدماغية والعمى على نحو نادر (2). 

تعليمات ما بعد الحقن:

يطلب من المريض تدليك المنطقة المعالجة برفق مرتين يومياً لفترة 2 إلى 3 دقائق، ولمدة 3 أيام بعد الحقن.

من الضروري معرفة أن تأثير حقن المواد المالئة يستمر لمدة تصل لـ 12 شهراً، ثم يمتص الجسم المادة المحقونة، ويعود شكل خط الفك إلى طبيعته، ومن الممكن تفادي ذلك بإجراء زيارات دورية للطبيب (1). 

ختاماً، تعدّ الإجراءات التجميلية للفك عنصراً أساساً لتجميل الوجه ككل، وعلى الأطباء أن يدركوا كيفية إجراءها بأمان وفعالية مستخدمين الطرائق الحديثة بما فيها حقن المواد المالئة (2).

المصادر: