الإيثيلين؛ غاز النضج

هل اشتريت يومًا مَوْزًا أخضر اللون لتحتفظ به فترة أطول في منزلك إلى أن ينضج ويصبح أصفرًا؟ أو ربما حدث معك أن نسيته فترة أطول فوجدته دخل في مرحلة التلف وأصبح بني اللون؟ 

في الحقيقة تنتج معظم الثمار مركبًا غازيًا يسمى الإيثيلين يساعد على بدء عملية النضج (1).

يُعد الإيثيلين هرمون نباتي غازي يؤدي دورًا مهمًا في تحفيز عملية النضج لعديد من الفواكه التي تدعى بفواكه سن الذروة (climacteric fruits) كالموز والتفاح والخوخ، إضافة إلى الهرمونات والإشارات الأخرى (1,2).

تكون بنية الإيثيلين الكيميائية عبارة عن جزيء بسيط ثنائي الكربون غير مشبع (H2C=CH2) يتميز برابطة كربون-كربون مزدوجة؛ وهو غاز عديم اللون أخف من الهواء وذو رائحة وطعم حلو (3,4).

يُعرّف نضج الثمار بأنه مجموعة العمليات التي تبدأ في المراحل الأخيرة للنمو والتطور إلى أن تصبح الفاكهة جاهزة للاستهلاك، وينتج عن نضج الفواكه تغيّرات في خصائصها؛ إذ تنخفض عادة صلابة اللب، ويرتفع محتوى السكر، وتقل مستويات الحمض، وتتطاير الرائحة العطرية وتتطور النكهة الحقيقية للفاكهة، وعادة ما يتلاشى اللون الأخضر للفاكهة ويصبح لونها أغمق (1).

يكون مستوى الإيثيلين في الفواكه غير الناضجة عمومًا منخفض للغاية، لكن مع نمو الثمار فإنها تُنتج كميات كبيرة من الإيثيلين لتسريع عملية النضج المعروفة بذروة النضج (climacteric). يستمر إنتاج الإيثيلين في بعض الثمار حتى بعد حصادها، مما يقلل عمر الفاكهة وقدرتها على التخزين، ويزيد قابليتها لهجمات المُمرضات، ومن ثم فإن مراقبة معدلات إنتاج الإيثيلين وضبطها مهم جدًا حتى لا تنضج الفاكهة أكثر من اللازم على الأشجار أو بعد الحصاد، مما يقلل من القدرة على تسويقها وبيعها (1,2). 

وبما أنّ الإيثيلين غاز، فتًقاس مستوياته في المختبر باستخدام gas chromatograph؛ وهو أداة تحليلية يمكنها قياس المكونات المختلفة في العينة الغازية (2).

إضافة إلى أنه يمكن التحكم بمستويات الإيثيلين عن طريق تطبيقات عدة؛ كالتخزين البارد والتخزين بجو يمكن التحكم به والتخلص من الإيثيلين (1).

المصادر: