اكتشاف معدن جديد في صعيد مصر - قيمة مضافة للمخزون العلمي الجيولوجي

تعدّ الفلزات ركناً أساسياً من أركان الجيولوجيا، إذ تمثل الشكل الطبيعي لوجود المواد في الطبيعة، ومع السعي الدائم والدؤوب للعلماء للبحث عن المزيد من المواد والأشكال الطبيعية لها يكتشف كل عام عدد جديد من الفلزات أو المعادن، يضاف إلى القائمة العالمية للفلزات والمواد.

وهذه المرة تأتي المساهمة من عالم عربي مصري باكتشافه فلزاً جديداً في أثناء إجرائه أبحاثاً في صعيد مصر، والتفاصيل في المقال الآتي.

يُضاف كل عام إلى قائمة المعادن أو الفلزات الجيولوجية المعروفة عدد جديد مكتشف، وتوثَّق هذه المعادن الجديدة من قبل الجمعية الدولية للمعادن The International Mineralogical Association IMA.

يعود الاكتشاف هذه المرة إلى العالم الجيولوجي المصري في جامعة المنيا المصرية، البروفيسور حسن حلمي، الذي اكتشف في أثناء أبحاثه فلزاً جديداً عرف بعد اعتماده وتصنيفه باسم بحريّيت Bahariyaite (1). 

سُمّي المعدن بهذا الاسم نسبة إلى المكان الذي اكتُشف فيه أول مرة، على الحافة الغربية للواحات البحريّة في الصحراء الغربية في مصر (2)، ومن الجدير بالذكر أنّ من الطرائق الشائعة لتسمية ما يُكتشف من فلزّات (معادن) هي تسميتها بأسماء مكتشفيها أو باسم المكان الذي عُثرعليها فيه أو وفقاً لبعض خصائصها الفيزيائية أو الكيميائية مع إضافة اللاحقة (ite) إليها (3).

التركيب الكيميائي للمعدن الجديد:

يشبه التركيب الكيميائي لهذا الفلز تركيب برمنغنات البوتاسيوم potassium permanganate KMnO4، الذي يُستخدم في المجال الطبي كمعقم ضد الجراثيم والبكتيريا وفي الأدوية الجلدية وكذلك فإن له تطبيقات بيئية كمعالجة مياه الشرب بالإضافة إلى استخدامه في العديد من المجالات الصناعية (4)، ويصنف وفقاً لتركيبه الكيميائي كأكسيد معدن.

الخواص الفيزيائية للفلز الجديد (2):

النظام البلوري: الرباعي القائم، أبعاد محاوره: a = 9.1186(6), b = 5.7224(6), c = 7.4332(5).

بيانات حيود المسحوق أو (حيود مسحوق الأشعة السينية XRD) وهو تقنية تحليلية سريعة تستخدم أساساً لتحديد مرحلة المادة البلورية (5,6):

الشكل (1): صورة لفلز باهارييت أو بحريّيت Bahariyaite مأخوذاً من الحقل (1).

يُظهِر لنا الشكل (1) صورةً لفلز بحريّيت الذي يتميز باللون القاتم المائل إلى السواد ولون مخدشه الأزرق الداكن، وهو قابل للانحلال في الماء ليعطي لوناً أرجوانياً، وكذلك فإنه أول معدن برمنغنات متساوي البنية مع الباريت.

لم تؤكَّد بعد أية معلومات عن كثافة أو قساوة الفلز الجديد؛ إذ مازال حديثاً جداً ولذلك يعدّ فرصة لبناء المزيد من الأبحاث حوله. 

قد يشكل فلز البحريّيت بديلاً طبيعياً لبرمنغنات البوتاسيوم الصناعي باهظ الثمن إذا توفر بكميات كبيرة؛ إذ يستخدم برمنغنات البوتاسيوم في الطب وصناعة الأسمدة والمبيدات والمنظفات ومجالات أخرى، كمركب صناعي مهم (4)، وبذلك قد يشكّل هذا الفلز مصدراً مهماً للاقتصاد بصفته خاماً طبيعياً، وبصفته بديلاً في السوق عن مادة باهظة الثمن.

ونبقى بانتظار المزيد من الأبحاث والمعلومات عنه في قادم الأيام.

المصادر: