اليوم العالمي للهندسة من أجل التنمية المستدامة

"يدرس العلماء العالم كما هو، أما المهندسون يخلقون عالمًا لم يكن موجودًا" (ثيودور فون كارمن) (1).

اعتُمد الرابع من شهر آذار/ مارس يومًا عالميًّا للهندسة من أجل التنمية المستدامة من قبل اليونيسكو لإلقاء الضوء على دور الهندسة في حياتنا والإقرار بإسهام المهندسين في عالمنا، فلا ينفك المهندسون رجالًا ونساءً يقدمون ابتكارات لمواجهة تحديات عالمنا باستخدام مبادئ الرياضيات والعلوم سعيًا إلى تطوير تطبيقات عملية من أجل الغذاء وموارد المياه  واستحداث طاقات متجددة ومواجهة تحديات المناخ  وبناء عالم أكثر استدامة، فإننا نحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى إلى تسخير هذا الإبداع العلمي لخدمة الجميع (2,3) 

تؤثر أنشطتنا البشرية وطريقة تعاملنا مع موارد الكوكب في عملية الاستدامة، إذ تهدف التنمية المستدامة في مفهومها العام إلى صنع تغيير في أنشطة البشر مما يؤدي إلى الحفاظ على هذه الموارد إلى الأبد، إذ  تشكل العناصر الثلاثة من المسؤولية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية التكوين الأساسي للتنمية المستدامة، ويُخلق عند المحافظة على كل من الموارد البيئية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية مجتمع يُعرف بالمجتمع المستدام الذي يضمن لأعضائه الحياة الرغيدة السعيدة (1).

 تضافرت جهود المهندسين لمواجهة تحديات العالم  فشهدنا نقلة نوعية وإنجازات هندسية في مجالات التصميم والبناء والتصنيع والروبوتات وتقنيات هندسية عديدة نذكر منها: 

• التقنيات النووية التي تُعد مصدرًا جيدًا للطاقة الكهربائية، إضافة إلى إسهامها في البحث الطبي والتصوير.  
• التقنيات الصحية التي تُؤمن للقطاع الطبي المعدات التشخيصية والأعضاء الاصطناعية  والمفاصل البديلة والمواد الحيوية التي بمجملها نتاج التكنولوجيا الهندسية التي تعمل على تحسين كفاءة حياة الملايين.
• الميكنة والآلات الزراعية كالجرارات  والحصادات التي زودت المزارعين بتقنية تُضاعف من جودة الزراعة وإنتاجيتها.
• الكهرباء عصب حياتنا التي مهدات لكثير من الصناعات والمجالات التقنية المختلفة من إنتاج الأغذية ومعالجتها والتكييف والتدفئة  والنقل والاتصالات والرعاية الصحية وعديد من اختراعات القرن العشرين (1).

تُعد الهندسة عنصرًا أساسيًّا للتقدم الاقتصادي وتنفيذ التقنيات الجديدة، بما في ذلك الاحتياجات الأساسية للغذاء والصحة والإسكان والطرق والنقل والمياه  والطاقة وإدارة موارد الكوكب (2).

نواجه الآن تحديات مختلفة من بينها الطاقة والأمن الغذائي ونضوب الموارد الطبيعية وتغيرات المناخ، وسوف يشهد مهندسون هذه الحقبة تحديات وصعوبات أكثر من أي وقت مضى من أجل توفير أنظمة هندسية مستدامة وتأمين تقنيات الطاقة بنسب كربون مخفضة، على صعيد المساواة، لم تُمثل النساء على نحو مناسب في هذا المجال، إذ تبلغ نسبة النساء المهندسات من 10- 20 % فقط، ولا نزال نلاحظ انخفاضًا في الاهتمام  والتسجيل في الهندسة من قبل الشباب، وخاصة النساء. 

من هنا عززت اليونسكو في يوم الهندسة العالمي على إقامة مشروعات مشتركة، كمسابقة المهندسين الهاكاثون (Hackathon challenges)، إذ يعمل طلاب وطالبات من جميع الخلفيات معًا لحل مشكلات ملموسة في جو من المنافسة الفكرية المقترنة بالمرح والسرور.

سوف نحتاج إلى كل الطاقات من أجل إعادة البناء بمزيد من الحكمة وبقدر أكبر من الاستدامة لمواجهة تحديات العالم (1,2).

المصادر: