التعليم واللغات > اللغويات العامة
لماذا ينظر الأطفال والرُّضَّع إلى حركات من حولهم؟
أجرى المعهد الفني الوطني التابع لمعهد روتشستر للتكنولوجيا للصم أبحاثًا لدراسة المكان الذي ينظر إليه الأطفال عندما يستخدم شخصٌ ما لغة الإشارة. درس الباحث البروفيسور المساعد راين بوسورث Rain Bosworth والخريج آدم ستون Adam Stone المعرفة المبكرة عند الرضع والأطفال الصغار بتسجيل أنماط نظرهم في أثناء مشاهدتهم لمؤثِّرٍ ما، وكان الهدف معرفة ما إذا كان الطفل من عائلة تستخدم اللغة المنطوقة أم لغة الإشارة (1).
اختبر الباحثان مجموعتين من الرضع والأطفال مختلفين في لغتهم الأم، فكانت النتيجة أن المجموعة الأولى تسمع الوالدين الذين يتكلمون الإنكليزية ولا يستخدمون الإشارات، أما المجموعة الثانية فكانت تستخدم الإشارات في البيت. لكن الأطفال في المجموعتين كلتيهما كانوا يتمتعون بسمع طبيعي، وشاهدت إحدى المجموعات لغة الإشارة أول مرة في المختبر في حين كانت المجموعة التي تعاملت مع لغة الإشارة على دراية بها (1).
وأظهرت الدراسة أن الرضع والأطفال الذين لا يستخدمون لغة الإشارة نظروا إلى مناطق تسمى مساحة الإشارة أمام الجذع -وهي المساحة التي يستخدمها المؤشِّر بلغة الإشارة- وعادة ما تُسجَّل حركات اليدين في أثناء هذه الدراسات باستخدام نظام تتبُّع يعمل بالأمواج فوق الصوتية (1, 2).
توجد اليدان في الغالب في هذه المنطقة ما يقارب 80 بالمئة من الوقت عند الإشارة، ونظر كلٌّ من الرضع والأطفال إلى وجه الذين استخدموا الإشارة وبالكاد كانوا ينظرون إلى اليدين. ووفقا للنتائج وما قاله أحد الخبراء فإن الأطفال من سن خمسة أشهر تقريبًا يلاحظون لغة الإشارة (1).
ووفقا لما قاله بوسورث هذا هو أقرب دليل نعرفه عن تأثيرات التعرض للغة الإشارة؛ إذ إن من لا يستخدمون لغة الإشارة ينظرون إلى الأيدي ومستخدمو الإشارة لا ينظرون إلى الأيدي، ويُعتقد أن مستخدمي لغة الإشارة ينظرون إلى الوجه لأنهم يعتمدون على رؤية عالية التطور وفعالة. أما الرضع ممن هم ليسوا على دراية بلغة الإشارة فينظرون إلى أيدي المؤشرين في مساحة الإشارة ربما لأن هذا ما يميزهم عن طريق الإدراك، وأضاف بوسورث أن سببًا آخر يمكن أن يُفسِّر لماذا يُبقي الأطفال نظرهم على وجه من يستخدم لغة الإشارة وذلك لأنهم يفهمون أن الوجه مهم للتفاعلات الاجتماعية كالضحك والحزن والغضب (1).
يبدأ الرضع باستخدام اللغة في وقت مبكر من حياتهم بغض النظر ما إن كانت منطوقة أم بالإشارة؛ إذ يُجزئون الكلمات للوصول إلى مفردات لها معانٍ وللحصول على بنى نحوية. وأكدت الدراسات أن اكتساب اللغة متشابه بين الأطفال الذين يكتسبون لغة الإشارة أو لغة النطق، ومع ذلك، ونظرًا إلى أن لغة الإشارة تحتاج إلى متطلبات مختلفة بخصوص الانتباه البصري والتحكم في النظر مقارنة باللغة المنطوقة، فإنه من المنطقي أن يختلف تطوير تحكم النظرة الحسية حسب نوع التواصل المستخدم (1).
يمكن للأطفال تقييم لغة الإشارة وربطها بالعالم المرئي عن طريق مرونة الانتباه بالنظر إلى المشهد الحي لبيئة التعلم، ودراسة عمليات تعلم الكلمات لدى الأطفال الصم الذين يكتسبون لغة الإشارة يمكن أن تثري فهمنا لكيفية تكييف جميع المتعلمين مع الآليات الأساسية لتعلم الكلمات (3).
المصادر:
2. Bosworth R, Wright C, Dobkins K. Analysis of the visual spatiotemporal properties of American Sign Language. Vision Research. 2019;164:34-43. URL: هنا
3. Lieberman A, Fitch A, Borovsky A. Flexible fast‐mapping: Deaf children dynamically allocate visual attention to learn novel words in American Sign Language. Developmental Science. 2021;:13166. URL: هنا