علم النفس > القاعدة المعرفية
انعدام اللذة (Anhedonia)
انعدام اللذة (Anhedonia): هو عدم القدرة على الشعور بالمتعة، إنه عرض شائع للاكتئاب بالإضافة إلى اضطرابات الصحة العقلية الأخرى (1).
هناك نوعان رئيسان لانعدام الشعور باللذة:
- انعدام التلذذ الاجتماعي: يتمثل بعدم الرغبة في قضاء الوقت مع أشخاص آخرين.
- انعدام التلذذ الجسدي: لن تستمتع بالأحاسيس الجسدية، العناق يجعلك تشعر بالفراغ وليس بالرعاية، الأطعمة المفضلة لديك لن تستطيع تنبيهك لمذاقها اللذيذ، حتى الجنس يمكن أن يفقد جاذبيته (1).
الأسباب:
يرتبط انعدام الشعور باللذة ارتباطًا وثيقًا بالاكتئاب، لكن لا داعي لأن يكون المريض مكتئبًا أو حزيناً كي يصاب به، فهو يؤثر على الأشخاص المصابين بأمراض عقلية أخرى، مثل الفصام والاضطراب ثنائي القطب. وكذلك يمكن أن يظهر في الأشخاص الذين لديهم مخاوف صحية قد تبدو غير ذات صلة به مثل مرض باركنسون والسكري ومرض الشريان التاجي ومشاكل تعاطي المخدرات (1).
يعتقد العلماء أن انعدام التلذذ قد يكون مرتبطًا بالتغيرات في نشاط الدماغ. قد تكون لديك مشكلة في الطريقة التي ينتج بها دماغك أو يستجيب للدوبامين، وهو مادة كيميائية مسؤولة عن المزاج "الشعور بالرضا". تشير بعض الأبحاث المبكرة (على الفئران) إلى أن الخلايا العصبية الدوبامين في منطقة من الدماغ تسمى قشرة الفص الجبهي قد تكون مفرطة النشاط لدى الأشخاص المصابين بانعدام التلذذ مما يتعارض بطريقة ما مع المسارات التي تتحكم في كيفية سعينا وراء المكافآت وتجربتها (1).
هل إصابات الدماغ الرضية تسبب (Anhedonia)؟
يعاني المصاب بالإصابات الدماغيَّة الرضيَّة أعراض اكتئاب مختلفة الشدة، وهناك أدلة كثيرة على أن الأفراد الذين يعانون الاكتئاب بعد إصابات الدماغ الرضية معرضون على نحو متزايد لخطر الإصابة بأعراض مزمنة.
ولمَّا كان الاكتئاب من أحد العوامل المسببة لحالة انعدام التلذذ تمَّ إجراء بعض الاختبارات على المصابين بإصابات دماغية خفيفة استمر المشاركون بها في الإبلاغ عن أعراض اكتئاب معتدلة الشدة، بالإضافة إلى المشكلات الأخرى مع انعدام التلذذ، وأظهرت البيانات التي حُصل عليها من خلال المراجعات المنهجية أيضًا أن إصابات الدماغ الرضية يمكن أن تزيد من خطر إصابة الفرد باضطرابات الصحة العقلية، وأن تاريخًا من مشاكل الصحة العقلية قد ارتبط أيضًا بنتائج أسوأ بعد الإصابة الرضية (2).
أعراض انعدام اللذة:
- الانسحاب الاجتماعي.
- قلة العلاقات أو الانسحاب من العلاقات السابقة.
- المشاعر السلبية تجاه النفس والآخرين.
- انخفاض القدرات العاطفية، بما في ذلك استخدام تعبيرات لفظية أو غير لفظية على نحو أقل.
- صعوبة التكيف مع المواقف الاجتماعية.
- الميل لإظهار مشاعر وهمية، مثل التظاهر بالسعادة في حفل زفاف.
- فقدان الرغبة الجنسية أو عدم الاهتمام بالعلاقة الجسدية الحميمة.
- مشاكل جسدية مستمرة، مثل الإحساس بالمرض في أغلب الأحيان (3).
أما بالنسبة لعوامل الخطورة فالشخص الذي لديه في تاريخ العائلة من هم مصابون بالاكتئاب الكبير أو الفصام تزداد درجة خطورة إصابته بانعدام اللذة، ومن العوامل الأخرى:
- حدث مؤلم أو مرهق مؤخراً.
- تاريخ من سوء المعاملة أو الإهمال.
- مرض يؤثر على جودة حياتك.
- مرض خطير.
- اضطراب الأكل (3).
ما علاجات انعدام اللذة؟
الخطوة الأولى في العلاج، يجب أن تُطلب المساعدة من أخصائي طبي؛ إذ إن مقدم الرعاية الأولية هو الخيار الأول لاستبعاد سبب طبي للأعراض. وإذا لم يوجد أي مشاكل طبية، يوصي مقدم الرعاية الأولية بمقابلة طبيب نفسي أو أخصائي نفسي أو غيرهم من متخصصي الصحة العقلية. قد يشمل العلاج الأدوية الموصوفة مثل مضادات الاكتئاب. في بعض الحالات، يوصى بفئات أخرى من الأدوية. تؤثر هذه الأدوية على الأشخاص بطرق مختلفة. فالدواء الذي يناسبك قد لا يعمل مع شخص آخر يعاني نفس الأعراض (3).
نوع آخر من العلاج يمكن استخدامه في بعض الحالات هو العلاج بالصدمات الكهربائية؛ إذ يُعد أحد أكثر علاجات الاكتئاب فعالية. يوصي بعض الخبراء بوجوب استخدامه عاجلاً وليس آجلاً - خاصةً مع الأشخاص الذين يعانون اكتئاباً غير معقد (3).
شعورك بانعدام اللذة لأي فعل أو نشاط سيؤثر حتماً على جودة حياتك وأدائك اليومي لذا لا تتردد بطلب المساعدة من مختص لتحديد المشكلة ومعالجتها.
المصادر:
2- Traumatic brain injury research update - Mayo Clinic [Internet]. Mayoclinic.org. 2019 [cited 27 April 2021]. Available from: هنا
3- Purdie J. Anhedonia: Symptoms، Treatment، and More [Internet]. Healthline. 2018 [cited 27 April 2021]. Available from: هنا