العلماء يبشرون بإمكانية تطوير حبوب منع حمل يتناولها الرجال!

تتحمل النساء الجزء الأكبر من عبء منع الحمل، فلديهن العديد من الخيارات لتحديد النسل، بدءًا من الحبوب إلى اللاصقات وصولاً إلى الأجهزة الرحمية. وتنحصر خيارات تحديد النسل عند الرجال بالواقي الذكري وقطع القناة المنوية (1,2).

لكن منذ أيامٍ قليلًا أعلن العلماء عن تطوير وسيلة منع حمل غير هرمونية للذكور تمنع على نحوٍ فعالٍ الحمل لدى الفئران دون آثار جانبية واضحة، الأمر الذي يبشرنا بإمكانية تطوير حبوب منع حمل يتناولها الرجال!

حاول العلماء منذ عقود تطوير وسيلة فعالة لمنع الحمل عن طريق الفم للذكور، شبيهة بآلية عمل حبوب منع الحمل لدى النساء التي تعتمد على الهرمونات التي تعطل الدورة الشهرية. إذ تستهدف معظم المركبات التي تخضع حاليًا للتجارب السريرية هرمون التستوستيرون الذكري، مما قد يؤدي إلى آثار جانبية مثل زيادة الوزن والاكتئاب وزيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (المعروف باسم LDL).

لكن أراد الباحثون في مختبر غوندا جورج في جامعة مينيسوتا الأمريكية تطوير وسيلة منع حمل غير هرمونية للذكور لتجنب هذه الآثار الجانبية. لذلك استهدف الباحثون بروتينًا يسمى مستقبل حمض الريتينويك ألفا (RAR-α). هذا البروتين هو أحد أفراد عائلة المستقبلات النووية التي تربط حمض الريتينويك، وهو شكل من أشكال فيتامين A الذي يؤدي أدواراً مهمة في نمو الخلايا، والتمايز (بما في ذلك تكوين الحيوانات المنوية والتطور الجنيني).

إن القضاء على جين RAR-α في ذكور الفئران يجعلها عقيمة، دون أي آثار جانبية واضحة. لذا حددوا مركبًا، يُدعى YCT529 ، يثبط فعالية RAR-α. عند تناوله عن طريق الفم لذكور الفئران مدة أربعة أسابيع ، قلل YCT529 على نحوٍ كبيرٍ من عدد الحيوانات المنوية وكان فعالًا بنسبة 99٪ في منع الحمل، دون أي آثار جانبية ملحوظة. و يمكن للفئران أن تنجب صغاراً مرة أخرى بعد أربعةٍ إلى ستة أسابيع من توقفها عن تلقي المركب. وفقًا لجورج، سيبدأ اختبار YCT529 في التجارب السريرية البشرية في الربع الثالث أو الرابع من عام 2022. نظرًا لأنه قد يكون من الصعب التنبؤ بما إذا كان المركب الذي يبدو جيدًا في الدراسات على الحيوانات سينجح أيضًا في التجارب البشرية. لكن يتفاءل الباحثون بأنها ستكون وسيلة آمنة وفعالة و قابلة للعكس لمنع الحمل الذكوري وستصبح حقيقة وواقع في نهاية المطاف (3).

المصادر: