«Garden House» الحديقة السرية… هذه المرة في (بيفيرلي هيلز)

يقع مبنى «غاردين هاوس» بولاية كاليفورنيا في شارع (ويلشاير - Wilshire Boulevard)، وهو بناءٌ (متعدد الوظائف Mixed-use) يتألف من محلاتٍ تجاريةٍ بالطابق الأرضي مع 18 وحدةٍ سكنيةٍ في الطوابق العليا.

وباستحضار الطبيعة الغنية للمنطقة (بيفرلي هيلز)، تحوَّل المشروع إلى ما يشبه (قرية التلال Hillside Village)، إذ تخلق مجموعةٌ من النوافذ ذات الواجهات البيضاء غير المنتظمة والهياكل ذات الأسقف الجملونية حيًّا ديناميكيًّا وتكريمًا مرحًا -وإن كان بسيطًا- لمنحدرات التلال الشهيرة في لوس أنجلوس (1).

يضم المشروع أحد أكبر (الجدران الخضراء - Green walls) في الولايات المتحدة، وهو عبارةٌ عن غطاءٍ مُغطًّى بالنباتات المحلية المورقة المتعرشة المقاومة للجفاف التي لا تحتاج إلى العناية والري المستمر (1)، تتغير عبر الفصول لتعطي واجهات المبنى تشكيلًا فنيًّا من النباتات الملونة، تعزل المبنى عن صخب المدينة وتنقِّي حرارة الأشعة الشمسية (2).

يتوسط المنشأة بركةٌ وحديقةٌ بمظلةٍ من الأشجار تُدعى (الحديقة السرية - Secret garden) ضمن باحةٍ مكشوفةٍ (2,1) محاطةٍ بمجموعةٍ من المنازل البيضاء ذات الأسطح المائلة لتشكِّل نقطة تجمُّعٍ مركزيةٍ ذات مناظرَ طبيعيةٍ للمجتمع الصغير مع مراعاة المسافة والتوجيه وترتيب الشرفات المطلة على الفناء، فتكون النتيجة تفاعلًا خاصًّا وهادئًا ومريحًا بين السكان و(الحديقة السرية) التي يتشاركونها (1)، أما الشرفات المخصصة لكل منزلٍ فتسمح بالاستمتاع بالطبيعة بمعزلٍ عن الجيران، وتضفي توازنًا بين الفراغات العامة والخاصة، فتبدو المنازل من الشارع المحيط منغلقةً تجاه الخارج بينما تنفتح بواجهاتٍ زجاجيةٍ شفافةٍ تجاه (الحديقة السرية) "الباحة المكشوفة" والوحدات السكنية الأخرى (3).

يشبه مدخل المنشأة الكهف المعتم المحفور في داخل التلال، ويُشعِر الساكن عند دخوله أنه في بيئةٍ غير اعتياديةٍ تشبه أرض الخيال بإضاءتها وظلالها وصوت المياه فيها، وتتدفق الإضاءة الطبيعية في نهاية هذا الكهف عبر المياه التي يمكن رؤيتها من الباحة المكشوفة في الطابق الأعلى ليستمتع الزائر بوقوفه في المدخل السفلي بمنظر الشمس والسماء والطبيعة والمياه ليبتعد عن واقع المدينة وصخبها (1).

يغطي المشروع مساحةً كليِّةً تُقدَّر بـ4,460 مترًا مربعًا منها منازلُ متعددة الطوابق وفيلاتٌ ووحداتٌ سكنيةٌ وأستديوهات.

وعلى عكس تصميم الشقق التقليدية؛ فلكل وحدةٍ سكنيةٍ مدخلها ومخرجها الخاص، مصعدٌ يتصل مباشرةً بمدخل المنشأة، وموقفٌ للسيارات تحت الأرض، ويتميز معظمها بالسقف المائل الجملوني التقليدي (1,2).

النموذج الأول (Penthouse): وهي منازلُ ذات أسقفٍ مائلةٍ تقع في المستوى الأعلى للمنشأة فوق بيوت الحديقة، وتتميز من الداخل بسقفها العالي ونوافذها المفتوحة من مستوى الأرض الى السقف، ودرجٍ لولبيٍّ واصلٍ بين الطابقين، وإضاءةٍ طبيعيةٍ كافيةٍ وإطلالةٍ رائعةٍ على المدينة، أما في الخارج فتحوي على تراساتٍ خارجيةٍ خاصةٍ لكل مسكن، تُكسَى واجهاتها الخارجية بألواح الألمنيوم لتعطي كل منزلٍ التشكيل الكلاسيكي المعاصر (2). 

النموذج الثاني (فيلات - Villa): يتكون من ثلاثة طوابق، وتظهر فخامة التصميم الداخلي في غرف المعيشة والحمَّامات وفي الطابق العلوي حيث توجد غرف النوم إضافةً إلى المطابخ ومستودعات الطعام، ولها نوعان من الفراغات الخارجية؛ التراسات الواسعة والشرفات، وتُغطَّى واجهاتها أيضًا مثل النموذج الأول بألواح الألمنيوم (2).

أما النموذج الثالث فهو بيوت الحدائق: الذي يقع حول (الباحة المكشوفة الخارجية - patio) بمستوى طابقٍ واحد، وتحوي ثلاث غرفٍ للنوم وغرفة معيشةٍ واسعةٍ ضمنها غرفةٌ للطعام والتسلية واجهاتها مفتوحةٌ مباشرةً على الفراغ المعيشي العام وعلى التراسات الخاصة الملحقة بكل بيت (2).

المشروع هو تصميمٌ في خارج الصندوق لأنه بعيدٌ عن التصميم السكني مكعب الشكل الشائع ضمن مدن، ونحصل باتصاله المباشر مع الطبيعة وبيئته الهادئة ضمن الفراغ التعايشي العام والخاص لكل منزلٍ على نماذجَ سكنيةٍ متكاملةٍ من الناحية البيئية والمعمارية (1) فهل تعتقد أن السكن في هذا المبنى سيمنح الراحة التي يمنحها الريف، أم أن للطبيعة ما يميزها؟؛ شاركنا رأيك.

المصادر: