هل يصبح السم أكثر سمية عند انتهاء صلاحيته؟!

يمكن القول عن أي مادّة إنها "سامّة" عند تسببها بضرر فيزيولوجي أو تشريحي عندما نتعرض إليها بالقدر الكافي؛ ومن الممكن أن تكون هذه المادةُ السامة منتَجًا غذائيًّا أو دواء علاجيًّا أو مادة كيميائية أو ذيفانًا حشريًّا (1).

وكلنا نعلم أنَّ لكلِّ منتج دورة حياة تنتهي ببلوغه تاريخ انتهاء الصلاحية، الذي يُعرف بأنّه اليوم الأخير الذي تضمن فيه الشركة المصنعة فعالية منتجها الاستهلاكي وسلامته (2). وفيما يخص الدواء، من الممكن أن يصبح خَطيرًا أو أقل فعاليةً عند انتهاء مدّة صلاحيته؛ فبمجرد انقضاء تاريخ انتهاء الصلاحية، لا يوجد أيّ ضمان على أمانه أو فعاليته؛ كما تؤثر طريقة التخزين وشروطها في تدرّك الدواء؛ ففي حال تدرّك أو تحلّل أي مادة دوائية نظرًا إلى انتهاء مدّة صلاحيتها أو إلى سوء تخزينها، قد لا توفر للمريض الفائدة المرجوّة، أو قد ينتج عنها مركبات سامة تتسبب بحدوث آثار جانبية غير مرغوبة، ويعد المرضى الذين يعانون أمراضًا خطيرة ومهددة للحياة أكثر عرضة لمخاطر هذه الأدوية المتخرّبة؛ ولذلك توصي إدارة الأغذية والأدوية الـFDA بعدم استخدام أي دواء عند انتهاء صلاحيته (3,4).

وفيما يخص باقي السموم، لو أخذنا على سبيل المثال مبيدات الآفات التي يستخدمها المزارعون، فإن هذه المبيدات تفقد فعاليتها بمرور الوقت؛ فقد تغير تركيبها الكيميائي وتتحلل إلى مركبات غير فعالة -كمبيدات- أو قد تتحول من شكل إلى آخر ممّا يجعل خلطها واستخدامها في المرشات صعبًا إن لم يكن مستحيلًا، ونلاحظ في بعض الأحيان أعراضَ السُّمية النباتية على المحاصيل نتيجة تدرك هذه المبيدات، فإن المنتج قد لا يكون غير فعال فحسب بل قد يؤدي إلى إتلاف المحصول مباشرة (5).

ففي النهاية، قد يصبح السم أقل فعاليةً أو أكثر سميةً بعد انتهاء صلاحيته؛ ولكن، هل تعتقدون أن الأمر يعتمد على السم بحد ذاته أم هناك أمور أخرى مرتبطة بذلك؟

المصادر: