الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية > الجغرافيا الاقتصادية
العولمة توحد العالم ولا تقسمه!
قد تكون مدمنًا على قهوة "ستاربكس" وأنت كثير التنقُّل والسفر ولكن لا يمنعك ذلك من شرائها كلَّ صباح من أيِّ مكانٍ تسافر إليه سواءً كان دول الخليج مرورًا بأمريكا الوسطى أو أوروبا؛ لأنَّ كل هذه المناطق لديها أفرع لقهوتك المفضلة أو ربما وجبتك أو علامتك التجارية في اللباس، وهذا مثال عن نتائج العولمة، إذ تُعرَّف العولمة بأنَّها الحالة التي تصبح فيها السلع والخدمات التأثيرات الثقافية والاجتماعية متشابهة تدريجيًّا بين أجزاء العالم المختلفة، وهي تطوير علاقات اقتصادية وثقافية أكثر قربًا بين الدول نتيجةً لسهولة السفر والتواصل (1)، وتعبِّر عمومًا عن الاندماج العالمي للأنظمة الاقتصادية والثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية، فالعولمة الاقتصادية هي أن يصبح العالم كله سوقًا واحدة؛ وهذا يعني تداول البضائع والخدمات ورؤوس الأموال واليد العاملة عالميًّا، وتدفُّق المعلومات بسهولة بين البلدان (2).
متى بدأت العولمة؟
بدأت الموجة الأولى من العولمة منذ منتصف القرن التاسع عشر حتى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وقد تزامنت مع الابتكارات التقنية كالمحرك البخاري والسكك الحديدية والسفن البخارية والتلغراف والطاقة الكهربائية والهواتف، وتزامنت أيضًا مع اعتماد التجارة الحرَّة بين الدول التجارية الكبرى، وتُعدُّ الموجة الحالية للعولمة استكمالًا للموجة الأولى ولكن بوتيرة أسرع (3).
لماذا يخشى بعض الناس من العولمة؟
تُتَّهم العولمة بأنَّها أداةٌ حرَّرت الرأسمالية التي جعلت الغني يزداد غنىً والفقير يزداد فقرًا، وقوَّضت الديمقراطية، وعلى الجانب الآخر يُنظَر إليها بوصفها قوة أدَّت إلى ظهور الأسواق الحرة والمتنافسة ممَّا يمكِّن الناس من اختيار ما يناسبها (3)، وتقترح بعض التحليلات أنَّ العولمة في التجارة ستعود بالفائدة على المناطق الغنية والفقيرة، لكنَّها من الممكن أن تؤدِّي إلى زيادة الاحتكار وتفاقم عدم المساواة في الدخل بين هذه المناطق (4)، وقد تخلق في أحيانٍ أخرى فرصًا حقيقيةً لنموٍّ أسرع وتقليص معدلات الفقر؛ كما حدث في الصين التي شهدت ازديادًأ في الدخل السنوي بمقدار 10% منذ الثمانينيات وانخفضت نسبة الفقر بين سكان ريفها إلى أقل من 5% عام 1998م، في حين كانت 31% قبل ذلك بعشرين عامًا، وكذلك معدَّلات الفقر في الهند التي هبطت إلى النصف خلال عقودٍ عدة يفصل بينها الانفتاح التجاري (العولمة)، ولكن لم تثمر العولمة في الدول الغارقة في الفساد والصراعات مع الجيران (3).
ما علاقة متوسط العمر المتوقَّع بالعولمة؟
إنَّ متوسط العمر المتوقَّع لسكان الدول يتأثر إيجابًا بمستوى العولمة فيها بمكوناتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ويرتبط متوسط العمر هذا مع دخل الأفراد الذي قد ينخفض أيضًا مع انخفاض مستوى العولمة، ولا يمكن تحقيق الصحة الجيدة والرفاه التي أقرَّتها الأمم المتحدة في أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر دون تحقيق الهدف الأخير بإنشاء الشراكات من أجل تحقيق الأهداف جميعها، وهنا يبرز دور تعاون الحكومات مع بعضها ومع شعوبها لتحقيق التنمية الاقتصادية والرفاه الاجتماعي وتظهر العولمة والديموقراطية حلولًا لهذه المسألة (5).
المصادر:
2. Black J, Hashimzade N, Myles G. globalization [Internet]. 3rd ed. A Dictionary of Economics. Oxford University Press; 2009 [cited 4 April 2022]. Available from: هنا
3. Srinivasan TN. Globalization: Is It Good or Bad? | SIEPR [Internet]. Siepr.stanford.edu. 2002 [cited 24 September 2021]. 4 p. Available from: هنا
4. Samuelson PA. The pros and cons of globalization. Japan and the World Economy [Internet]. 2006 [cited 4 April 2022];18(4):592-594. Available from: هنا
5. Guzel AE, Arslan U, Acaravci A. The impact of economic, social, and political globalization and democracy on life expectancy in low-income countries: are sustainable development goals contradictory?. Environment, Development and Sustainability [Internet]. 2021 [cited 25 September 2021];23(9):13508-13525. Available from: هنا