الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال
تمهلوا قبل تقديم أنواع الحليب هذه إلى أطفالكم!
تُحدَّد إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) مواصفات المواد الغذائية الخاصة بحليب الأطفال على عدة مستويات؛ لضمان تلبية الاحتياجات الغذائية للرضع، ويضع مصنعو صيغ الحليب عمومًا مستويات مغذيات أعلى من الحد الأدنى المطلوب، وبالتالي لا يحتاج الأطفال إلى مغذيات أخرى ما لم يُطعموا تركيبة منخفضة الحديد (1).
نقدم لكم في المقال أدناه كل ما عليكم معرفته بخصوص هذه الخيارات، مدى أمانها، العمر المسموح لإدخالها في غذاء أطفالك، ولماذا عليك تجنب بعضها، لنتابع معًا…
- الحليب المصنع منزليًا (Homemade infant formula): يخضع حليب الأطفال -الذي يُعدُّ المصدر الوحيد أحيانًا لتغذية الرضع- لرقابة صارمة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA)، والتي تنصح الأهل ومقدمي الرعاية بعدم صنع وتغذية أطفالهم بالحليب المُصنّع منزليًا؛ لأنه ينطوي على الكثير من المخاوف الصحية مثل عدم احتوائه على كميات كافية من العناصر الغذائية الأساسية أو تلوثه؛ مما يؤدي إلى إصابة الطفل بالأمراض المنقولة بالغذاء، وكلاهما يمكن أن يهدد الحياة (1).
- حليب الأبقار (Cow’s Milk): هناك سببان رئيسان يجعلان تغذية الرضع بحليب البقر أمرًا غير مرغوب فيه. أولهما أثره الضار على إمداد الأطفال بالحديد لعدة أسباب قد تتآزر معًا؛ أهمها محتواه المنخفض من الحديد، الذي يجعل من الصعب على الرضيع الحصول على الكميات اللازمة للنمو، فضلًا عن محتواه العالي من الكالسيوم (Calcium) والكازئين (Casein)؛ اللذان يمنعان امتصاص الحديد الغذائي، ومن الآليات المحتملة أيضًا هي فقدان الدم المعوي الخفي، الذي يحدث في ما يُعادل 40% من الأطفال أثناء تغذيتهم بحليب البقر. أما السبب الآخر، فهو احتمالية تسببه بالجفاف (Dehydration)، إذ يحتوي على بروتين ومعادن أكثر بكثير مما يحتاجه الأطفال، الأمر الذي يتسبب بطرح الفائض مع البول، مما يؤدي إلى ارتفاع الحمل الكلوي المذاب وزيادة تركيز البول، فقد لا تملك كليتا الرضيع القدرة على معاكسته في حال عدم كفاية المدخول المائي، مما يؤدي إلى الجفاف الشديد في حال استمراره (2). لكن انتبه! هذا لا يعني الامتناع عن تغذية أطفالك بحليب الأبقار، إذ يمكنك البدء بتقديمه لهم عند بلوغهم عمر السنة وليس قبل ذلك، ويمكن أن يكون جزءًا من نظامهم الغذائي المتوازن والمتنوع، حيث توصي الإرشادات الغذائية للأطفال من عمر السنة وحتى السنتين بما يُعادل كوب وثلثين إلى كوبين من مشتقات الألبان يوميًّا ومن ضمنها حليب الأبقار (3).
- حليب الصويا (Soy milk): كان يُوصى سابقًا باستخدام تركيبات الحليب القائمة على فول الصويا لدى الرضع الذين يتحسسون من الحليب البقري، أما الآن فأصبحت تركيبات حليب البقر الخالية من اللاكتوز متوفرة بكثرة، وبناءًا على ذلك؛ لا يُنصح باستخدامه قبل عمر الستة أشهر، وتحت إشراف طبي فقط، إذ هناك مخاوف عديدة من احتمالية تأثيره على التطور الغدي والقدرات الإنجابية للطفل، نظرًا لاحتوائه على الفيتو استروجين (Phytoestrogens) الذي يشبه بتركيبه الإستروجين الأنثوي، خاصةً لدى الأطفال المعتمدين عليه تمامًا (4). ويُخشى أيضًا من أن يُلحق حليب الصويا ضررًا للأسنان؛ لاحتوائه على الغلوكوز (5).
- حليب الماعز (Goat's milk): يشبه حليب البقر أكثر من حليب الأم في كل من تكوين الأحماض الأمينية ونسبة الكازئين/ اللاكتوألبومين (lactalbumin)، والمخاطر المحتملة مثل التجفاف وفقر الدم، ويُعدُّ مصدرًا فقيرًا نسبيًّا بالأحماض الدسمة الأساسية، وبعض الفيتامينات مثل فيتامين D, C, B6, B12 وحمض الفوليك (Folic acid)، وفي حين يؤكد مصنعو حليب الماعز أنه أقل تسببًا للحساسية من حليب البقر، إلا أن الأمر يحتاج المزيد من الأبحاث حول ذلك، خاصةً أنه يوجد تصالب مناعي بين بعض البروتينات الموجودة في كل منهما. ربما لا يمثل حليب الماعز الآمن ميكروبيولوجيًا أي مشاكل في النظام الغذائي للأطفال الذين تزيد أعمارهم عن عام واحد، ومع ذلك لا ينبغي التشجيع عليه كغذاء لهم حتى بعد بسترته. ينصح الأطباء الآباء الذين يصرون على تقديم حليب الماعز لأطفالهم، بغلي الحليب الخام، ثم تغطيته حتى يبرد، وتمديده بالماء؛ لتصبح قوته ثلاثة أرباع ما كانت عليه، والأمر ينطبق على الحليب المجفف منه، على الرغم من صعوبة تطبيق هذه الإرشادات على الحليب المجفف، ويمكن اعتبار مزائج الحليب هذه للرضع حتى عمر الستة أشهر، وبعد ذلك يمكن إعطائهم الحليب كامل الدسم، وبغض النظر عن عمر الرضيع يجب دائمًا غلي الحليب، وتدعيمه باللاكتوز، والفيتامينات A, D, C, B1, B6, B12 وحمض الفوليك. وأخيرًا تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن هذه التعديلات ستقلل المخاطر المرتبطة بحليب الماعز، فإنها لا تنتج بأي حال من الأحوال غذاءًا مثاليًّا للرضع (6).
تدقيق لغوي: آية ياسر
المصادر:
1. Infant Formula: Safety Do's and Don'ts [Internet]. U.S. Food and Drug Administration. 2021 [cited 24 March 2022]. Available from: هنا
2. Ziegler EE. Adverse Effects of Cow’s Milk in Infants. In: Agostoni C, Brunser O, ed. by. Issues in Complementary Feeding [Internet]. Vol 60. Nestec Ltd, Vevey/S. Karger AG, Basel: Nestlé Nutr Workshop Ser Pediatr Program; 2007 [cited 29 March 2022]. p. 185-199. Available from: هنا
3. Fortified Cow’s Milk and Milk Alternatives [Internet]. centers for disease control and prevention. 2022 [cited 26 March 2022]. Available from: هنا
4. Concerns for the use of soy-based formulas in infant nutrition. Paediatr Child Health. 2009;14(2):109-18. PMID: 19436562; PMCID: PMC2661347. Available from: هنا
5. Crawley H. Drinks for children up to 5 - Eating well for under-5s in child care - Practical nutritional guidelines. 2nd. ed. London-UK: The Caroline Walker Trust; 1998-2006. p. 44-60. Available from: هنا
6. Coveney J, Darnton‐Hill I. Goat's milk and infant feeding. Medical Journal of Australia [Internet]. 1985 [cited 26 March 2022];143(11):508-510. Available from: هنا