الهندسة والآليات > الادارة الهندسية
العمل السليم في المكتب السليم
يمثل العاملون في المجال المكتبي (الموظفون الذي يعتمد عملهم على الجلوس في المكاتب أمام الكمبيوتر طوال اليوم) الشريحة الأكبر في معظم المؤسسات الحكومية والخاصة. وقد يتصور البعض أن هذا النوع من العمل مريح ولا يحوي أي مخاطر صحية. لكن الدراسات في هذا الخصوص أثبتت غير ذلك.
المكتب الغير سليم من الناحية الصحية والمهنية يعد خطير جدا على صحتنا وسلامتنا مثل خطر العمل بمواد كيميائية حارقة. فعلى سبيل المثال أذا كان المكتب يعاني من سوء الإضاءة فمن الممكن أن يسبب مشكل جدية بصحة العين. أو إذا كان هناك مصدر لضجيج معين من الممكن أن يؤثر ذلك على صحة الأذن. وهكذا.. هذا المقال اليوم سوف يقوم بعمليه شرح مفصل عن المخاطر التي يواجهها العاملون في المجال المكتبي الذين يعملون على الحاسوب لفترات طويلة.
بعد انتهاء ساعات الدوام يغادر الموظف العمل وهو يشعر بالتعب والألم، وجاء في إحدى الاحصائيات أن 24 في المائة من الموظفين في المملكة المتحدة يصلون إلى بيوتهم بعد ساعات الدوام مثقلين بالآلام والأوجاع، ونتيجة لذلك يضطر بعضهم لتغيير عمله، ولكن آخر دراسة في هذا الجانب أظهرت انه لا حاجة لتغيير العمل، حيث أوضحت الوسائل التي يمكن عن طريقها الوقاية من الآلام الناتجة عن مزاولة العمل المكتبي، بل جعل الإنسان يستمتع بأداء عمله.
من أساسيات العمل المكتبي الحديث هو الطباعة على الكمبيوتر. لكن الطباعة المتكررة وبدون فترات راحة (وبالأخص عند استخدام الكمبيوتر المحمول) تؤدي إلى التهاب الأعصاب والأربطة والمفاصل، فيشعر الإنسان بألم في رسغ اليد. فالوقاية تكون بأخذ فترات استراحة.
أما العلاج فقد كشفت عدد من الأبحاث أن ممارسة تمارين التمديد العضلات (مطمطة) أو باللغة الانكليزية (stretching) لعلاج ناجع لهذا الألم. حيث اختفت الآلام بعد شهرين بنسبة عالية عند الأشخاص الذين مارسوا تمارين تمديد العضلات مرتين في الأسبوع. فتمارين تمديد العضلات تزيد من قوة ومرونة العضلات والأربطة.
أما بالنسبة للذين يستخدمون فأرة الكمبيوتر لمدة 20 ساعة في الأسبوع، فإن خطر إصابتهم بآلام في الرسغ سيتضاعف، ولتجنب هذه المشكلة يجب وضع الفأرة قريبة من الجسم ما أمكن حتى لا يضطر الموظف لمد الجزء الأعلى من ذراعه ليصل إلى الفأرة.
-----------
-----------
المشكلة الثانية تتعلق بالنظر الطويل إلى شاشة الكمبيوتر، فذلك يؤدي إلى الشعور بالصداع، وتشوش النظر. ويعتقد الكثيرون أن سبب هذه الأعراض هي الحساسية ولكن ذلك يكون ناتجاً عن إجهاد العينين. ويعاني 70 في المائة من موظفي المكاتب من أعراض متلازمة النظر إلى الكمبيوتر، وقد تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بأمراض الجل وكوما (المياه الزرقاء) في المستقبل. والمشكلة الأساسية أن عيون مستخدمي الكمبيوتر تطرف بما يقل بنسبة 77 في المائة من القدر المطلوب.
والحل في منتهى البساطة ويتلخص في منح العينين راحة كل 15 دقيقة بالطرف والنظر بعيداً عن الشاشة. وينبغي وضع الشاشة على بعد 20 إلى 26 بوصة من الوجه وتكبير الخط لتسهيل قراءة النصوص. و ذلك لأن الدراسات أثبتت أن النظر في الشاشة من مسافة قريبة جداً يجهد العينين لأنه يقلص عضلات العينين ويجعل العينين تتقاطعان.
----------------
-------------
أما بالنسبة للرقبة، وجدت دراسة أن 66 في المائة من موظفي المكاتب يعانون من آلام في الرقبة. وذلك في الغالب لأن سماعة الهاتف تثبت بين الكتف والأذن، ويقول الدكتور ادوارد توريلو، الناطق باسم الأكاديمية البريطانية لجراحة التقويم يسبب تثبيت سماعة الهاتف بهذه الطريقة إلى تشنج عضلات الرقبة. ويمكن تفادي هذه المشكلة باستخدام السماعات التي تثبت على الرأس. وبمجرد الانتقال إلى هذه الطريقة في استخدام الهاتف سيشعر المستخدم بالتحسن بعد أسبوعين فقط.
كذلك تؤدي ممارسة تمارين خفيفة للعنق والكتفين بانتظام إلى تقوية عضلات العنق. وكشفت دراسة نشرت حديثاً أن النساء اللائي قمن بتمارين للرقبة والكتفين بمعدل مرتين في الأسبوع قلت عندهن آلام العنق وتصلبها بدرجة ملحوظة خلال ثلاثة أشهر.
------
-----------
أما ارتفاع الكرسي ومساحة المكتب، ومدى ملائمة المحيط المكتبي للموظف، كل هذا قد يؤدي إلى مخاطر في بيئة العمل او ما يدعى مخاطر ايرجونومكية من حيث عدم توافق طول الموظف وتركيبته الجسمانية وبدوره يؤدي إلى الأوجاع في عضلات اليد والرجل. ويكمن الحل في التأكد من تغيير وضع الكرسي والكمبيوتر بالشكل المناسب، ووضع سند للقدمين تحت الكرسي أذا لزم الأمر. ويجب على رب العمل توفير المكتب والكرسي المناسب لبعض الحالات الخاصة.
إذا العمل المكتبي يحوي على بعض المخاطر الصحية الخفية والتي إذا تم التعامل معها من البداية وبالشكل المناسب فإنها تجنب الفرد الكثير من الآلام المزمنة عل المدى الطويل.
دمتم جميعا بصحة وسلامة
غيث خباز
المصدر:
مصدر الصور