مطار الملكة علياء

يُعدُّ مطار الملكة علياءَ في العاصمة الأردنية عمَّان البوابة الرئيسة للمدينة ومحورًا أساسيًّا للطيران الأردني (1-3). يجمع في تصميمه بين التميز الهندسي وجمال العمارة الشرقية التقليدية والإسلامية إضافةً إلى الكفاءة العالية في استخدام الطاقة واستيعاب التوسُّع التدريجي (1).

اعتمد بناء  المطار بصورةٍ أساسيةٍ على الخَرَسانة التي تتصف بكتلتها الحرارية العالية استجابةً للمُناخ السائد في عمَّان؛ حيث تختلف درجات الحرارة في فصل  الصيف بين النهار والليل اختلافًا ملحوظًا (1-3) ،ويضم الهيكل الخَرَساني حصًى محليةً جُمِعَت من مكانٍ قريبٍ لتقليل متطلبات الصيانة وتحقيق التناغم مع ما يحيط به من الرمال الطبيعية (2).

يتألف السقف من سلسلةٍ من القبب الخَرَسانية المكسوَّة بالفسيفساء مستوحاةٍ من النسيج الأسود الفضفاض للخيم البدوية، تتفرع من الأعمدة الداعمة كأوراق النخيل الصحراوي، وتتكرر على امتداد السطح (3) ممتدةً لتظلل الواجهات، وتشكِّل كل قبَّة وحدةً معياريةً تعطي حلًّا مرنًا لنمو المطار وتوسُّعه مستقبلًا (1،2).

تسمح انقطاعات الجوائز عند تقاطعات الأعمدة بدخول ضوْء النهار إلى الساحة التي يغطيها الزجاج من جميع الاتجاهات بحيث يمكن  مشاهدة الطائرات على المدرج والمساعدة في توجيهها (1-3).

يتضمن المبنى المركزي مساحات المعالجة الرئيسية والمتاجر والصالات والمطاعم تتوسطها مساحات خضراء في الهواء الطلق ويمتد إلى جانبي المبنى المركزي رصيفين لبوابة المغادرة (1-3).

تساهم  المساحات الخضراء المكشوفة  في الاستراتيجية البيئية  للمطار إذ تساعد النباتات على تنقية وتكييف الهواء مسبقًا قبل سحبه إلى نظام المعالجة كما تقوم أحواض السباحة بعكس الضوء الطبيعي إلى المطار (1-3).

يعكس تصميم المطار التقاليد الأردنية بالكرم وحسن الضيافة (2) إذ يتسع الفناء الأمامي لخلق ساحةٍ ذات مناظرَ طبيعيةٍ ومقاعدَ مظلَّلةً بالأشجار تجتمع بها الأُسَرُ لتوديع المسافرين أو الترحيب بالعائدين. ومن جهةٍ أخرى يعزز المبنى مكانة عمَّانَ بوصفها مركزًا رئيسًا في المنطقة، ويُسمَح للمطار بالتوسُّع بمقدار 6% سنويًّا في خلال الخمسة وعشرين عامًا القادمة و زيادة السعة من 3.5 مليونٍ إلى 12 مليون مسافرٍ سنويًّا بحلول عام 2030 (2،3). 

تتعدد المطارات حول العالم المميزة بتصاميمها الحديثة والمستدامة التي تحمل طابعًا ثقافيًّا يعكس ثقافة الشعوب من حولها فهل سبق أن زرت أحد هذه المطارات ؟وكيف كان انطباعك عنها؟ 

المصادر: