اللغة العربية وآدابها > الحكواتي
الحكواتي؛ الرجل واللص
حدّثنا الراوي يا سادة يا كرام أنَّ سارقًا تسوَّر¹ منزلًا فيه رجلٌ نائم، فعَلِم به، وقال: لأسكتنَّ حتى أنظر ماذا يصنع، ولا أفزِعهُ، ولا أُعلِمه أني قد علمتُ به، فإذا بلغ مرادَه قمت إليه فنغَّصتُ عليهِ.
فأمسك عنه وجَعَل السارقَ يتردد، وطال الوقت وهو يجمع، فغلب الرجلَ النعاسُ، فنام وفرغ اللص مما أراد وأمكنه الذهاب.
واستيقظ الرجل فوجد اللص قد أخذ المتاع وفاز به، فلام نفسَه، وعلِم أنه لم ينتفع بعلمه باللص؛ إذ لم يستعمل في أمره ما يجب (1).
فالعلم لا يتم إلا بالعمل، وإن العلم كالشجرة والعمل به كالثمرة، وإن صاحب العلم يعمل لينتفع بعلمه، وإن لم يستعمله فليس عالمًا (1).
قال أبو العلاء المعري:
إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ … ولا دافعٍ فالخُسْرُ للعلماءِ (2).
والآن عزيزي القارئ، كيف السبيل في رأيك للانتفاع بالعلم؟
…………………….
الحاشية:
¹- تسوَّر: دخل إليه عبر سوره (3).
المصادر:
1. ابن المقفع، أبو محمد عبد الله. كليلة ودمنة . تحقيق: عبد الرحيم قمحية. الطبعة الثانية. حمص، سورية: دار مُهرات للعلوم؛ 2014. ص 52.
2. المعري، أبو العلاء. اللزوميات. تحقيق: أمين خانجي. القاهرة: دار الخانجي؛ 1924.
3. ابن منظور، محمد بن مكرم. لسان العرب. (ط. 4). بيروت: دار صادر؛ 2005. جذر: سَوَرَ.