ما هو عدم الإنجاب الإرادي؟

شاع على مدار الثلاثين عاماً الماضية مصطلح عدم الإنجاب الإرادي، وتناولته عديدٌ من المقالات الصحفية الالكترونية، ونُشرت العديد من الأوراق البحثية الأكاديمية عنه، مما دعا إلى تخصيص قدرٍ كبيرٍ من الأبحاث لفحص شخصيات الأشخاص الذين ليس لديهم أطفالاً طوعًا، ودوافعهم وانتشارهم، وعوامل الخطر، وصحتهم الجسدية والعقلية.

وعليه يشير مصطلح عدم الإنجاب الإرادي إلى الأشخاص القادرين على الإنجاب لكنهم اختاروا طواعيةً عدم الإنجاب، وقد وُصفوا من خلال عددٍ من المصطلحات المختلفة نذكر منها:

أشخاصٌ من دون أطفالٍ طواعيةً voluntarily childless، أشخاصٌ من دون أطفالٍ عمدًا intentionally childless، ليس لديهم أطفالاً باختيارهم childless by choice، من غير أطفال unchilded، ليست أمًا non-mother، ليس أبًا non-father، ولا يملك طفل without child

(1).

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الأفراد والأزواج يختارون عدم الإنجاب طواعية. بعض الأسباب الرئيسية التي يقدمها الناس للتخطيط للبقاء بلا أطفال تشمل: القلق بشأن الزيادة السكانية، والتكلفة العالية لتربية الأطفال، والعبء الذي يتحمّله الأهل من خلال الحد من الحرية الشخصية أو الاستقلال وزيادة قدرتهم على التركيز على الأنشطة الترفيهية والاجتماعية، والرغبة في التركيز على مهنة الفرد أو علاقته بشريكه.

كذلك فإنَّ هنالك أسباب أخرى مثل عدم النظر إلى مسؤوليات تربية الأطفال اليومية على أنها جذابة أو تحقق الاستقرار المالي. وقد وجدت الدراسات عديداً من الاختلافات بين الجنسين في أسباب اختيار عدم الإنجاب الطوعي لكن النتيجة واحدة. فكثيراً ما حدد الرجال في دراستهم العواقب المحتملة التي قد تترتب على الأبوة والأمومة في حياتهم اليومية وعاداتهم وهواياتهم. بالمقابل، اتخذت معظم النساء في الدراسة القرار على نحوٍ نموذجي . على سبيل المثال، شعرت إحدى المشاركات أن عدم إنجاب الأطفال هو الشيء المسؤول الذي يجب القيام به، لكن أبلغت بعضهن عن تفسيراتٍ إضافية تشمل الرغبة في الحفاظ على الهوية الشخصية وعدم الاهتمام بالأطفال (2). 

ومن هنا ينبغي عدم الخلط ما بين عدم الإنجاب الإرادي وعدم الإنجاب اللإرادي، ففي حالة عدم الإنجاب اللإرادي؛ يريد الأشخاص أطفالًا ولكن لا يمكنهم الإنجاب لأسبابٍ خارجة عن إرادتهم مثل العقم وغيرها..

كذلك فإنها تختلف عن اللإنجابية التي تدعو إلى التخلي عن إنجاب الأطفال بهدف إحداث انقراض للبشرية اعتقادًا من أنصارها أن جميع المشكلات البيئية والحروب وغيرها هي في الغالب من صنع البشر (3).

المصادر: