نظارات فيسبوك الذكية Ray-Ban Stories

أطلقت فيسبوك (Facebook) نظارات ذكية يمكنها تصوير كل ما تراه، صُمّمت بواسطة شركة راي-بان (Ray-Ban) ويمكنها تحميل لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركتها مع الأصدقاء، وأطلقت عليها اسم "قصص راي بان" Ray-Ban Stories.

يتناول هذا المقال الحديث عن نظارات Ray-Ban Stories التي تُعدّ أُولى منتجات فيسبوك الذكية (1).

تسمح نظارات Ray-Ban Stories للمستخدمين بالتقاط الصور وتسجيل مقاطع الفيديو، إضافةً إلى إمكانية استقبال المكالمات والاستماع للموسيقى والمقاطع الصوتية؛ إذ تحتوي على كاميرا وسماعات وميكروفون.

وتتميز Ray-Ban Stories بأنها نظارة عصرية من حيث الشكل؛ إذ إنها تحمل تصميمَ النظارات المقدمة من شركة Ray-Ban، وهذا يُعدّ الاختلاف الأساسي الذي يميّزها عن مثيلاتها من النظارات الذكية المطروحة في السوق مثل نظارات غوغل ونظارات سناب شات. وعلى عكس ما توقع كثيرٌ من الأشخاص؛ فالنظارات الجديدة حاليًّا  لا تدعم الواقع الافتراضي (Virtual Reality (1.

تتوفر Ray-Ban Stories في 20 نوعًا مختلفًا، في أنماط Ray-Ban الكلاسيكية Wayfarer و Wayfarer Large وRound وMeteor، وبخمسة ألوان مع مجموعة من العدسات بحيث يمكن للمستخدم اختيار النمط المناسب. ويبدأ سعرها من 299 دولار أمريكي، ولا شك في أنه سعر جذاب جدًّا للمستخدمين جميعهم، خصوصًا أنها نظارة من Ray-Ban أولًا وأخيرًا، ولذلك فهي فاخرة إلى حد ما، وهي معروضة للبيع الآن في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وإيرلندا وإيطاليا وأستراليا (1).

الجدير ذكره أنّ مارك زوكربيرج Zuckerberg Mark (مؤسس فيسبوك Facebook) يصف Ray-Ban Stories بأنها "علامة فارقة على الطريق one milestone on the path" للوصول إلى نظارات الواقع المعزز Augmented Reality)*AR)؛ إذ أعلنت Facebook في عام 2020 عن مشروع Project Aria الذي يستخدم نظارات تدعم الواقع المعزز لرسم خريطة لتضاريس الأماكن العامة وبعض الأماكن الخاصة، وذلك لتحديد الموقع الجغرافي وتزويد مرتدي النظارات بالمعلومات اللازمة. كذلك قد ذكر Zuckerberg في مقطع فيديو أنّه يخطط لاستبدال الهواتف المحمولة في النهاية بنظارات Facebook الذكية (2,3).

بنية Ray-Ban Stories

يوفر جسم النظارة -وتحديدًا ذراعها- وصولًا إلى زر الطاقة وزر التقاط الصور، إلى جانب وجود سماعتين صغيرتين للاستماع للموسيقى، وتعتمد النظارة على كاميرتين بدقة 5 ميجابيكسل إلى جانب مؤشر LED يضيء في أثناء عمل الكاميرات، وذلك كي يعلم الآخرون أنّ المستخدم يلتقط صورة أو فيديو (1).

وتحتوي النظارة على ثلاثة ميكروفونات لتوفر نقلًا صوتيًّا أكثر ثراءً للمكالمات ومقاطع الفيديو مع خاصية إزالة الضوضاء المحيطة. وتُلتقَط الصور بالضغط مطولًا عبر زر التصوير، في حين أن الضغطة السريعة تتيح التقاط فيديو قصير مدته 30 ثانية. كذلك يمكن التحكم فى خصائص التصوير عن طريق الأوامر الصوتية.

وتوفر النظارات تطبيقَ Facebook View الذي يمكّن مرتديها من مشاركة قصصه وذكرياته بسلاسة مع الأصدقاء ومتابعي وسائل التواصل الاجتماعي؛ إذ يسهّل تطبيق Facebook View على نظامي iOS وAndroid استيرادَ المحتوى المُلتقَط على النظارات الذكية وتعديله ومشاركته إلى التطبيقات الموجودة على الهاتف: Facebook وInstagram وWhatsApp وMessenger وTwitter وTikTok وSnapchat وغيرها من التطبيقات، إضافةً إلى إمكانية حفظ المحتوى في ألبوم الكاميرا وتعديله ومشاركته من هناك (1).

وأما بطارية النظارة فهي تعمل حتى ست ساعات من الاستخدام "المعتدل" حسب وصف Ray-Ban وFacebook أيضًا (1).

المخاوف من Ray-Ban Stories

تقول فيسبوك إنها صممت Ray-Ban Stories مع مراعاة الخصوصية؛ إذ أضافت العديد من الميزات المضمّنة لتوفير التحكم وراحة البال لكلٍّ من مالكي الأجهزة والمارة. ولكن مع Ray-Ban Stories لا يمكننا دائمًا معرفة مَن يسجّل ومتى وأين يفعلون ذلك، وماذا سيحدث للبيانات التي يجمعونها. 

وعلى الرغم من وجود ضوء صغير يشير إلى أنّ النظارات تسّجل؛ ولكن قد تتعذر رؤيته من بعيد، إضافةً إلى أنه يصدر صوتًا ضعيفًا عندما يلتقط الشخص الذي يرتدي النظارات صورة، ولكن يصعب على الآخرين سماعه، وحتى ولو سمعوا ذلك فإن عدم معرفة ما ينوي شخصٌ ما فعله بالتسجيل قد يتسبب في قلق أي شخص لديه وعي بالخصوصية.

ووفقًا لإحدى المراجعات؛ يُعَدّ تطبيق Facebook View آمنًا، ولكنّ تحميل البيانات من خلال تطبيق View إلى تطبيقات التواصل الأخرى يجعل سياسة الخصوصية المطبقة غير واضحة. كذلك قد يخضع الأشخاص الذين يستخدمون Ray-Ban Stories لمراقبة إضافية؛ إذ أُعلِن أنّ تطبيق View يمكنه تسجيل الأوامر الصوتية لمرتدي النظارات ومشاركتها مع Facebook لتحسين تجربة المستخدم (2).

هوامش 

*الواقع المعزز Augmented Reality: معروف باسم AR، وهو تجربة تفاعلية ثلاثية الأبعاد تجمع بين العالم الحقيقي والعناصر المنشأة بواسطة الكمبيوتر في الزمن الحقيقي؛ إذ تُسقَط الأجسام الافتراضية والمعلومات في بيئة المستخدم الحقيقية لتوفر معلوماتٍ إضافية أو تكون بمثابة موجّه له، وذلك على نقيض Virtual Reality القائم على إسقاط أجسام حقيقية في بيئة افتراضية.

ويمكن للواقع المعزز أن يتجسد بعدة طرائق؛ مثل نظارات الواقع المعزز التي تجمع بين المحيط المباشر ورسومات الكمبيوتر، أو على شاشة الهاتف الذكي التي تفعل الشيء نفسه باستخدام كاميرا الهاتف لرؤية العالم والتعامل معه أمام المشاهد (4).

المصادر: