الكيمياء تجمع رونالدو وميسي!

تحتل كرة القدم الصدارة في قلوب الملايين من متابعيها، و تُعد من الرياضات الأشهر في تاريخ العالم لما تحققه من إثارة ومتعة بين صفوف جماهيرها، وربما ستتساءل عند قراءتك العنوان؛ ما علاقة الكيمياء بلاعبي كرة القدم؟!

تعال ننتقل معاً إلى ملعب الكيمياء لنتعرف على الإجابة. 

صُنعت قمصان لاعبي كرة القدم في الماضي من القطن أو المواد الصوفيَّة، لكن رفعها لدرجة حرارة أجسام اللاعبين وامتصاصها للعرق جعل ارتداءها غير مريحٍ في أثناء اللعب (1).

وطوَّر الكيميائيون العديد من الخيوط التركيبية التي دخلت في صناعة الألبسة؛ مثل البولي إستر (Polyester) المعروف بـ "البوليستر"؛ الذي يمثل طيفاً واسعاً من جزيئاتٍ ضخمة تدعى البوليميرات، وهي تتشكل بعملية البلمرة (polymerisation)  لجزيئات صغيرة تُدعى المونوميرات، وكلمة مونومير تعني أحادي الجزء؛ في حين تعني كلمة بوليمر متعدد الأجزاء (2,3).

والآن؛ لنلقِ نظرة أقرب إلى المواد التي يصنع منها قميص لاعب الكرة.

يصنع القميص من البولي إستر؛ إما وحده، أو مع خليط من خيوط أخرى مثل الإيلاستان (Elastane) المعروف تجاريَّاً باسم سباندكس (Spandex)؛ والمتعارف عليه في مجتمعنا باسم "الليكرا"، ويُستخدم هذا الخليط لمزاياه العديدة التي يُكسبها للقميص؛ فالبولي إستر يتمتع بالمتانة وخفة الوزن ومقاومة التجعُّد، ويمتص الماء بقرابة (0.4%) من وزنه فقط؛ سامحاً للعرق بالتبخر عوضاً عن امتصاصه، ولهذا السبب؛ يشار إليه على أنه نسيج فتل؛ أو أنه قماش قابل للتنفس (يسمح بمرور الهواء).

في حين أن الإيلاستان غير قابل للتنفس (لا يسمح بمرور الهواء) مثل البولي إستر، ولكن له خصائص مفيدة أخرى؛  فيمكن شده إلى ما يقارب (600%)  قبل أن يتمزق، وهي سمة مفيدة جداً في اللعبة؛ إذ إن شد القميص أمر شائع، وهذه السمة تمنحه سهولة في العودة إلى شكله الأصلي في حال الشد (4-1).

أما الأسماء والأرقام وشعارات الرعاة؛ فتُصنَّع من البولي يوريثان (polyurethane) -وهو من البوليمرات أيضاً- وتُلصق حراريَّاً على قميص اللاعب (1).

من المُرجَّح أنك لن تتذكر هذه الأسماء أو المركبات عند مشاهدتك مباراة في المرة القادمة، لكننا نسعى لتذكيرك أن الكيمياء ستكون -دوماً- جزءاً من اللعبة.

المصادر: