كليتيك بحاجة للمياه أكثر مما تتخيل

من المعروف أن الإنسان لا يستطيع العيش لأكثر من بضعة أيام دون شرب الماء، ومن الواضح أيضًا أن الأفراد المتواجدين في المناخات الجافة والحارة وممارسي التمارين الجسدية الشاقة  بحاجة لشرب كميات أكبر من الماء (1)، إذ أن التمارين الشاقة تزيد من تروية العضلات الفعالة، بينما تقل تروية بقية الأعضاء مثل الكلية؛ إذ تقل ترويتها إلى حوالي 25% من نسب التروية الطبيعية، وتسبب أيضًا التمارين المجهدة ارتفاع حرارة الجسم بسبب زيادة الاستقلاب مما يزيد من معدل التعرق، بالإضافة إلى نقص حجم السائل خارج الخلوي (2).

ويُشير التجفاف إلى الفقد المفرط لسوائل الجسم عبر عدة طرق مثل الإسهال، أو التعرق، أو التبول، ومن الممكن أن يؤدي إلى صدمة نقص الحجم نتيجة خسارة الماء وأملاح الجسم، ومن المعروف أن التجفاف يتسبب بخلل وظيفي كلوي حاد والذي كان يعتقد سابقًا أنه عكوس ولا يترافق مع تأثيرات كلوية طويلة الأمد (3).

ويمتلك التجفاف العديد من التأثيرات الكلوية التي تؤدي إلى زيادة كثافة البول نتيجة تفعيل هرمون الفازوبريسين Vasopressin (أو ما يعرف بالهرمون المضاد لإدرار البول)، وهو هرمون يتشكل في الوطاء و يُخزن في القسم الخلفي للغدة النخامية ويتحرض إفرازه نتيجة نقص حجم الدم الناتج عن الفقد المفرط لسوائل الجسم، ويساهم بدوره في المحافظة على أسمولية مصل الدم Serum osmolality، ويُسبب أيضًا التجفاف تقبض وعائي داخل كلوي ناتج عن النقص المفاجئ في التروية الدموية الكلوية مع الحفاظ على معدل الرشح الكبيبي الطبيعي Glomerular Filtration Rate (GFR)، وفي حال نقص حجم الدم الواصل إلى حدٍ كبير فإنه يترافق مع انخفاض معدلات الترشيح الكبيبي (3). 

 وبيّنت أيضًا إحدى الدراسات المجراة على مجموعة من المزارعين في حقول قصب السكر أن التجفاف الذي عانى منه المشاركون نتيجة العمل بالظروف الجوية الحارّة لساعات طويلة ترافق مع انحدار بالوظيفة الكلوية ومعدّلات الرشح الكبيبي على المدى البعيد، مما قد يشكل عامل خطورة للإصابة بالداء الكلوي المزمن (4). 

المصادر: