مقابلة حصرية مع فريدريك نيتشه

إنَّه 15 أكتوبر/ تشرين الأول؛ يومٌ عظيم نحتفل فيه بعيد ميلاد الفيلسوف الألماني فريدريك فيلهيلم نيتشه (1844- 1900 Friedrich Nietzsche) صاحب النظرة الغامضة والشارب المميز والفلسفة التي طالما أثارت الجدل وأُسيء فهمها. 

وفي هذه المناسبة كان لنا شرف اللقاء معه لنسأله عن أكثر المواضيع الجدلية التي طرحها من خلال فلسفته عن طريق مراسل الباحثون السوريون.

فلتخبرونا عن أكثر الأفكار التي تعجبكم في فلسفته..

"إنَّ الإله مات ونحن الذين قتلناه" من أكثر أقوالك إثارةً للجدل، فكيف تفسر موت الإله لنا؟

إنَّها فكرةٌ تفتح أعيننا على عالم دون معايير ثابتة؛ فبموت الإله تخليصٌ للأفراد من ارتباطاتهم الميتافيزيقية والتوجه بهم نحو العلم و/أو الأخلاق، وإنَّ ما عنيته ليس موت الإله بذاته، وإنَّما كيفية تفاعلنا مع هذه الفكرة (1).

والآن، أخبرنا من السوبرمان ومتى سيظهر؟!

لدي نفورٌ شديد من عبادة الأبطال، ولن نرى الآلهة البشر إلا بغياب أنصاف الآلهة. فالإنسان المتفوق؛ تسميةٌ شعرية للأفراد العظماء الذين تساموا إلى أقصى الحدود البشرية، وهذا المجيء يتطلب صلابة حديدية نقطفها بالتدريب وخَلْق الظروف الممكنة جميعها لولادة هذا الإنسان (2).

هناك التباسٌ اليوم حول كونك عدميًّا أم لا، فما العدمية بالنسبة إليك؟

العدمية تجربة واعية يختبِر فيها الفرد التنافر بين حاجته إلى وجود معنى وإدراكه بأنَّ العالم عبثي ولا معنى له، تجبرنا هذه العدمية على البحث عن الحقيقة مع إدراكنا بأنَّها ليست موجودة (3).

العود الأبدي إحدى أهم أفكارك، كيف تصفها لنا؟

إنَّ الأحداث في العالم جميعها تكرر نفسها في التسلسل نفسه من خلال سلسلة أبدية من الدورات، بالإضافة إلى أنَّها تجربة فكرية عملية لاختبار حياة الفرد ما إذا كانت جيدةً أم لا؛ أي تخيل عودة لانهائية إلى الحياة، إنَّ ردود فعلك العاطفية تكشف ما قيمة حياتك (4).

"من أي النجوم سقطنا لنلتقي معًا هنا"، حدثنا عن نيتشه العاشق؟

التقيتُ الجميلة الذكية لو سالومي في ساحة القديس بطرس، لقد كنَّا أصدقاء، وجمعتنا نقاشات فلسفية كثيرة، وإنَّ لحظات سرد أفكاري لها هي لحظات ثقة وحميمية؛ لذا أردتُ أكثر من صداقةٍ معها، ولكنَّها رفضت العلاقة وتزوجت صديقي بول ري (5).

ماذا يعني لك كلٌّ من الموسيقي فاغنر والفيلسوف شوبنهاور؟

كانت موسيقا فاغنر ملهمة جدًّا، لقد جمعتنا علاقة قوية، وأعدها أفضل أيام حياتي. أما شوبنهاور فكان أبرز من ألهمني في الفلسفة وأضاف إلى مساري الأكاديمي في الفيلولوجيا دكتوراة في الفلسفة (4)، وهكذا أشعلت موسيقا فاغنر خيالي وأثارت فلسفة شوبنهاور حماستي.

في نهاية حديثنا الشيق -سيد نيتشه- بماذا تنصح قراء هذا العصر؟ 

قد يبدأ بعض القراء بهكذا تكلم زرادشت، ولا أحبذ ذلك، والأجدى لهم أن يبدؤوا بأعمال أقل تعقيدًا مثل؛ الفجر وإنسان مفرط في إنسانيته والعلم المرح، بالاستعانة بالشروحات الأكاديمية.

المصادر: