كتاب > ألـبومات
روائع من أدب المدينة الفاسدة (الجزء الأوَّل)
يُطلق مصطلح "ديستوبيا" على أدب المدينة الفاسدة، حيث يعمّ الظلم والشر، ويتجرّد المجتمع من إنسانيّته، وتُطلقُ يد الحكومات الشموليّة، ويؤول العالم عندئذٍ إلى كابوسٍ مستمرٍّ من القتل والقمع والفقر والمرض.
تندرج روايات "الديستوبيا" في قائمة أدب الخيال العلمي، لكنّها تتنبّأ بمستقبلٍ أسود ينهار فيه المجتمع وتتحلّل القيم الإنسانيّة، وتسقط المبادئ أمام سطوة الاضطهاد، أو أمام السعي لتقصّي سبل العيش بعد كوارث بيئيّةٍ مُتلاحقة.
في هذا الألبوم نستعرض تسعًا من أهم وأشهر الروايات التي كُتبَت تحت هذا الصنف الأدبي المُفجع.
يُعدُّ الكاتب (هربرت ويلز) الأبَ المؤسسَ لأدب الخيال العلمي. يعالجُ الكاتب في روايته (آلة الزمن) التي صدرت عام 1895 التفاوت الطبقي المستقبلي بين فئتين بشريّتين؛ تعيش إحداهما فوق الأرض وهم الأغنياء/ الآيلو، والأخرى تكيّفت للعيش تحت الأرض وهي الفقراء/ المورولوك. ويجري بين الطبقتين صراعٌ دامٍ من أجل البقاء.
يُصيب وباءٌ غامضٌ إحدى المدن، فيُصاب الناس بالعمى المفاجئ، فتنهار منظومة الأخلاق والقانون و تعمّ الفوضى، ويصبح الحصول على الطعام والدواء حُلمًا. يعرّي الكاتب (ساراماجو) في روايته (العمى) الأخلاقَ البشريّة، ويكشف النّزعة الحيوانية الكامنةَ في النفوس التي تظهر واضحةً في الأزمات والكوارث المدمّرة.
بعد ثورةٍ سياسيّةٍ دينيّةٍ مُتشدّدة تفقد (أوفرد) عائلتها، وتجد نفسها جاريةً في بيتِ مستبدٍّ لا قيمة للمرأة فيه إلا إذا أنجبت طفلًا، وتتلاشى قيمتها أكثر حين تجد نفسها تصلي ليمنحها السيد هذه الميزة. روايةٌ مؤلمةٌ عن قيمة المرأة العاملة مسلوبة الحقوق في مستقبلٍ مرعبٍ يُحتمل وقوعه
في هذه الرواية يحكمُ العالمَ كلَّه نظامٌ شموليٌّ يجدُ في الكتب عدوًّا يجب التخلّص منه بالحرق على درجة حرارة 451 فهرنهايت، وهنا ينبري بعض المثقفين لصون التراث الإنساني من الهمجيّة العابثة. يحيّي الكاتب (راي بادبري) دور الأدبِ في إنقاذ العالم، وإعادة الإنسان إلى طبيعته بعيدًا عن جنون الآلة ووحشيّتها.
يقدّمُ الكاتبُ في روايته (1984) صورةً قميئةً للديكتاتوريّة التي يسود فيها حكمُ الحزبِ الواحد والرّجلِ الواحد، هذا النّظام الذي يضمن مصالح القائدِ وزبانيتِه ويرمي الفتاتَ للشّعب الخانع. تغسلُ الدّولة بمنهجيّةٍ صارمةٍ دماغَ الشّعب ليقدّمَ واجبَ الطاعةِ للدولة مع ثقةٍ عمياء بجلادهم.
في المدينة الفاسدة تُسلب حرية المواطنين ويُعتقلَون دون جريمةٍ واضحة. وفي المدينة الفاسدة ينزل العقاب بحق الأبرياء نتيجةً لافتراءٍ أو وشايةٍ بغير حقٍ، وهذا ما حصل مع (جوزيف ك) بطل رواية (المحاكمة) الذي يجد نفسه مخفورًا من بيته مسجونًا ليُحاكم بذنبٍ لا يعرفه ولا تذكره الرواية
روايةٌ عن عالمٍ غريبٍ تنتفي فيه الأسرة ويحل محلها مراكز لتفريخ الأجنّة البشرية التي تُصنَّفُ بعد تفقيسها وتُوظَّف بحسب احتياجات المجتمع الذي تنعدم فيه المشاعر الإنسانية وتطغى فيه لغة الاستبداد والتوجيه الممنهج لهذه القطعان البشرية التي لاتجد في معاملتها أدنى درجات الإنسانية
يضع الكاتب في روايته (يوتوبيا) تصوّرًا سوداويًّا لمصر في مستقبلٍ قريبٍ عام 2023 م، ينقسم المجتمع في ذلك الوقت إلى فئتين متناحرتين؛ أغنياء وفقراء.
تتفشى في إحداهما عادة الصيد البشري الجائر، وتترسخ عندهم المفاهيم الحيوانية. ويقابل الكاتب بين هذا المجتمع ومدينة (يوتوبيا) الفاضلة حيث يرفل المترفّهين في حماية قوات المارينز الأميركية
ترزح مصر تحت نير احتلالٍ غامضٍ يعيش الأهالي في كنفه جحيمًا يوميًّا نتيجة القتل العشوائيّ؛ وهنا تتولى فلول الشرطة القديمة قيادة المقاومة الشعبية فيقع الأبرياء بين مطرقة الثورة وسندان الثورة المضادة