هل ينصح الفلاسفة بممارسة الجنس؟!

ما الحب؟ حالة سعى كثيرون لتحليلها، وفضَّل آخرون تركها في عالم لا يوصف، ناقشها بعضهم على أنها ظاهرةٌ شعوريةٌ، ويراها آخرون حالة اتحاد ليجعل من الجسدين جسدًا واحدًا. فهل الجنس مرتبط بالحب؟ لنتابع كيف رأت الفلسفة السلوك الجنسي… 

يؤكد أفلاطون أن الجنس بذاته ليس شرًّا أو خيرًا، لكنه يقارن بين إيروس المبتذل الذي يرضي شهوته المنحلة عبر أي شريك ويسعى لإرضاء نفسه فحسب، وإيروس المتسامي الذي ترتبط متعته بشخصٍ معيَّنٍ وبالرضى المشترك لطرفي العلاقة (1).

أدان الفيلسوف العازب مدى الحياة إيمانويل كانط الرغبة الجنسية والنشاط الجنسي، وأشار إلى أن الحب الجنسي المقدر من الطبيعة للحفاظ على النوع هو المسموح أخلاقيًّا وضمن إطار الزواج ولأجل الإنجاب فحسب (2).

يرى توما الأكويني أن المتعة الجنسية مفسدةٌ للحكمة الأخلاقية، ولكن رأى أن الجنس ضروريٌّ للإنجاب، شرط ألَّا تكون المتعة الجنسية هي دافع الزوج لزوجته، إذ يعدها إحدى الرذائل، وتعارض العفة (3).

يرى نايجل أن الرغبة الجنسية مثل غريزة الجوع أو العطش طبيعيةٌ ويجب إشباعها، ورفض تصنيف الأنشطة الجنسية على أنها منحرفة أو غير طبيعية إذا رفضها مجتمع ما؛ إذ يجب الأخذ بالحسبان جميع الثقافات. ويرى أن ممارسة الجنس السيئ أفضل من عدم وجوده مطلقًا (4).

وحسب سارتر، فإن الرغبة الجنسية تهدف إلى التقاط الشخص بالكامل عن طريق جسده، لكن للوصول لذلك يجب أن يجعل نفسه جسدًا محضًا عبر السماح للرغبة الجنسية بالإغلاق على وعيه (5).

وفي مقابل هذه التشاؤمية الجنسية كلها، يعتقد راسل أن الرغبة الجنسية قد تكون خطرةً من الناحية الأخلاقية، لكنها عادةً لا تكون كذلك، وليس هناك مشكلةٌ إذا رُكِّز على الجسد؛ إذ إن الجنس يجمع بين شخصين بحميميةٍ ومتعةٍ، إنها قوةٌ من أجل الخير وتقوية الروابط الإنسانية (5).

لا يمكن إنكار أن الجنس يؤدي دورًا هائلاً لا مفرَّ منه في ثقافاتنا المتعددة؛ إنه موضوعٌ نابضٌ بالحياة، واختلفت حوله الآراء؛ لذا شاركونا أنتم أيضًا كيف ترونه.

وأنتم ما رأيكم؟ ومع من تتفقون؟

تدقيق لغوي: Enas Khair Eddin

المصادر: