كورونا والسكري والستيروئيدات؛ ثلاثي يؤدي إلى التهاب فطري صاعق

ثمة العديد من التحديات التي تواجهنا من خلال علاج مرض COVID-19، ومن تلك التحديات الإصابة بفطار الأغشية المخاطية أو ما يدعى بالفطر الأسود (mucormycosis)؛ وهو مرض نادر ولكنه خطير ومميت، ويصيب عادة المرضى الذين يعانون مناعة ضعيفة (1). 

ولكن ما علاقة الستيروئيدات والسكري وCOVID-19 بهذا المرض؟!

استُخدمت الستيروئيدات السكرية على نطاق واسع لتقليل الإقامة في المشفى وتقليل نسبة الوفيات المرتبطة بالـ COVID-19، إذ أُدخل كلا من الديكساميتازون والبريدنيزولون في معظم بروتوكولات علاج COVID-19 ولاسيما في الحالات التي تتراوح من المتوسطة إلى الشديدة. ولكن بسبب الطبيعة المثبطة للمناعة للستيروئيدات، يصبح المرضى أكثر عرضة للإصابة بعدوى ثانوية (2). 

أما بالنسبة لمرض السكري، ورغم أنّه ليس عامل خطر في حد ذاته للإصابة بالـ COVID-19؛ ولكن المرض الشديد والنتائج السلبية يكون احتمالها أكبر عند الأفراد المصابين بالسكري. وعلى العكس من ذلك، يمكن أن تؤدي الإصابة بالـ COVID-19 إلى سوء ضبط السكري، ويمكن أن تؤدي بعض علاجاتها (مثل الستيروئيدات) إلى تفاقم ارتفاع السكر في الدم (2).

لذلك فإن التأثيرات المناعية للكورتيكوستيروئيدات، مع اعتلال الشعيرات الدموية في السكري، واحتمال الإصابة بخثرة محيطية دقيقة في COVID-19 توفر الوسط المثالي للإصابة بفطار الأغشية المخاطية (2).

وعادة ما تتواجد هذه الفطريات كمُعايش commesnal في الغشاء المخاطي للأنف، وفي حالات التثبيط المناعي مثلاً، فإنّه يغزو الجوف الأنفي والجيوب والحنك والحجاج والدماغ مؤديًا في معظم الأحيان إلى الموت. لذا من الضروري عند الاشتباه بالمرض إيقاف جرعة الستيروئيد أو تخفيفها -إذا كان ذلك ممكنًا- والبدء بـ  amphotericin B أو voriconazole وهي أدوية مضادة لهذا النوع من الفطور(2).

ومن المهم قبل إعطاء الستيروئيدات إجراء فحص شامل لتقييم عوامل الخطر وإجراء تحاليل دموية تتضمن تعداد الدم الكامل (CBC) وقيم الغلوكوز في الدم وقيم الشحوم (3).

المصادر: