التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
السلوكيات الجنسية عند الأطفال، هل علينا أن نقلق حيالها؟
تظهرُ سلوكياتٍ ذات طبيعة جنسيّة عند الأطفال في مختلف مراحل الطفولة والمراهقة، وقد يبدو الأمر مقلقًا في الوهلة الأولى إلا أنه يعكس تطور الطفل الطبيعي ويترافق مع نموه العقليّ والجسديّ، ولا تكون دوافع هذه السلوكيات جنسية محضة بل تحرّكها جوانب مختلفة منها فضول الطفل تجاه جسده وأجساد الآخرين واختلافاتهم، أو سعيه لجذب الانتباه والاهتمام، وقد يتخذها الطفل وسيلة لتهدئة نفسه أو تكون مجرد تقليد لسلوكيات البالغين كمسك الأيدي والتقبيل (1)، وفي المقابل تُنذر بعض السلوكيات أن هناك مشكلة مهمة، ومع أن هذه الحالات قليلة نسبيًّا، لكن ملاحظتها ضرورية وحاسمة (1).
فلنتعرف إلى السلوكيات الجنسية الطبيعية عند الأطفال تبعًا للمرحلة العمرية..
عند الأطفال دون الخامسة من العمر
تشيع في هذه المرحلة سلوكيات ذات طبيعة استكشافية وتظهر حين يكون الطفل في بيئةٍ آمنة ومريحة وتشمل:
- لا يمانع الطفل أن يكون عاريًا أمام الآخرين (2).
- يلمس الأعضاء الحميمة في البيت بخصوصية أو في الأماكن العامة (2,3).
- يبدي الفضول تجاه أجساد الآخرين، وقد يراقبهم عند خلع ملابسهم أو لمس أعضاء المولود الجديد أو الرفيق والنظر إليه (2,3).
- يتحدث كثيرًا عن الوظائف الحيوية للجسم كالتبول وأعضاء الجسم باستخدام كلمات بسيطة (2).
- قد يكشف عن المناطق الحميمة خلال اللعب مع أحد الأقران (3).
- يقترب كثيرًا من الآخرين عند الوقوف أو الجلوس (3).
- يستكشف العلاقات المختلفة عند اللعب مع الأقران بتمثيل دور أب وأم، أو مريض وطبيب (2).
المشكلة الأبرز في هذه المرحلة عدم مراعاة الطفل وجود الآخرين، والسبب أنه لم يألف بعد القواعد الاجتماعية (2)، لذا على الأهل توضيح هذه القواعد بعبارات بسيطة، مثل «يخلع الكبار ملابسهم في المنزل فحسب، وعليك أن تفعل الشيء نفسه».
من غير الشائع مناقشة مواضيع أو أفعال جنسية محددة أو استخدام لغة مشابهة للغة البالغين أو تصرفات جنسية شبيهة بالبالغين (2).
تشمل السلوكيات التي توحي بوجود مشكلة (3):
- سلوكيات جنسية تتكرر بكثرة ولا يستطيع الأهل توجيهها.
- تسبب الألم أو الأذى النفسي أو الجسدي.
- تترافق مع سلوكيات عنيفة.
- تتضمن إكراه الأقران أو الأطفال الأصغر سنًا.
- تشابه أفعال البالغين الجنسية.
بين الخامسة والتاسعة من العمر
في هذه المرحلة العمرية (2):
- يصبح الأطفال أكثر خجلًا ويحافظون على خصوصيتهم.
- يظهر فضولهم تجاه الجنس والعلاقات من خلال أسئلة مثل: «مثل من أين يأتي الأطفال؟».
- يرغبون باستكشاف العلاقات مع الأقران وتقليد البالغين، فمثلًا، يكون للطفل «حبيبة» في المدرسة، يمكن أن يمسك يدها.
- يصبحون أكثر إدراكًا للحدود الاجتماعية المتعلقة بالسلوك الجنسي، وقد يختبرون هذه الحدود باستخدام ألفاظ نابية سمعوها من الآخرين.
- قد يجربون استثارة النفس مع المحافظة على الخصوصية.
من غير الشائع أن يُظهر الأطفال في هذا العمر استجابات جنسية شبيهة بالبالغين، أو أن يبدوا سلوكيات جنسية في أماكن عامة (2).
الأطفال بين التاسعة والثالثة عشرة:
يلاحظ الأهل والمربون الجوانب الآتية (2):
- يصبح الأطفال في هذا العمر أكثر فضولًا تجاه الجنس والعلاقات.
- يظهر الانجذاب للآخرين وقد يكون الطفل علاقة عاطفية مع أحد أقرانه أو يبدي رغبته بذلك.
- يلقون نكات جنسية أو ينخرطون في نقاشات متعلقة بالجنس مع أقرانهم.
- تصبح خصوصيتهم مهمة للغاية.
- يبحثون عن معلومات متعلقة بالجنس في الكتب أو عبر الإنترنت.
- الاستمناء مع المحافظة على الخصوصية.
من غير الشائع عند الأطفال في هذه المرحلة العمرية إظهار سلوكيات جنسية في الأماكن العامة أو ممارسة نشاطات جنسية شبيهة بالبالغين.
المراهقون بين الثالثة عشرة والسابعة عشرة:
تتمحور سلوكيات المراهقين الجنسية في هذه المرحلة حول استكشاف الجنس والهوية الجنسية، وينخرطون بسلوكيات مثل (2):
- استكشاف الجنس الرضائي مع أفراد من نفس المرحلة العمرية.
- البحث عن معلومات متعلقة بالجنس والعلاقات العاطفية.
- الاستمناء مع المحافظة على الخصوصية.
من غير الشائع في هذه المرحلة الاستمناء في أماكن عامة أو إظهار الانجذاب الجنسي تجاه طفل أصغر عمرًا (2).
حماية الأطفال من خلال التوجيه والتوعية:
يُوصى بتعليم الأطفال بدءًا من الثالثة وتوجيههم لفهم أجسادهم وخصوصيتها بما يتناسب مع نموهم العقلي، إضافة إلى توفير مساحة آمنة تقدم الحماية والتفهم الدائمين، وإليكم النصائح الضرورية في هذا الشأن:
الحرص على تعريف الطفل بمفهوم «الأعضاء الحميمة» وخصوصيتها، باستخدام لغة بسيطة، كالقول: «الأعضاء التي نغطيها بثياب السباحة يجب ألا يراها الآخرون» (3).
تسمية أعضاء الجسم الحميمة بأسمائها الصحيحة أمر مهم، ولا مانع من أن يستعمل الطفل ألقابًا بسيطة مع الحرص على أن يعرف الأسماء الصحيحة، فتجنب الأسماء الصحيحة يوحي للطفل بأن ثمة أمر خاطئ حيالها ويشوش فهمه (3).
إقامة قواعد الخصوصية في المنزل، فالصغار لا يَعُون مفهوم الخصوصية. ابدأ مبكرًا برسم هذا إطار هذه القواعد التي يمكن تطويرها في المستقبل، وإذا كان لديك أطفال بأعمار مختلفة، احرص على أن يحترم الصغار خصوصية الأخوة الأكبر (3).
لا تجبر طفلك على إظهار المحبة من خلال احتضان شخص ما أو تقبيله ما لم يرغب بذلك، ويجب أن يعرف طفلك أن جسده ملك له ولا يحق لأحد الاقتراب منه إلا برضاه وإن كان هذا الشخص أحد الأقرباء (3).
اشرح لطفلك الفرق بين اللمسة «الحلوة» واللمسة «السيئة»، قل مثلًا: «اللمسة الحلوة تعني أننا نهتم بالشخص الآخر ونريد أن نرعاه ونساعده، كما يحدث عندما أحتضنك أو عندما أغير لباس أخيك. اللمسة السيئة لا نحبها ونرغب بأن تتوقف فورًا كالضرب ولمس الأماكن الحميمة».
طمئن طفلك أن معظم اللمسات حنونة وطيبة ولكن عليه أن يخبرك إذا لمسه شخص ما بطريقة مخيفة أو مُربكة (3).
أعط طفلك قواعد حازمة، مثل: «لا تقبل أن ينظر شخص آخر إلى المناطق الحميمة أو أن يلمسها». يتذكر الطفل القاعدة الواضحة بسهولة أكبر، ولا تنس طمأنة طفلك والتأكيد على أنك ستستمع إليه وتصدقه وتحميه مهما حدث (3).
تحكم باستخدام طفلك لوسائل الترفيه، وتأكد من أن الألعاب أو الأفلام أو البرامج التلفزيونية ملائمة لعمره (من خلال تصنيفها العمري) قبل السماح له بمشاهدتها.
استخدم الوسائل المتوفرة التي تسمح لك بالتحكم بالمحتوى الذي يشاهده طفلك على الإنترنت أو التلفاز، وقدم خيارات بديلة وممتعة.
وانتبه إلى أن طفلك قد يشاهد أفعالًا جنسية في الواقع أو من خلال الشاشة دون إخبارك (3).
اختر الأوقات المناسبة للتحدث مع طفلك بهذه المواضيع؛ إذ يمكنك أن تحدثه قبل النوم أو في وقت الاستحمام.
كرر النصائح والمعلومات قبل أي نشاط جديد سيقدم عليه طفلك، كالنشاطات الرياضية أو المعسكرات أو صفوف تعليم الرقص أو رياض الأطفال (3).
عندما تحدث طفلك، أصغ إلى ردوده وانتبه إلى استجابته وتفاعله مع كلامك، توقع منه طرح الأسئلة البسيطة واللطيفة ولا تضحك مهما كان السؤال بريئًا أو غير متوقع، ولا تغضب إذا طلب منك إعادة حديثك أو أبدى عدم الفهم (3).
كن موجِزًا واستخدم عبارات وكلمات بسيطة، فطفلك لا يرغب بسماع تفاصيل وشروحات طويلة.
في النهاية، تأكد أن إجاباتك عن أسئلته كانت وافية، من خلال سؤاله: هل هذا ما أردت معرفته؟ أو هل كانت الإجابة كافية؟ (3).
وتذكر أن المساعدة والإجابات متوفرة دومًا في حال شعرت بأي قلق.
المصادر
2. Sexual development and behaviour in children | NSPCC Learning [Internet]. National Society for the Prevention of Cruelty to Children (NSPCC) Learning. 2021 [cited 27 December 2021]. Available from: هنا
3. Sexual Behaviour In Children & Young People [Internet]. KidsHealth NZ. 2020 [cited 27 December 2021]. Available from: هنا