الطحالب؛ أوكسجين الأرض

وأنت تتنفس بينما تقرأ هذه الكلمات؛ لا بد أنك ستفكر بالأوكسجين – الغاز الذي يشكّل قرابة 21% من الغلاف الجوي للأرض– وستظن بالتأكيد أنّه يأتي نتيجة عملية التركيب الضوئي للأشجار والنباتات على اليابسة، لكن هذا بعيد عن الواقع بعض الشيء؛ لأنّ مصدر معظم الأوكسجين على الأرض يأتي من كائنات حية تعيش وعاشت منذ الأزل في المحيط، إنها الطحالب! (1).

تنتج الطحالب ما يزيد عن 50% من إجمالي إنتاج الأوكسجين على الأرض (2)، وقد تصل النسبة إلى 80% (3)، ما يكفي لنقرّ بأنّ الحياة على الأرض تعتمد اعتمادًا كبيرًا عليها. 

أمّا عن ماهية الطحالب، فليس هناك تعريف محدد لها لا سيما مع الجدل الدائر في الوسط العلمي عن تعريفها إن كانت نباتات أو لا (2)، لكن يمكن القول إن الطحالب كائنات حية دقيقة غالبًا، يمكنها إجراء عملية التركيب الضوئي المنتجة للأوكسجين (2,4). ويُقدّر عدد أنواع الطحالب الحيّة بـ 30 ألف إلى مليون نوع، وتذهب بعض التقديرات أبعد من ذلك لتصل حتى مئات الملايين من أنواع الطحالب، لكن لا يمكن الجزم بالعدد الدقيق أو التقريبي؛ لعدم اليقين إن كانت هذه الأنواع الموصوفة تندرج في فئة الطحالب أو لا (5).

ومن الجدير ذكره أنه على الرغم من أنّ الطحالب المحيطية تنتج ما لا يقل عن 50% من الأوكسجين على الأرض، لكنّ الحياة البحرية تستهلك معظم هذه الكمية، كذلك فإنّ قسمًا من هذا الأوكسجين يُستهلك نتيجة تحلل النباتات والحيوانات الميتة في المحيط، ما يؤدي إلى نشوء مناطق ميتة ذات تراكيز أوكسجين منخفضة جدًّا، تضر الحياة البيئية البحرية (3).

المصادر: