كيف طوَّر "اللاشيء" كل شيء

نظام الأرقام العربية الذي نستخدمه اليوم جاء من الهند، وكان الهنود أول من استخدم الصفر عددًا؛ إذ إن أول من استخدم الصفر عددًا في العمليات الحسابية كان هنديًّا يدعى براهماجوبتا (Brahmagupta)  وحدث هذا منذ قرابة 650 بعد الميلاد، ومن ثم نقل التجار العرب كتابات براهماجوبتا جنبًا إلى جنب مع التوابل والأشياء الأخرى إلى أجزاء أخرى من العالم (1،3).

وصل الصفر إلى بغداد بحلول عام 773 م، وفي القرن الثامن عشر الميلادي كان محمد بن موسى الخوارزمي (Muhammad ibn Musa al-Khwarizmi) أول من عمل على معادلات تساوي الصفر، وهو من أطلق على الصفر اسم "صفر" أي فارغ، وبحلول عام 879 بعد الميلاد كُتِبَ الصفر على شكل "0"، واستغرق الأمر بضعة قرون قبل أن ينتشر مفهوم الصفر إلى أوروبا، ففي عام 1202 بعد الميلاد بدأ عالم رياضيات إيطالي يُدعى فيبوناتشي (Fibonacci) بالتأثير في التجار الإيطاليين والمصرفيين الألمان لاستخدام الصفر؛ إذ أدرك فيما بعد رجال الأعمال هؤلاء أن استخدام الصفر سيفيد في تبيان ما إذا كانت حساباتهم متوازنة أم لا (1،2).

أمّا الأوروبي التالي الذي روَّج لاستخدام الصفر كان الفرنسي رينيه ديكارت (René Descartes) الذي استخدم (0,0) إحداثيات المبدأ في الرسم البياني للمحاور X وَ Y في منتصف القرن السابع عشر، ثم حقق عالم الرياضيات البريطاني إسحاق نيوتن (Isaac Newton) وعالم الرياضيات الألماني جوتفريد لايبنيز(Gottfried Leibniz) مزيدًا من التقدم في أواخر القرن السابع عشر إذ اخُترِع حساب التفاضل والتكامل واستخدام الصفر فيه منذ ذلك الحين، استمر مفهوم "لا شيء" في تأدية دور في تطوير كل شيء من الفيزياء والاقتصاد إلى الهندسة والحوسبة وجميع العلوم الأخرى (1،3).

المصادر: