الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
هل يعاني أطفالك حساسية حليب البقر؟
حساسية حليب البقر المعروفة أيضًا باسم حساسية بروتين حليب البقر أو Cow’s Milk Protein Allergy (CMPA) هي استجابة غير طبيعية من جهاز المناعة في الجسم تجاه بروتين الحليب؛ إذ يُتعرَّف إلى البروتينات في حليب البقر بأنها عوامل خطر مُحتمل، مما قد يتسبب في تهييج الجهاز المناعي؛ فعند تناول حليب البقر يتعرف الجهاز المناعي بواسطة الأجسام المضادة إلى هذا البروتين ويتفاعل معه مما يؤدي لظهور أعراض الحساسية.
يحتوي الحليب على كلٍّ من الكازئين Casein (الذي يشكل خثارة الجبن) ومصل اللبن (مصل الحليب) Whey (الجزء المائي المتبقي عند إزالة خثارة الجبن)، ولكل منهما عدة بروتينات مختلفة، يمكن لأي منها أن يسبب هذه الحساسية (1,2).
أنواع حساسية حليب البقر:
هناك ثلاثة أنواع لحساسية حليب البقر تعتمد على كيفية تفاعل الجهاز المناعي:
الحساسية المتعلقة بالغلوبولين المناعي IgE:
الحساسية الفورية (الأعراض تظهر بسرعة) ناتجة عن الجسم المضاد للجلوبيولين المناعي E (المسمى IgE) عادةً ما تحدث أعراض الحساسية هذه في غضون دقائق من تناول حليب البقر أو حتى ساعتين بعد ذلك، يتوسط هذا النوع من الحساسية تدخل الغلوبولين المناعي.
الحساسية غير المتعلقة بالغلوبولين المناعي IgE:
يُعتقد أن الخلايا التائية T cells هي المحفز للأعراض، التي تظهر تدريجيّاً من 48 ساعة إلى أسبوع بعد تناول بروتين حليب الأبقار.
النوع الثالث الحساسية المختلطة مزيج من النوعين السابقين (1,2).
ما هي أعراض حساسية حليب الأبقار؟
يمكن أن تحدث مجموعة واسعة من أعراض الحساسية، وعادة ما تشمل الجلد والجهاز الهضمي والجهاز التنفسي، وتشمل هذه الأعراض:
الأعراض التي يتوسطها IgE:
- أعراض جلدية: حكة، واحمرار الجلد، وطفح جلدي مفاجئ وحكة (شرى إما في مكان واحد أو عموماً في كل مكان)، وتورم -في أغلب الأحيان- في الشفتين والوجه وحول العينين.
- أعراض مِعَدية-معوية: تورم في الشفتين أو اللسان أو الفك، وغثيان، وقيء، وألم بطني (مغص)، وإسهال.
- ردود فعل الجهاز التنفسي: حكة بالأنف، وعطاس، وسيلان، واحتقان، وسعال، وأزيز، وضيق تنفس.
الأعراض التي لا يتوسطها IgE (تكون غير حادة ومتأخرة):
- أعراض جلدية: حكة، واحمرار الجلد، أو أكزيما.
- أعراض الجهاز الهضمي: ارتداد حمض المعدة أو ما يدعى بالارتجاع المعدي المريئي GERD))، براز رخو أو متكرر، دم أو مخاط في البراز، ألم في البطن، مغص، إمساك، نفور من الطعام، احمرار في منطقة الشرج.
- ردود فعل الجهاز التنفسي: سعال، أزيز، ضيق تنفس.
- في حالات نادرة ، قد يصاب الطفل برد فعل تحسسي شديد، الأمر الذي يتطلب مساعدة طبية طارئة لأنه يمكن أن يكون قاتلاً، اتصلي بسيارة إسعاف إذا كنت تعتقدين أن طفلك يعاني صعوبة في التنفس (1,2).
إذا عانى طفلكم من مجموعة من هذه الأعراض، فعليكم استشارة طبيب الأطفال الخاص بطفلكم، بدوره سيرشدكم للتحاليل اللازمة، لا تعتمدوا على التحاليل البديلة لحساسية الطعام مثل تحليل الشعر، لعدم وجود دليل علمي على فعاليتها، إضافة للتشخيص غير الصحيح الذي يؤدي لاستبعادات غذائية غير ضرورية، مما يعرض طفلكم في النهاية لسوء تغذية وفشل في النمو (2).
هل يوجد علاج لهذه الحالة؟
إذا شُخِّصَت هذه الأعراض حساسية بروتين حليب الأبقار، فسيلزم التخلص من بروتين حليب الأبقار من نظام طفلك وحتى نظام الأم المرضع الغذائي نهائيّاً.
إذا كنتِ ترضعين طفلك حليب الأطفال المصنَّع، يمكن أن يوصي طبيبك بتركيبة خالية من الحساسية مثل:
- التركيبات المحلمهة بالماء بنحو كبير (eHFs): يمكن لقرابة 90٪ من الأطفال المصابين بحساسية بروتين حليب الأبقار تحمل هذه التركيبات، على الرغم من أنها تعتمد على حليب الأبقار، لكنها تختلف عن بروتينات حليب البقر الأساسية أنه تُقسَّم هذه البروتينات على نطاق واسع إلى أجزاء صغيرة بحيث يكون جهاز المناعة لدى الطفل أقل عرضة للتعرف إلى نوع البروتين.
- تركيبات الأحماض الأمينية (AAFs): إذا كان طفلكِ يعاني مشكلة مع التركيبة السابقة المحلمهة بالماء، أو يعاني أعراضًا شديدة -مثل أعراض الجهاز الهضمي- أو كان يعاني نوبة من الحساسية المفرطة، فقد يوصى باستخدام تركيبة من الأحماض الأمينية.
- لا يمكنكِ استخدام التركيبة المعتمدة على فول الصويا لأنها لن تكون آمنة تماماً، يمكنها أن تسبب أيضاً رد فعل لدى الأطفال المصابين بحساسية حليب الأبقار.
يمكن لاختصاصيّ تغذية الأطفال أن يساعدك في ضمان حصول طفلك على ما يكفي من جميع العناصر الغذائية اللازمة لنمو صحي، ويزودك بنصائح عن كيفية فطام طفلك باتباع نظام غذائي يستبعد حليب الأبقار، نظراً إلى أن حليب الأبقار يوفر كثيراً من العناصر الغذائية المهمة، وخاصة الكالسيوم.
بالنسبة إلى الأمهات المرضعات، أنتِ أيضاً لا يمكنكِ تناول أي منتجات ألبان في نظامك الغذائي، كونها ستنتقل لطفلك عن طريق الحليب، عليكِ أن تمتنعي عن تناول الحليب والزبدة والجبن والزبادي والمثلجات، إضافة إلى الأطعمة الجاهزة التي تستخدم منتجات الألبان، مثل كثير من المخبوزات، و حليب الماعز والأغنام لاحتوائهما على بروتينات مماثلة لحليب الأبقار، لذا فإن هذه المنتجات محظورة أيضاً، يمكن أن تضاف منتجات الألبان إلى الأطعمة المصنعة تحت أسماء كيميائية مختلفة، لذا تحققي من بطاقة البيان بحثاً عن:
- كازئين.
- كازئينات الكالسيوم أو بروتين الحليب.
- جبن أو لبن رائب.
- الكازئين المتحلل بالماء.
- اللاكتوز.
- لاكتوغلوبولين وهو جزء بروتيني بلوري يُحصَل عليه من مصل اللبن.
- الحليب المجفف أو الحليب المجفف المحلى.
- مصل اللبن.
- مُحلي شراب مصل اللبن (2).
لحسن الحظ، يتخلص معظم الأطفال من حساسية حليب البقر في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكنها يمكن أن تؤدي في بعض الأحيان إلى مضاعفات مزمنة بسبب سوء الامتصاص أو سوء التغذية، فقد يصاب الطفل بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد المزمن أو فشل في النمو وحتى تكون كثافة عظام لديهم أقل من الأطفال الطبيعين، مما يؤكد على ضرورة متابعة طفلك تغذوياً (2,3).
في النهاية عليكِ معرفة أن 3% من الرضع عموماً يتأثرون بهذا النوع من الحساسية و 0.5% فقط من الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية، وتكون الأعراض عادة خفيفة أو معتدلة، هذا أحد الأسباب التي تجعل الخبراء يوصون بشدة بالرضاعة الطبيعية خاصة خلال الأشهر الأربعة إلى الستة الأولى من حياة الطفل (2,3).
المصادر:
2. Could My Infant Have Cows’ Milk Allergy?. WebMD. 2021 [cited 20 Jan 2021]. Available from: هنا
3. Doheny K. Cow's Milk Allergy in Childhood May Lead to This [Internet]. WebMD. 2016 [cited 23 October 2021]. Available from: هنا