الطب > معلومة سريعة
جراحة الدماغ في أثناء اليقظة Awake Brain Surgery
تعد جراحة الدماغ في أثناء اليقظة أو ما يسمى حج القحف في أثناء اليقظة نوعًا من التقنيات التي تُجرى على الدماغ في يقظته وهو واعٍ (1)، ويُجرى بالطريقة نفسها حج القحف التقليدي (2) داخل الجمجمة، لكن المريض مستيقظ عن عمد عبر جزء من الجراحة على الأقل، وذلك من أجل رسم خرائط الدماغ حول الآفة واستئصالها بطريقة أكثر أمانًا (2,3).
وتعد هذه التقنية مفضلة في العمليات داخل مناطق الدماغ المهمة وظيفيًّا، وتستخدم لعلاج بعض الحالات كما في الأورام الدماغية أو بؤر الصرع الموجودة بالقرب من أجزاء الدماغ المتحكمة بالرؤية أو الحركة أو الكلام، فيُبقي الجراح في خلال الجراحة المريضَ مستيقظًا كي يطلب منه الإجابة عن بعض الأسئلة أو أداء نشاطات محددة؛ إذ تساعد ردود فعل المريضِ الجراحَ على علاج المنطقة الصحيحة من الدماغ مع خطرٍ أقل للضرر بالمناطق المهمة المجاورة مثل مناطق الدماغ التي تؤثِّر في اللغة أو الكلام أو المهارات الحركية؛ إذ يَصعُبُ تحديد تلك المناطق قبل الجراحة (1).
وقد أصبح هذا الإجراء في خلال العقود الماضية أكثرَ شيوعًا مع تراكم عديدٍ من الأدلة نحوَ نتائج أفضل في عديد من الجوانب لدى المرضى الذين خضعوا لجراحة الدماغ اليقظة (3)؛ إذ وفرت إمكانيةً للتقليل من المرض بعد الجراحة وتسهيل الخروج المبكر من المشفى (4).
وبالتأكيد لا يعدُّ كل المرضى مؤهلين لإجراء هذه التقنية؛ إذ يختار فريق من جراحي الأعصاب وأطباء الأعصاب والتخدير ومختصي الفيزيولوجيا العصبية معًا المرشحَ المناسب من خلال تقييم ما قبل العمل الجراحي، وتقييم الحالات المرضية المرافقة (4).
لكن كيف تحصل جراحة الدماغ في أثناء اليقظة؟
يعتمد هذا النوع من الجراحة على التفاعل والتواصل بين كلّ من المريض والجراح وطبيب التخدير؛ إذ يبدأ هذا التفاعل عند اختيار المرضى المؤهلين لهذا النوع من الجراحة، لكن قبل البدء بالعمل الجراحي، من المهم أن يتواصل طبيب التخدير والمريض (حول) طريقة التخدير المفضلة حسب خبرة طبيب التخدير ورغبة المريض، فمن الممكن استخدام طرائقَ عدة من التخدير تتراوح بين كون المريض تحت التخدير العام طوال الإجراء الجراحي باستثناء الفترة الضرورية لرسم خرائط الدماغ الوظيفية وبين كون المريض واعيًا مدة الإجراء الجراحي كاملةً، ويمكن التغيير بين أنواع التخدير هذه وفقًا لاستجابة المريض وتحمّله، إضافة إلى الدور المهم للتخدير الموضعي أو الناحي الذي يسمح للمريض أن يكون واعيًا دون الشعور بالألم السطحي الناتج عن الجراحة (1,3,4).
وكما تكلمنا سابقًا، في حال كون المريض تحت التخدير، يوقف طبيب التخدير أثناء الجراحة إعطاءَ الأدوية المهدئة، ويُسمح للمريض بالاستيقاظ، فيطرح الجراح أسئلة أو يطلب تحديد صور وكلمات موجودة على بطاقات شاهدها سابقًا أو يطلب فعل بعض الحركات أو عدّ الأرقام من أجل إجراء رسم خرائط الدماغ (1)، وتعد هذه المشاركة النشطة من قبل المريض مهمة لتسهيل رسم تلك الخرائط لتوجيه قرار الجراح أثناء العملية (4)، فتوفّر إمكانيةَ معرفةِ المراكز التي تتحكم بهذه الوظائف ومن ثم تجنب أذيتها والحفاظ عليها (1)، ففي حال تغيّر شيء عند اختبار وظيفة ما سيكون الطبيب قادرًا على التوقف، لكن بالتأكيد هذا لا يلغي مخاطر الجراحة نهائيًّا بل يقللها (2).
تنطوي جراحة الدماغ اليقظة كما هو الحال مع أي جراحة دماغ على مخاطر ومضاعفات عدة (1)، وهي نفسها مخاطر الجراحة التقليدية، لكن مع وجود خطر ضئيل للنوبات في أثناء الجراحة والتي تتطلب في حالات نادرة التحول نحو التخدير العام (2).
تشمل مخاطر حج القحف عامةً:
- تغيرات في الرؤية أو التوازن.
- صعوبات في التكلم أو التعلم.
- التهاب السحايا.
- تسرب السائل الدماغي الشوكي.
- النزيف.
- تورم في الدماغ.
- العدوى.
- النوبات (1).
- عجز عصبي دائم أو مؤقت.
- ورم دموي.
تدقيق لغوي: Fouad J Fadel
المصادر:
2-Awake craniotomy [Internet].UK: Uhs.nhs.uk [updated 2019 Sep 15 ; cited 2021 Nov 4 ]. Available from: هنا
3- Zhang K, Gelb A. Awake craniotomy. Colombian Journal of Anesthesiology [Internet]. 2018 April-June ;[cited 2021 Nov 4 ];46(2S):46-51. Available from: هنا
4-Chakrabarti R, Tewari A, Sinha A, Ghazanwy M. Awake craniotomy: A qualitative review and future challenges. Saudi Journal of Anaesthesia [Internet]. 2014 sep 16;[cited 2021 Nov 4 ];8(4):529-39. Available from: هنا