هل ندرس علم الاجتماع في تخصصاتنا المختلفة؟!

لا بد أنَّ هذا التساؤل قد ورد في تفكير معظمنا، فقد يبدو علم الاجتماع بعيدًا البعد كله عن الهندسة أو الطب مثلًا، ولكن لا يمكننا أن ننكر بأنَّ العلوم متصلة وتراكمية، وقد تدرس الظواهر والمواضيع ذاتها، ولكن من جوانب مختلفة، واليوم سنوضح علاقة علم الاجتماع ببعض هذه المجالات.

يركز علم الاجتماع في مجال الهندسة المعمارية على فهم النشاط البشري، فلا يمكن تخيل المباني والمجتمعات بعيدًا عن الأنشطة البشرية التي تخدمها، وكذلك فهم هيكلية المجتمع وعمله وتحديد الاحتياجات التي تفرضها الظروف الاجتماعية (1).

في المجال الطبي يركز علم الاجتماع على دراسة علاقة المرض بالبيئة الاجتماعية والعادات المنتشرة فيها، ويدرس علاقة المتغيرات الاجتماعية في توزيع الأمراض وانتشارها ضمن (مجموعات عرقية، طبقات اقتصادية، مهنة مختلفة...) (2).

ويدرس علم الاجتماع الطبي الأدوارَ الاجتماعية لكلٍّ من (المريض، الأشخاص حوله، الأطباء) والعلاقات الإنسانية في المشافي، ومدى تقبُّل المجتمع للمرضى أو رفضهم ووصمهم بسبب مرضهم، والعمل على تغيير بعض العادات عن طريق التثقيف الصحي الاجتماعي (2).

يسهم علم الاجتماع من خلال علاقته بالاقتصاد في فهم طبيعة الأسواق والسلوك الاقتصادي والاستهلاكي للأفراد، وأنماط العيش والإنتاج والتبادل، ودراسة التقسيم الاجتماعي للعمل، ويعمل على تحليل الشبكات الاجتماعية لفهم احتياجات الأفراد واهتماماتهم (3).

أما في مجال إدارة الأعمال، فيركز علم الاجتماع على أنواع الشركات ونشاطاتها، وعلى العلاقات الإنسانية واحتياجات الموظفين داخل المؤسسات، والأدوار الإدارية ومحدداتها وأساليب التعامل مع الموظفين، ودور التطور التقني الإداري في التغيير الاجتماعي والقيمي في المجتمعات (4).

يتقاطع علم النفس وعلم الاجتماع كثيرًا؛ إذ يسعى علم النفس إلى فهم التجربة الذاتية للأفراد التي لا يمكن فَصْلها عن البيئة الاجتماعية الموضوعية التي يسعى علم الاجتماع إلى تفسيرها، وتلتقي التجربتان الذاتية والموضوعية في تكوين الشخصية البشرية (5).

يتقاطع علم الاجتماع مع العلوم السياسية في فهم أنظمة الحكم السائدة في المجتمعات وتفسيرها، وتوضيح تأثير قراراتها في تفاصيل حياة الأفراد ومدى تناسب هذه القرارات لحل مشكلاتهم التي يعانون منها (5).

يتعاون علم الاجتماع وعلم التاريخ في فهم استمرارية التجارب البشرية وتطورها في مختلف الأزمنة والأمكنة، فلا يمكن دراسة المجتمعات بعيدًا عن تاريخها، ولا يمكن دراسة الحدث التاريخي بمعزلٍ عن السياق الاجتماعي (5).

وأنتم أخبرونا ما مجالاتكم، وهل تتداخل مع علم الاجتماع؟!

تعديل الصورة: Ziad Nofal

المصادر: