تحب النوم! الفلاسفة يشاركونك ذلك أيضًا

يميل الفلاسفة إلى التركيز على البحث في نظرية المعرفة والميتافيزيقيا والأخلاق، ولطالما شغلت الفكرَ البشري أفكارٌ تتناول معنى الحياة. لكن في بعض الأحيان تبتعد العقول العظيمة عن أرضها وتكتب عن أمور أخرى مثل النوم مثلًا. هذا العالم الذي يتساوى فيه الجميع فهل فكرت يومًا ما موقف الفلاسفة من النوم وكيف تحدثوا عن هذا الاحتياج الطبيعي؟ إنها حقاً فكرة تجلب الأرق، وتستحق أن نعرف عنها أكثر.

أخيرًا إنه الليل مع الوسادة بعد نهار طويل من العمل والمشكلات، تغمض عينيك المتعبة لتغط في نوم عميق، ولكن هل تساءلت يومًا ما موقف الفلاسفة من النوم؟!

كان رينيه ديكارت -على خلاف العديد من الأشخاص الناجحين عبر العصور- من عشاق النوم! فقد كان ينام بين 10 و 12 ساعة مفوّتًا مهامّه الصباحية جميعها مستيقظاً عند فترة تناول الغداء (1).

وكان يعتقد أن النوم تغذية للدماغ، ويرى أن العقل يستمر بالتفكير عندما يحلم؛ أي العقل الذي يحلم هو العقل الذي يفكر (1).

أما جون لوك فقد رفض تمامًا أن يكون الإنسان واعيًّا طوال الوقت، وإذا كان واعيًّا في أثناء نومه؛ فإنه سيكون شخصين: الإنسان النائم والمستيقظ (2).

ويبدو أن سورين كيركغارد شارك ديكارت حبه للنوم ومنحه مكانة رفيعة فقال في كتابه (إما/ أو):

"لا أحلم أبدًا عندما أنام؛ سيكون ذلك عارًا؛ لأن النوم هو ذروة العبقرية" (3).

وقبل ذلك بقرون كان للنوم سمعة سيئة، ولم يلق مؤيدين بل عُدًّ أمرًا مكروهًا، مثلًا يرى أفلاطون أن الحياة أقصر من أن تنفقها في النوم بأكثر مما هو مطلوب لصحتنا؛ فالإنسان النائم ليس أفضل من الإنسان الميت (4).

من المثير للاهتمام أن يرى أرسطو منذ ألفي عام أن كثيراً من الطعام قد يسبب أحلامًا وكوابيس؛ أي تحدث نتيجة عسر الهضم، وتجدر الإشارة إلى أنه يعتقد أن النوم ضرورة ولكنه كان ضد النوم الطويل (5).

هل ما زلت مستيقظًا؟ حدّثنا عن رأيك عن النوم إذًا. أم هل جلب حديثنا عن النوم النعاس إلى عينيك؟ حسناً، ليلة هانئة وأحلام سعيدة!

المصادر: