اليوم العالمي للمدن (2021) - تكييف المدن لمواجهة تغير المناخ

تهدف الأيام العالمية إلى رفع مستوى الوعي بالقضايا العالمية المهمة، وتوجيه الجهود السياسية والموارد لمواجهة هذه القضايا إضافةً إلى الاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها (1,2). 

وقد حدَّدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 31 تشرين الأول (أكتوبر) يومًا عالميًّا للمدن (1,2)؛ دعوةً للاتحاد وتشجيع التعاون الدولي لمواجهة تحديات التحضر والمساهمة في التنمية الحضرية المستدامة على مستوى العالم (2).

اختيرت قضية "تكييف المدن لمواجهة التغير المناخي" لتكون الموضوع الرئيسي لليوم العالمي لسنة 2021م (3)؛ إذ تعاني المدن في جميع أنحاء العالم من تفاقم تداعيات التغير المناخي، مثل الفيضانات والجفاف وارتفاع مستوى سطح البحر وموجات الحر والانهيارات الأرضية والعواصف، ومن المتوقَّع أن تتأثر قرابة 130 مدينة ساحلية تضم أكثر من مليون نسمة بالفيضانات الناتجة عن ارتفاع مستوى سطح البحر، ويُتوقَّع أيضًا أن يكون قرابة مليار شخص في المستوطنات الحضرية العشوائية عرضةً لخطر هذه التداعيات على وجه الخصوص (2,3).

إنَّ إنشاء مجتمعات أكثر استدامة قادرة على التكيف مع التغير المناخي يتضمَّن معالجة مجموعة من القضايا بما في ذلك رفع مستوى المعيشة وتأمين الخدمات الأساسية وخصوصًا في العشوائيات، وتوفير سكن ملائم، والاستثمار في البنية التحتية، وإدارة النظم البيئية، ممَّا يجعل من المدن القادرة على مواجهة هذه المشكلات أماكن أكثر أمانًا بالنسبة لمخاطر التغير المناخي (2,3). 

تُعِد منظمة اليونسكو البحوث وتدعم البرامج الحضرية لسنوات عديدة، وتشارك أيضًا في البرامج التي تركِّز على المجتمع الحضري والتي تُحدث تغييرًا إيجابيًّا على أرض الواقع (1)؛ إذ يوفِّر التحضُّر قدرًا أكبر من المساواة بين السكان بما في ذلك الوصول إلى الخدمات والفرص الجديدة (2).

حتى العام 2009م كان عدد سكان المناطق الريفية أكبر من عدد سكان المناطق الحضرية على المستوى العالمي، أما اليوم يعيش قرابة 55% من سكان العالم في البلدات والمدن، ومن المتوقَّع أن يصل هذا الرقم إلى ما يقارب 70% بحلول العام 2050م، ومن المتوقَّع أن تشهد آسيا وأفريقيا جلَّ هذا النمو، وخاصة في الصين والهند ونيجيريا حيث معدلات الخصوبة المرتفعة (2).

فهل ستتمكن المدن من مواجهة التغير المناخي في ظل نسب التحضر الكبيرة التي نشهدها؟

المصادر: