التحكم بالأمواج الدماغية لتحسين الرؤية

هل فاتتك إشارة حمراء أو علامة توقّف ذات مرة؟ أم هل ذكر أحدهم أمامك حدثاُ مررت به لكن فاتتك رؤيته تماماً؟

"عندما يكون هناك عدّة أمور تتنافس لجذب انتباهنا، بإمكاننا إدراك القليل فقط مما نراه. على سبيل المثال، عندما تقود، يكون اهتمامك منصبّاً على متابعة إشارات المرور" هكذا يقول "Kayl Mathewson الباحث في معهد Beckman.

و لكن لنقل أنّ هناك حدثاً غير متوقع: مركبة اسعاف أو أحد المشاة أو حيواناً ما ركضَ عبر الطريق – هل سوف ترى هذا الحدث اللّامتوقع؟ أم ستتابع تركيزك على مهمّتك الأساسيّة بحيث لن تنتبه للحدث؟

يتابع Mathewson: "في السيّارة، قد نرى شيئاً بشكل مختصر بينما ينصبّ تركيزنا على شيء آخر، إذ أن ذاك الحدث لن يدخل ضمن إدراكنا.

إنْ قدّمتَ هذا السيناريو مئات المرات لشخص ما، سوف يرى الحدث أحياناً، و أحياناً اخرى لن يراه؛ ذلك أن دماغه في حالة جاهزيّة مختلفة".

عبر استخدام تقنية جديدة لفحص موجات الدماغ، يقوم الباحثون باكتشاف كيف يقوم الدماغ بمعالجة التحفيز الخارجي الذي يصل و الذي لا يصل إلى الوعي. ورقة البحث التي حملت نتائجهم رَوَت كيف أنّ الموجات ألفا التي يعتقد أنها تمثل نشاط الدماغ في حالة الراحة، يمكنها في الحقيقة أن تؤثر على ما نراه و ما لا نراه.

استخدم الباحثون كلاً من مخطّط كهربِيّة الدماغ (EEG) و الإشارة الضوئية المرتبطة بالحدث (EROS)، و بينما يسجّل تخطيط الدماغ الكهربائي الفعالية الكهربائية عبر فروة الرأس، تستخدم تقنية (EROS) ضوء الأشعة تحت الحمراء التي تمرّ عبر الألياف البصرية لقياس التغييرات في الخواص الضوئية في المناطق الفعّالة من القشرة الدماغية. و بسبب وقوع الجمجمة الصلبة كحاجز بين حسّاسات ال(EEG) والدماغ، قد يكون من الصعب معرفة من أين تتولّد الإشارات بالضبط. في حين أن ال(EROS) التي تقيس كيفية تبعثر الضوء يمكن أن تُشير الى الفعالية ضمن الدماغ.

يقول العالِمَان Fabiani و Gratton: "تستند EROS إلى ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة، و هي تستثمر حقيقة أنه عندما تكون العصبونات فعالة، فإنها تنتفخ قليلاً، فتصبح شفافة أكثر لمرور الضوء و هذا يسمح لنا بتحديد متى يقوم جزء معين من القشرة الدماغية بمعالجة المعلومات، و بتحديد أين تحدث الفعالية كذلك".

وهذا سمح للباحثين ليس فقط بقياس الفعالية في الدماغ، بل و كذلك سمح لهم بوضع خريطة تمثّل أين تتشكّل الذبذبات من النمط ألفا. فكان اكتشافهم أنّ أمواج ألفا تتولد في منطقة الإسفين cuneus، المتوضّعة في الجزء من الدماغ حيث تجري معالجة المعلومات البصرية.

هذه الأمواج ألفا يمكن لها أن تحجب ما يتم معالجته بصرياً، ما يجعل من الصعب عليك أن ترى شيئاً غير متوقع!

و لكن،عبر تركيز انتباهكم و التركيز بشكل كامل على ما تمرّون به، فإن الوظيفة التنفيذية للدماغ يمكن التلاعب والتحكم بها مما يضع حاجزاً على موجات ألفا، و بالتالي يسمح لك برؤية الأشياء التي قد غفلت عنها في وضع أكثر استرخاء.

و لكن بم قد يفيدنا ذلك ؟

يقول Mathewson: "معرفة من أين تنشأ الأمواج يعني أنه يمكننا استهداف تلك المناطق بالتحديد بالتحفيز الكهربائي أو يمكننا إعطاء الأشخاص تلقيماً راجعاً من دقيقة لأخرى، يمكن استخدامه لتنبيه السائقين الذين لا يعيرون انتباههم و يجب أن يزيدوا تركيزهم على الطريق أمامهم، أو في مواقف أخرى بحيث يتم تنبيه الطلاب في الصفوف أن عليهم زيادة تركيزهم، أو الأبطال الرياضيين أو الطيارين و مشغّلي المعدّات".

و لعل فوائد إضافية لهذا الاكتشاف تظهر قريباً بما أنه لا زال حديثاً، ما يلفت النظر الى إمكانية التحكم في موجات الدماغ الأخرى و الذي من يدري إلى أين سيقودنا

المصدر:

هنا