الفلسفة وعلم الاجتماع > التحرش جريمة حتى لو بمسج
بأقل من شهر على إطلاقه؛ يستقبل الميتافيرس شكوى ضد التحرش الجنسي
استهجن عديدٌ من الناس التحرشَ الجنسي الإلكتروني في خلال الحملة التي أطلقناها الشهر الفائت #التحرش_جريمة_حتى_لو_بمسج ورأى عديدٌ منهم أنّ الأمثلة المطروحة مبالغٌ بها وغير واردة.
وهذه الفترة ينتشر خبرٌ يؤكد أهمية التصدي للتحرش الجنسي الإلكتروني بصفته شكلًا من أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي؛ إذ أشارت الأخبار إلى تعرض الأفاتار الخاص بإحدى مستخدمات منصة ميتا الافتراضية المسماة ب (Horizon Worlds) إلى لمسة جنسية من أفاتار مستخدمٍ آخر (1).
تسمح هذه المنصة لمن هم فوق الثامنة عشرة من العمر بأن يبنوا عوالمهم وألعابهم الخاصة، وأن يتواصلوا مع عشرين لاعبًا آخر من أصدقائهم.
إن تعرض الضحية للمسة الجنسية يندرج تحت التحرش الجنسي، فيسبب إكراهًا وإساءة كونه تصرف جنسي مُهينٌ وغير مرغوب فيه، وكما في هذه الحادثة فإن النساء هن الأكثر عرضة للتحرش، والذي يعود سببه غالبًا لرغبة المعتدي في ممارسة السلطة والهيمنة على الضحية، والتي تساعد البيئة الافتراضية عليها من خلال إخفاء الهوية وسهولة الهروب (1).
وقد نشرت المستخدمة التي وقعت ضحية التحرش في مجموعةٍ خاصة بمستخدمي المنصة الافتراضية على الفيسبوك ما يأتي:
"التحرش الجنسي في الإنترنت العادي ليس بمزحة، لكن حصوله في الواقع الافتراضي (الميتافيرس) يجعل منه أمرًا أكثر شدةً وصعوبة" وتُضيف: "لم أتعرض للمَس الجنسي فحسب، وإنما كان هنالك أشخاصٌ قد دعموا هذا السلوك مما جعلني أشعر بالعزلة" (1,2).
وفي مقابلةٍ للمدير التنفيذي للمنصة؛ صرح بأنه بعدما راجعت منصة ميتا الحادثة؛ وجدوا أن المستخدمة لم تستعمل ميزات الأمان الخاصة بالمنصة والتي تسمح بتفعيل مساحة آمنة على شكل درع يمنع المستخدمين الآخرين من التواصل والتحدث مع المستخدم، ونلاحظ في تصريحه كيف أنه نهج طريقة لوم الضحية (Victim Blaming) التي تنقل المسؤولية من المعتدي إلى الضحية وتجعلها المذنب الوحيد في الأذى الذي تعرضت له عوضًا عن محاسبة مسببِّ هذا الأذى (1,2).
إن التحرش الجنسي الإلكتروني اعتداءٌ على حرية الفرد وحقه في الاستخدام المريح والآمن للإنترنت، عدا عن الآثار السلبية على صحة الضحايا النفسية والجسدية، ولذا يجب مواجهته من خلال التوعية بالتحرش وتثقيف الضحايا والمتحرشين على حد سواء، واستخدام الإنترنت بشكلٍ آمن، واللجوء إلى القانون لمحاسبة المتحرشين.
هل برأيكم ستتيح شركات التواصل الاجتماعي كشركة ميتا المجال لسلوكيات التحرش الجنسي السائدة في المواقع التقليدية كالفيسبوك والإنستغرام وغيرها، أو أن هذه الخدمات الافتراضية الجديدة ستفرض أن يكون هناك إجراءات أكثر صرامة تحدُّ من التحرش الجنسي الإلكتروني؟
المصادر:
2. Mahdawi A. Metaverse is just a new venue for the age-old problem of sexual harassment | Arwa Mahdawi [Internet]. the Guardian. 2021 [cited 30 December 2021]. Available from: هنا