ما المميز في ميداليات أولمبياد طوكيو 2020؟

بقطر 85 ميليمتراً وسماكة تتراوح بين 7.7 و12.1 ميليمتراً؛ صُممت قرابة 5000 ميدالية في أولمبياد طوكيو 2020 -بالكامل- من معادن أُعيد تدويرها؛ فقد تبرَّع السكان اليابانيون بقرابة 79 ألف طن من الأجهزة الإلكترونية؛ استُخرجت منها كميات كافية من الذهب والفضة والبرونز لصناعة هذه الميداليات. وليست هذه المرة الأولى التي تدخل فيها معادنٌ أُعيد تدويرها في صناعة الميداليات للأولمبياد؛ ففي أولمبياد ريو 2016 كان 30% من الفضة والبرونز المُستخدمَة في تصنيع الميداليات من المعادن المعاد تدويرها، ولكنها المرة الأولى التي تُصنَّع فيها الميداليات من هكذا معادن بنسبة 100% (1-3).

تعدُّ النفايات الإلكترونية الجزء الأسرع نمواً في مجال النفايات المحلية في العالم، وقد قُدِّر إنتاج العالم من النفايات الإلكترونية عام 2016 بـ 44.7 مليون طن، ويزداد هذا الرقم بنسبة 3- 4% سنويَّاً، وهي نفايات شديدة السُّمية، ولكنها - في الوقت ذاته-  تعد "منجماً حَضَريَّاً"؛ وريداً ذهبيَّاً مخفيَّاً عن الأنظار يختزن معادن مربحة تنتظر من يَسترِدُّها.

واستغلالاً للفرصة؛ دعت اللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو المواطنين للتبرع بأجهزتهم المحمولة وغيرها من الأدوات الإلكترونية، وبهذا تتخلص الأسر من الإلكترونيات القديمة أو المنسية بأمان من جهة ويحصل مُصنّعو الميداليات على إمداد ثابت من الموارد من الجهة الأخرى (4).

يُعطي هذا المشروع أملاً في التعامل مع النفايات الإلكترونية باستدامة، ولكن أتدرون ما هو المُميز حقَّاً في هذه المبادرة الصديقة للبيئة؟

المميز أن ذكرى هذه الميداليات لن تكون مُلكاً للرابحين في المسابقات فقط، وإنما لكل فردٍ من الذين أسهموا بالتبرع بالأجهزة الإلكترونية؛ فكل واحد منهم له حِصة معنوية مُميزة في الميداليات؛ لأنّ مكوناتها قادمة من أجهزة إلكترونية امتلكها أشخاص حقيقيون يوماً ما وكان لهم ذكرياتٌ فيها؛ صور حفلات التخرج  ومنبهات أو تذكيرات ما ومحادثات كثيرة، والآن أصبح كل هذا  جزءاً من حياة فردٍ آخر في بلدٍ آخر على هيئة ميدالية أوليمبية (4).

المصادر: