التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية
الحياة الجنسية عند ذوي الإعاقة
المجتمع لديه عديدٌ من الأساطير، والأساطير التي تدور عن الإعاقة والجنس محبطة ومسيئة وغير صحيحة. تتضمن بعض هذه الخرافات أن الشخص المعاق لا يحتاج إلى الجنس أو لا يمكنه ممارسة "الجنس الحقيقي". كذلك تتضمن بعض المفاهيم الأخرى المضللة مثل أن الشخص المعاق لديه احتياجات أكثر أهمية من الجنس، أو لا ينبغي له أن ينجب أطفالًا. إذ يميل المجتمع إلى الحصول على صورة مثاليةٍ لـ "الجاذبية الجنسية" وأي شخص - سواء كان معاقًا أم لا - لا يفي بالمعايير يمكن أن يشعر بالضعف أو النبذ (1).
فإذا كانت إعاقتك تضعف قدرتك الجسدية على الانخراط في حياة جنسية منتظمة، أو تجعلك تفتقر إلى الثقة بالنفس، فقد تشعر بالقلق من ممارسة الجنس. تذكر أن الكثير من الأشخاص - سواء كانوا يعانون إعاقة أم لا - يشعرون بالقلق بشأن الجنس والأداء الجنسي، وهذه المشاعر طبيعية تمامًا. إذ من الطبيعي أن تشعر بالإحباط من آثار إعاقتك على حياتك الجنسية. وهنا يتعين عليك أنت وشريكك التعامل مع الجنس على نحوٍ مختلف وإيجاد طرائق جديدة أو مختلفة لإرضاء بعضكما البعض. ولكن إذا كانت مشاعرك عن إعاقتك وآثارها في حياتك الجنسية غامرة، فلا ضرر من التحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بك. في حال كان التحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بك عن الجنس يجعلك محرجًا أو خائفًا، فتذكر أن الجنس موضوع طبيعي تمامًا ويجب أن يعتاد اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بك على طرح أسئلة عن هذا الموضوع.
إذ يمكن أن ينصحك اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بك بشأن وضعك الفريد -مثل ما إذا كنت بحاجة إلى مشورةٍ بشأن العلاقة أو مساعدة أو جهاز، أو طرائق لدعم جسمك في أثناء ممارسة الجنس. مثلما يساعدك أن تتعلم قدر المستطاع عن إعاقتك فيما يتعلق بالجنس.
لكن مثلما أن الجنس جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، كذلك هو الحب.
في جوهرنا، يرغب معظم البشر في أن يكونوا محبوبين ومقبولين. سواء كنت تعاني إعاقة أم لا، ستعرف مدى أهمية الحب بالنسبة لك. لذلك فإن من ناحية العاطفة وأهميتها إذا لم تكن في علاقة، فإنَّ أهم شيء يجب أن تتذكره هو أنك لا تحدد إعاقتك أو مرضك. أنت شخصٌ يرغب ويحب مثل أي شخص آخر، ولديك الحق في ذلك (1).
أما إذا كنت ضمن علاقة وتتعامل مع مشكلات تتعلق بإعاقتك وحياتك الجنسية، فقد تساعدك النصائح الآتية:
- التواصل، ومناقشة مشاعرك واهتماماتك بصراحة هي أفضل طريقة لحل المشكلات معًا. حدد احتياجاتك بوضوح، ليس فقط فيما يتعلق بالعلاقة الحميمة والجنس فحسب، ولكن في الحياة اليومية أيضاً.
- القراءة، تعلم كل ما تستطيع عن الجنس فيما يتعلق بحالتك أو إعاقتك. قد يساعدك امتلاك الكثير من المعرفة على الشعور براحة أكبر في التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك أيضًا
- طلب المساعدة، إذا بدت المشكلات أكبر مما تستطيع أنت وشريكك حلها، ففكر في الاستشارة. في بعض الأحيان يكون من المفيد الحصول على منظور خارجي
- الاعتراف بوضعك الطبيعي الجديد، إذا كنت قد اكتسبت إعاقتك من حادثٍ أو مرض مزمن، على سبيل المثال حاول أن تتقبل أن علاقتك قد تتغير إلى الأبد بسبب إعاقتك، وانظر ما إذا كان يمكنك التوّصل إلى "طبيعي" جديد لك على حد سواء
- رؤية الأصدقاء، قد يساعدك البقاء على اتصال اجتماعي على الشعور بإيجابية أكبر تجاه الحياة
- معالجة الإجهاد، يمكن أن تسبب المشكلات المالية والتقسيمات الجديدة في العمل والمسؤوليات الأسرية الكثير من التوتر. حاول معالجة هذه المشكلات حتى لا تؤثر في حياتك، بما في ذلك رغبتك في أن تكون حميميًا جسديًا.
- ضع في اعتبارك اللطف، فعل شيءٍ لطيف مع شريكك كل يوم يمكن أن يساعد على بناء العلاقة الحميمة والمشاعر المحبة (2).
أما من ناحية الاستمتاع بالجنس فعلينا ألا ننكر أنه قد تعيق إعاقتك من حياتك الجنسية إلى حدٍ ما. على سبيل المثال بعض العوامل التي تحد من قدرتك على ممارسة الجنس وكيفية التعامل معها:
- الألم، وخاصة المزمن، يمكن أن يجعلك بالتأكيد تشعر أنك أقل شبهاً بالجنس، ولكن إذا تمكنت من العثور على المتعة الجنسية بطرائق تقلل من الانزعاج، فقد تجد أنها تساعد على تخفيف الألم (فترةً).
- التعب، يمكن أن تشعر أن الجنس مجرد عبء آخر عندما تكون مرهقًا. إذا كانت هناك أوقات في يومك تكون فيها مستويات الطاقة لديك أفضل من غيرها، ففكر في الانخراط في الجنس. أو تعامل مع الأمر ببطء وبسهولة، فالجنس ليس بالضرورة أن يكون ماراثونًا
- الحالة العقلية، إذا كنت لا تشعر بالإيجابية، أو كنت تعاني القلق أو الاكتئاب، فمن غير المرجح أن تشعر بالجنس. تحدث إلى طبيبك أو مستشارك عن مشاعرك، واطلب المساعدة في حالة اكتئابك
- الدواء، يمكن أن يؤثر الدواء في اهتماماتك الجنسية وأفكارك ومزاجك. تحدث إلى اختصاصي الرعاية الصحية الخاص بك عن مخاوفك (2).
علينا أيضاً ألا ننسى أن الطفل المعوق يحتاج إلى التربية الجنسية مثلما يحتاج الطفل غير المعوق. و بالإضافة إلى نهج التربية الجنسية العامة، يجب أن يشمل التثقيف الجنسي للطفل المعاق أيضًا:
- حقيقة أن الأشخاص ذوي الإعاقة يمكن أن يعيشوا حياة رومانسية وجنسية مرضية
- معرفة حول القضايا الجنسية التي قد تترافق مع إعاقتهم.
- بعض القواعد الاجتماعية مثل السلوكيات العامة والخاصة، والحدود الشخصية التي تتناسب مع إعاقتهم.
فإذا كنت والد\ة لطفل يعاني إعاقة، قد يكون من الضروري أن يكون لديك معلومات مناسبة عن سن البلوغ والحيض والعلاقات الرومانسية والجنسية المتاحة لطفلك.
قد يحتاج الأطفال والمراهقون ذوو الإعاقة الذهنية إلى وقت أطول للتعود على فكرة التغييرات التي تأتي مع سن البلوغ. يمكنك مساعدتهم من خلال الاستعداد قبل بدء البلوغ (من سن الثامنة إلى الثالثة عشر عامًا للفتيات، ومن التاسعة إلى الرابعة عشر عامًا لدى الأولاد).
أخيراً، علينا أن نسلّط الضوء على الاعتداء الجنسي الذي يتعرض له الأشخاص ذوي الإعاقة، إذ إن معدلات الإساءة وخاصة الاعتداء الجنسي مرتفعة على نحوٍ صادمٍ للأشخاص ذوي الإعاقة وخاصة النساء منهم. تعاني الفتيات والنساء ذوات الإعاقة وصمة العار المزدوجة والتمييز، سواء بسبب إعاقتهن أو كونهن نساء. قد يختلف التمييز من "التعليقات العامة والإهانات إلى العنف المؤسسي، مما يؤدي إلى عدم قدرة المرأة على الوصول إلى التعليم أو الوظائف أو أي شكل آخر من أشكال الدعم المجتمعي" (3). ووفقًا لبحث أجرته منظمة النساء ذوات الإعاقة في أستراليا، فإن 90٪ من النساء ذوات الإعاقة الذهنية قد تعرضن للاعتداء الجنسي. وربع حالات الاغتصاب المُبلّغ عنها كانت ضد النساء ذوات الإعاقة (3).
المصادر:
2. Common issues with physical disabilities and sexuality [Internet]. هنا. [cited 5 January 2022]. Available from: هنا
3. Ando M. THE RIGHT TO SEXUAL AND REPRODUCTIVE HEALTH RIGHTS OF GIRLS WITH DISABILITIES [Internet]. ARROW. 2017 [cited 5 January 2022]. Available from: هنا